لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حدث في مصر.. المطافئ أنقذت "قطة" بعد اتصال "روزان"

07:10 م الأربعاء 04 مارس 2015

المطافئ أنقذت قطة - ارشيفية

كتب - إشراق أحمد:

مأذنة قديمة، بالتكبير تعلو يوميا، تُحي على الصلاة والفلاح، تصدح بخطب الجمعة عن قيم الدين الحنيف، متهالكة هي بفعل الزمن، كأنما لهيئتها نصيب من اسم المنطقة المنتمية لها "مصر القديمة"، يقابلها نافذة حجرة "روزان محسن". جاران تشاركا معاني الرحمة والرفق، طالما كانت المأذنة رمز لها، ونشأت الشابة العشرينية عليها، بسطح المأذنة تحتمي القطط، يحنو عليها خادم المسجد بين الحين والآخر، وعند "روزان" تكبر عائلتها من تلك الكائنات الصغيرة، ظل كل منهم على حاله، حتى جاء يوم كللوا فيه دعوتهم للتراحم سرا وعلانية، فشهدت المأذنة قصة إنقاذ قط ضل طريقه داخلها، وأدركت الشابة أن غير المتوقع ممكن حدوثه، فالرحمة موجودة ما دام وُجد مَن به ذرة منها.

بمنطقة كورنيش مصر القديمة تسكن "روزان"، في منزل حب الحيوانات به خصلة أصيلة، أبصرت والدتها تعتني بالقطط باعتبارها أنسب الحيوانات لتربيتها بالمنزل، "ولدين وبنت" هكذا حال وصفها لما لديها من 3 قطط، تجاوزت رعايتها حدود بيتها، لتشمل القطط المارة على العقار، قطة وجدت لها ملجأ على عتبة باب الشابة العشرينية، صحبتها حتى وضعت أبنائها، 6 قطط عزوة أخرى تتحمل "روزان" مسؤوليتها، باتوا يعرفونها، ينتظرون في ميعادها لتطل عليهم، يوميا تخرج لهم بالطعام، وتدفع عنهم شكوي الجيران.

قرابة عام والقطط الست تسكن عتبة باب "روزان"، تسعد لرؤيتهم، تحفظهم هي كحفظها لأبنائها التي لم تهبهم بعد، لذا كان طبيعي أن تلحظ اختفاء إحداها عصر يوم 25 يناير الماضي، حال أم ظنت أن ابنتها تلعب وستعود كانت مهندسة الكمبيوتر، حتى سمعت مواء يأتي باتجاه مأذنة المسجد المطلة على نافذة منزلها، كأنه طفل يبكي مستغيثا، "إزاي طلعتي؟" حدثت "روزان" نفسها، فالمأذنة مكان نادرا ما يصعده خادم المسجد نفسه إلا لإصلاح الميكروفون.

طفل يجذب كلب من رقبته في قسوة، أخر يحسب نفسه مازحا فيؤذي قط صغير، ومثلهم جياع لا يلتفت إليهم أحد، مواقف ما لاقتها "روزان" بالطريق إلا وتصدت لإيذاء الحيوان، أو أخرجت قطع من الجبن أو اللانشون الحاملة لها دائما وأطعمت المشردين من القطط والكلاب، غير عابئة بلسان حال نظرات المارة القائلة "دي مجنونة"، ضاربة بعرض الحائط الصورة المتداولة عن كل من يطعم حيوانات الشارع، وجاءتها في تعليق أحدهم "أنت حاطة سم في الأكل"، لذلك لم تردد وهرعت إلى خادم المسجد لإنقاذ القط المستغيث، وبدوره بذل الخادم ما يستطيع للوصول إلى مكان القطة، البالغ ارتفاعه مقارنة بالعقار الساكنة له الفتاة قرابة 6 أدوار، لكن السلم الخشبي لم يسعفه، فأشاح للقطة بعصا خشبية، فغابت عن النظر وظن أنها نزلت.

انتظرت ساكنة الدور السادس عودة القطة، لكنه لم يعود سوى مشهد القطة مستغيثة من نافذة المأذنة، شعرت "روزان" بالأسى لحال الهرة "صوتها كان باين أنه اتنبح"، حاولت القاء الطعام لها من نافذة حجرتها، لكنه لم يبلغ مكانها، لم تتوقف الفتاة العشرينية عن التفكير بحال القطة، فانتقلت إلى محاولة أخرى بالدخول إلى صفحة انقاذ الحيوانات على "فيسبوك" وكتابة المشكلة، ليأتيها اقتراح بالاتصال بالمطافئ، ظنت لوهلة أن كاتب التعليق يمزح "هي المطافي بتيجي بسرعة للبني آدم لما هتيجي لقطة؟"، غير أن صاحب الاقتراح أقسم على نجاح الأمر في واقعة مماثله معه.

غابت شمس يوم 26 يناير 2015، مواء القطة يطارد تردد "روزان" من اللجوء إلى الوسيلة المقترحة، لكنه لم يعد هناك مفر، اتصلت بخط المطافئ 180، هيئت نفسها لأسوأ الاحتمالات، بدءً من إغلاق الخط بوجهها، ونهايةً بسبها، لكن العكس قد حدث، تلقى عامل الإطفاء البلاغ، كافة التفاصيل طرحها عن العنوان، وإن كان لديها معلومة عن كيفية صعود القطة، أسئلة بنبرة جادة ظلت "روزان"، تتبع إجابتها بسؤال "يعني بجد هتيجوا؟"، وبلغ التعجب ذروته مع تعليق مُستقبِل البلاغ بعد تلقيه إجابة عن مدة بقاء القطة بالمأذنة "يومين من غير أكل وإزاي متكلميناش كل ده؟!".

كانت الساعة 11 مساء حين هرعت "روزان" إلى نافذة حجرتها، لترى عربة المطافئ وصلت بعد قرابة ثلث الساعة من انتهاء المكالمة، فيما يأتيها اتصال من مستقبل البلاغ للتأكد من وصولهم، يفزع خادم المسجد، وأهالي الشارع لوجود عربة مطافئ، ينظر المتواجدون من المارة وأصحاب المحال صوب وجهة نظرة رجال المطافئ الأربعة، لا أثار لوجود حريق يتطلب تواجدهم، ظلت الشابة العشرينية تتابع رجال الانقاذ تتحدث مع مَن صعد داخل المأذنة لإنقاذ القطة، رغم اختفاء صوت القطة مع ظهور سارينة سيارة المطافئ، غير أن ذلك لم يحيد عن المهمة، بعد اهتمام في البحث لإيجاد الهرة الصغيرة، ترك عامل المطافئ لوح خشبي يسمح بنزول القطة إذا ما ظهرت.

الحدث بما حمله من معاني وكسر لكل ما هو معروف، كان كفيل بإرضاء "روزان" حتى إن ما عادت القطة، فقد تم ما بالإمكان فعله بحقها، لكن مع فتح باب منزلها باليوم التالي اكتملت سعاة المخلصة في الرفق بالحيوانات "لقيتها مع اخواتها قدام الباب"، لتسرع إلى الهاتف تتصل بالمطافئ، كلمات الشكر لم تكن تكفيها الجمل للتعبير عما تحمله، رغم مرور أكثر من شهر على تلك الواقعة لا تستوعب المهندسة ما حدث، كلمات أحد الجيران "اتصلتي بالمطافي عشان القطة" تخالط فعلها، الذي لولا تدني النظرة السائدة للحيوانات ما ترددت لحظة في الاتصال.

رجل بسيط يقتسم طعامه مع قط أو كلب بالشارع بلسان حال "أحنا غلابة زي بعض، مشهد يجعل "روزان" لا تجد فيما فعلته شيء عظيم، فالرحمة في نظرها لا تتجزأ ولا أولوية وتفضيل لها لإنسان على حيوان، لذلك مر اليومان وحتى الأن وهى محتفظة بعادتها اليومية في شراء شرائح "اللانشون" والجبن، لإطعام ما تلتقيه بطريقها من حيوانات شريدة جائعة أينما ذهبت وعادت من عملها، متمنية لو صار الجميع ينظر للحيوان نظرة مغايرة حدودها الرفق والرحمة.

تابع باقي موضوعات الملف:

رحماء في "مملكة الحيوان".. "الإنسانية مبتلمش"

2015_3_4_20_11_44_645

حكاية آخر ربع ساعة في حياة ''قطة''

2015_3_4_17_10_59_348

قطط مدرسة ''السعيدية''.. يتيمة من بعدك يا ''أبلة سعاد''

2015_3_4_17_12_55_754

منى خليل.. رئيس جمعية لرعاية الحيوانات الضالة تواجه القانون بالرحمة

asfd

''ألف رحمة ونور''.. حكاية ''عبده'' مع ''كلب حدائق الأهرام'' (صور)

2015_3_1_0_28_47_486

"هاجريد".. العملاق الطيب رفيق الحيوانات

2015_3_4_19_21_34_423

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان