بالصور - مجلة "سمر".. تسلية في زمن الحرب الأهلية اللبنانية
كتبت - دعاء الفولي:
قبل الحرب الأهلية اللبنانية بعامين، لاحت فكرة في الأفق للكاتب سعيد فريحة؛ مجلة تقوم مادتها الأساسية على الصور، تقدم معلومات متنوعة بين السياسة والفن والاجتماع، غير أنها حاولت التفوق على مطبوعات زمانها بقصة مصورة، مكونة من صور حقيقية مع تعليقات مُترجمة للعربية، لممثلين إيطاليين، وتلك القصص يُطلق عليها عليه "الفوتورومان".
"مجلة الفرح والشباب الدائم"؛ هكذا كُتب على الغلاف الأخير لمجلة "سمر"، روّج لها مؤسسوها بكلمات "لقد حققت سمر بولادتها قفزة نوعية في الصحافة استعصى على الكثيرين تقليدها، سمر مجلتان في مجلة، بالإضافة للقصة المصورة تحفل سمر بالأبواب الثابتة والمواضيع المتنوعة التي تُعنى بمختلف نواحي الحياة الأسرية والفردية".
من دار الصياد للصحافة والطباعة والنشر الكائن ببيروت، خرجت مجلة سمر، رئيس مجلس إدارتها عصام فريحة، والإشراف العام لإلهام فريحة، أما المدير المسئول فكان حافظ محفوظ.
تبدأ صفحات المجلة عادة بـ"ريبورتاج" مع إحدى المراهقات، سواء كن مشهورات أو لا، ويكون الحوار داخل باب "مراهقة"، الذي تغير مكانه في المجلة على مر السنوات، وكانت موضوعات "سمر" في البدايات أقل عددًا، لكنها ازدادت وصارت متنوعة مع الوقت.
أصبحت وصفات الطعام تُنشر بشكل دائم، وتتواجد صور للملابس العصرية داخل صفحة تُسمى "بازار" تم استحداثها مع الوقت، رغم ذلك فقد احتفظت المجلة بعدة أبواب ثابتة؛ هي "مراهقة"، "القصة المصورة"، "التسلية"، "قارئ يكتب" و"رسالة إلى أمل".
وأحيانا كانت المجلة تنشر قصصا قصيرة للقراء، وفيما بعد كان هناك باب يُسمى "علم النفس"، فكرته قائمة على إرسال القراء أربعة أسطر بخطهم بالعربية والإنجليزية إلى سمير طنب، أخصائي نفسي، ليقوم هو بتحليل شخصياتهم عبر صفحات المجلة، ثم دخلت صفحات جديدة على المجلة مع الوقت، كصفحة الموسيقى، والرياضة والأبراج.
أبطال قصص المجلة كانوا إيطاليين، هم ستيلا، مارينا سانتي، ريكاردو بوناكي وفرانشيسكو، كما كُتب في صدر القصة، وكان يحل محلهم أبطال آخرون أحيانا. كان يتم دبلجة القصة للعربية في موجة بدأت تجتاح العالم العربي في تلك الفترة. الممثلون في صور المجلة معظمهم أصحاب مصائر مجهولة للقراء الذين لم يعرفوهم إلا من خلال المجلة، أو شاهدوهم في أفلام قليلة.
ورغم بشاعة الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 وحتى 1990، إلا أن "سمر" استمرت في التوزيع أثناء الحرب، دون أن تحيد عن هدفها الأساسي في تسلية المواطن، حتى أنها كانت توزع مع كل عدد "بوستر" لفنانات مختلفات. وقد كان سعيد فريحة من مدرسة الصحفي المصري مصطفى أمين، مؤسس أخبار اليوم.
تابع باقي موضوعات الملف:
ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.. "تنذكر ما تنعاد" (ملف خاص)
الحرب الأهلية اللبنانية.. 15 عاما من الفتنة (ملف تفاعلي)
بالصور: ''لبنان فلبنان''.. كيف تجمع صوت الحرب في كتاب؟
بالصور: مشهد ما بعد الحرب اللبنانية.. "حولوها لمدينة أشباح"
المفقودون بحرب لبنان: صورٌ ترويها "داليا" عن الفجيعة
بيروت منيحة رغم الاقتتال.. قصة لبناني عايش الحرب
فيديو قد يعجبك: