أحمد سيف الإسلام.. "مات المناضل.. يا 100 خسارة على الرجال"
كتب ـ محمد الصاوي:
عام بالتمام والكمال مر على وفاة المناضل الحقوقي "محامي الغلابة" أحمد سيف الاسلام، الذي تحققت نبوءته بأن يرث أبناءه السجن والاعتقال ونومة "الزنزانة"- إلا أنه أورثهم تاريخًا حافلًا وسيرة عطرة كما كانت مسيرته لا يختلف عليه اثنين حتى من خصومه.
عرف سيف الإسلام نفسه: "أنا أحمد سيف الإسلام حمد، بتاع اليسار مش الإسلاميين، محامي بمركز هشام مبارك للقانون، عجوز الناس بتعرفني بجد خالد، وأبو سناء، منى، علاء، وجوز ليلى سويف".
مات "عم أحمد" وترك سناء وعلاء، داخل السجون يعانون ما عناه، ليعتذر سيف لابنه علاء في قلب نقابة الصحفيين، والتي لم تكن موجهة لنجله فقط بل وُجهت لجيل بأكلمه: "عذرا يا ابني.. عذرا لهذا الجيل، كنا نحلم أن نورثكم مجتمعًا ديمقراطيًا يحافظ على كرامة الإنسان، ورثتك الزنازين اللي دخلتها".
بدأ سيف رحلته مع الزنازنة مبكرًا، منذ أن كان طالبًا في عهد السادات، عقب اعتقاله إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء، اجتمع عليه نظامي السادات ومبارك، حيث تم اعتقاله وتعذيبه 4 مرات، استغل إحداهم وهى الثالثة في الحصول على ليسانس الحقوق، ليخرج من قلب الزنازنة إلى سجن الحياة السياسية الذي فرضه مبارك على المناضلين.
شارك في تأسيس مركز هشام مبارك للقانون في 1999، وتولى إدارته منذ إنشائه، وجعل منه منبرًا للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان، ويدافع عن حقوق المعتقلين.
مات أحمد سيف الإسلام، ولم تسمح الأجهزة الأمنية لأولاده بزيارته في لحظات الاحتضار وبالكاد سمحوا لهم برؤية والدهم أثناء دفنه. مات تاركًا ابنه الأكبر علاء، وابنته الصغرى سناء، خلف القضبان. مات المحامي ولم يجد أولاده من يدافع عنهم، ولم يورثهم الحلم الذي افنى فيه حياته وهو مجتمع يحافظ على كرامة الإنسان.
فيديو قد يعجبك: