حوادث مترو الأنفاق.. نقص في إجراءات الحماية أم انتحار مُدبر؟
كتبت- نيرة الشريف:
"رمت نفسها..كانت قاصدة ترمي نفسها، سابت شنطتها فوق علي الرصيف ورمت نفسها، كانت متعمدة تماما أنها تنتحر"، "مين قال أنها رمت نفسها؟ البنت ما انتحرتش، بالعكس هي علي الأغلب داخت ووقعت، والمترو جه، حاولت تطلع ماعرفتش، والناس خافت تمد لها إيدها لحسن يقعوا معاها." بين الرأيين السابقين اختلفت آراء العاملين بمحطة مترو جامعة القاهرة حول الفتاة التي سقطت لسبب أو لآخر أمام مترو الأنفاق، ولقيت مصرعها إثر ذلك.
"رشا عبد العظيم محمود محمد، 39 عاما، تعمل أخصائية شئون طلاب بالجامعة، هي الفتاة التي قامت بإلقاء نفسها أمام القطار 106 في محطة جامعة القاهرة في اتجاه (المنيب- شبرا الخيمة)."..هكذا ببساطة تداولتها الجرائد ومواقع الإنترنت.
اختلاف الرواية حول مصرع رشا فتح بابا لتساؤل آخر، هل زيادة إجراءات الأمان في محطات مترو الأنفاق ممكنة لحماية أولئك الذي يفقدون توازنهم لسبب أو لآخر؟ وأليست إجراءات الأمان تلك إذا زادت تجعل الباحثين عن الانتحار يبحثون عن غايتهم بوسيلة أخري؟
في محطة مترو جامعة القاهرة يبدو الجو غائما، يتردد علي الألسنة قصة الحادث الذي لم يمر عليه أكثر من أربعة وعشرين ساعة، يتحسس مكتب الداخلية قدرته علي "الاندفاع الهجومي" كاملة إذا سأله أحد عن الحادث، هو ليس مسؤولا ولا يبغي أن يسأله أحد عما هو ليس مسؤولا عنه!
أمام مكتب ناظر المحطة يقف محمد أنور مسؤول أمن بوابات المترو يؤكد أن فتاة الأمس لم تنتحر، هي فقط فقدت توازنها وسقطت علي القضبان، وحسب الرواية التي استمع إليها أنور أن الفتاة حاولت الصعود مرة أخري، إلا إنه لا أحد تمكن من مساعدتها، خوفا من فقد أكثر من شخص لتوازنه أمام القطار.
يضيف أنور أن إجراءات الأمان بالمترو ليست كافية أبدا لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.. "في الدول المحترمة في بوابات حديد علي الرصيف بتطلع أول ما القطر يدخل ع المحطة، وأول ما بيقف ويفتح الباب بتنزل البوابة الحديد دي وبيدخل الناس، طبعا مستحيل نقدر نعمل هنا حاجة شبه كده نحمي بيها الناس، سواء أكانت هذه الحوادث ناتجة عن اختلال التوازن أو عن الانتحار، إلا أن هذا الحل مكلف جدا، أنت عندك قطر مكون من 8 عربيات، ورصيف طوله 30 متر، عمل هذه البوابات مكلف جدا."
البديل المكلف لدي أنور متمثل في "الناس تسمع بس الكلام"، المترو اتخذ كثير من إجراءات الأمان التي تحمي مستخدميه كما يري أنور، فالرصيف عليه علامات حول المسافة التي ينبغي أن يقف عليها الراكب مبتعدا عن حافة الرصيف، لكن لا أحد –كما يؤكد أنور- يستجيب لهذه العلامات، الجميع يقف علي الحافة يتحدث ويمزح بلا إحساس بالخطورة، الجميع لا يستجيب لما هو أقل كثيرا من هذا –وفقا لأنور- فلا أحد يصعد للمترو من الأبواب المحددة للصعود، ولا أحد ينزل من الأبواب المحددة للنزول، ومن وجهة نظر أنور، هذا يحتاج لزيادة وعي، وزيادة درجة إحساس الناس بالمسؤولية تجاه حياتهم للحفاظ عليها بإتباع إجراءات الأمان وإشعارهم بالخطورة المحتملة.
مسؤول مكتب الداخلية المنوط به أمن المترو، الذي رفض ذكر اسمه، رفض أيضا بشكل قاطع ذكر عدد المجندين المتواجدين علي رصيف المترو، موضحا أن هذا أمر سري وخطير يتعلق بأمن المترو، وأكد بشكل قاطع أن مسؤولي أمن الرصيف يباغتهم الموقف ولا يعرفون ماذا يفعلون تحديدا، ويكون الأمر أسرع من انتباه وسرعة تصرف أي شخص، وأن كل ما علي المجند فعله لفي مثل تكرار هذا الأمر هو أن يبلغنا باللاسلكي عن وقوع حادث.. "حتى وإن لم يبلغنا، برضه هنعرف لوحدنا!" هكذا يؤكد، فيما يؤكد أيضا أن الفتاة قد انتحرت ولم تفقد توازنها متعارضا مع الرواية السابقة.
عم ثابت ناظر المحطة يقول أن مثل هذه الحوادث من الصعب جدا تلافيها، فلدي سقوط أحدهم عند مجيء القطار لن يستطع أن يأخذ السائق أي رد فعل لمساعدته، فهو لن يستطع أبدا أن يوقف السرعة العالية التي يسير عليها دفعة واحدة، هو يبطيء تدريجيا حتى يتمكن من الوقوف، وإذا لم يُباغت السائق بالمفاجأة واتخذ رد فعل سريع فإنه علي الأقل سيكون تم دهس الضحية بأول عربتين في القطار.
فيديو قد يعجبك: