إعلان

حاولت ''أم فارس'' تقبيل يد ضابط الشرطة فـ ''ضربها على حَنَكها وكسر لها الفخار''

05:00 م الجمعة 12 يونيو 2015

بائعة الأواني الفخارية أم فارس

كتبت - دعاء الفولي:

منذ خمس سنوات شدّ عمرو محمود الرحال مع زوجته سونة (أم فارس) إلى القاهرة، تركا محافظة المنيا والأهل خلفهما، اصطحبا ثلاث بنات وطفل رضيع، فيما لم تكن الابنة الأخيرة قد ولدت بعد، الرزق كان شحيحا في قريتهم الصغيرة، والزوج مُصاب بالغضروف، ولا يستطيع العمل. بجانب نادي الصيد في مدينة 6 أكتوبر قررا الاستقرار في العراء، إلا من بعض الأغطية والفرش، وبضاعة مكونة من أواني فخارية يشتريها الزوجان ''شُكُك'' ليتاجرا فيها، تمر الأيام على الطريق الصحراوي طويلة، لكنهما لم ييأسا طالما بقيا سالمين، غير أن هذا لم يستمر كثيرا، إذ تم تكسير بضاعتهما من قبل بعض الضباط، مع وعد بإعادة الكرة إذا حاولا فرش الأواني مرة أخرى.

الثانية والنصف ظهر الأربعاء الماضي، كانت ''سونة'' تجلس مع الأبناء الخمسة، بينما الزوج في الخارج يشتري طعام ''جه ظابط اسمه (أ. الجنزوري) مسئول عن المنطقة وشال شوية من البضاعة على العربية اللي كانت معاه''، حاولت السيدة الثلاثينية التفاهم معه على حد قولها، لكنه رفض، وقام من كانوا معه بتكسير الجزء المتبقي من الفخار على الجانب الآخر من الطريق ''قعدت ألطم وأصرخ عشان مياخدوش باقي البضاعة حاولت أحبّ على إيده فضربني على حَنَكي''.

33 عاما هي سن الزوج، كان يعمل في المنيا كمزارع قبل أن تتدهور حالة عموده الفقري ''مبقتش أقدر اشتغل''، البيع كان حلا بديلا، جرّب بيع الخضروات والفاكهة لكنه لم يسلم من المساومة أيضا ''الضابط كان عايز ياخد جزء من المكسب بتاعي بس أنا مرضتش''، فكانت النتيجة أن تم سحب بضاعته ومعها الميزان المستخدم في البيع، فاتجه الرجل الصعيدي إلى بيع الفخار.

مع قدوم شمس النهار تبدأ سونة في رصّ الأواني الفخارية بين ''قلل'' و''طواجن'' وغيرها على جانبي الطريق، تحرس بعينيها البضاعة التي تحضرها بنفسها نظرا لصعوبة حركة الزوج، تمر السيارات بجانبها مسرعة دون انتباه، وعندما يشتري أحدهم لا تُفاصل في السعر كثيرا ''بيطلعلي في الحتة خمسة جنيه مكسب''، ثمن البضاعة التي تم الاستيلاء عليها وتكسيرها كان 3000 جنيها ''اليوم دة كنت بعت يا دوب بخمسين جنيه لما جه الضابط''.

تلك المرة لم تكن الأولى، الأحد الماضي تم تكسير بضاعة أخرى للزوجين من قبل نفس الضابط، على حد قولهما، لكن ثمنها أقل ''هو مبيتفاهمش.. وقال لنا كل ما أشوفكوا هنا هكسرلكوا البضاعة لحد ما اكسحكوا من المكان''، قال عمرو، موضحا أن المنطقة التي يبيع فيها مع زوجته تحوي مجموعة أخرى من البائعين ومع ذلك لم يتعرض لهم أحد ''مستقصدني أنا بالذات''.

أسفل لافتة موجود بشارع جمال عبد الناصر، قريبا من مدخل مدينة 6 أكتوبر، ينام الزوجان والأولاد الخمسة؛ أكبرهن فتاة لها من العمر 14 عاما، والأصغر طفلة ذات ثلاث سنوات. الأموال التي يربحانها من البيع لا تكفي لتدبير سكن ''قعدنا شوية في أبو النمرس بس الفلوس مكفتش فبقالنا سنة هنا نايمين في الشارع''، مع قدوم الليل تتكوم الأجساد السبع حتى يأتي شعاع الضوء الأول، اعتمادهم يكون على فرش يكفل لهم دفء بسيط حتى الصباح، العجز رفيقهم ''والله العظيم انا لو قادر أشتغل ما كنت هاجي هنا''، تغالب الدموع الزوج ''أسرق يعني؟ طب لو حتى فيه سكن أطمن فيه على العيال دول وأمهم كنت سيبتهم فيه ونزلت الشارع لوحدي بس مفيش''.

انتشرت صورة سونة (أم فارس) على مواقع التواصل الاجتماعي عقب ما حدث يوم الأربعاء، استغاثة أطلقها رواد الموقع كي يهتم أحد بحالتها وزوجها، كي يتم التحقيق في واقعة تكسير بضاعتهم أكثر من مرة واستدعاء الأشخاص الذين فعلوا ذلك ''هو لو عايزنا ندفع غرامة كنا دفعنا'' تقول الزوجة. بعد انتشار القصة ساعدهم البعض بأموال لشراء أواني فخارية جديدة ''رحت جبت شوية صغيرين رصتهم''، ليجد الزوجان صباح اليوم نفس الضابط يهددهم بتكسيرها للمرة الثالثة ''جالنا الصبح وقال إنه هيجيب اللودر وييجي يشيلنا''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان