لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: في يوم افتتاح القناة.. "مصر بتتفسح"

03:49 م الخميس 06 أغسطس 2015

شوف مصر وهي بتتفسّح

كتبت- يسرا سلامة ودعاء الفولي:

تبدو شوارع القاهرة للناظرين خالية كأي يوم إجازة، قليل من السيارات والمارة، غير أنه ثمة أماكن لاقت تجمعات المواطنين الراغبين في الاستفادة بمزايا افتتاح قناة السويس، فجميع الحدائق العامة والمتاحف مفتوحة للمواطنين دون مُقابل. توافدت الأسر على أكثر من مكان، على رأسها حديقة الحيوان بالجيزة والتي يصل سعر التذكرة فيها إلى خمسة جنيهات للفرد، وكذلك حديقة الأورمان، أما المتحف المصري القابع بالتحرير فقد وجده البعض ملاذا لم يروه من قبل، فسعر التذكرة 10 جنيهات للمصريين، ما جعل فتحه اليوم غنيمة لن تُعوض فيما بعد.

1

من عائلة يصل عددها إلى 35 فردا من الكبار والصغار، كانت الأم "عزة عبد المنعم" تحتفل على طريقتها بافتتاح قناة السويس الجديدة في حديقة الحيوان، أمامها يجتمع الأطفال في حلقة صغيرة، يحملون طفلة منهم وسط علم مصر، وكل منهم يشد بأحد أطرافه، راقصين على صوت الأغاني الوطنية.

تقول عزة إن تلك المناسبة هي الأولى التي تقرر فيها الأسرة الاحتفال خارج المنزل، اختاروا حديقة الحيوانات لقربها من سكنهم في منطقة العشرين بفيصل، ارتادوا الحديقة بالمجان ليجدوا فرصة أيضا للاحتفال بيوم إجازة "المصري ما بيصدق يفرح، بعد القرف اللي شفناه الفترة اللي فاتت" على حد قول السيدة الأربعينية.

1 (2)

بالأعلام والأغاني، يتجول جزء من عائلة عزة داخل حديقة الحيوانات "جينا عشان نشوف الفرحة بنفسنا ونشارك فيها" تقول عزة التي رأت عدد من المظاهر الاحتفالية منذ بدء اليوم، مثل عربة الإطفاء التي تتجول بداخل الحديقة وبدل من إطلاق صافرات الإنذار تُطلق الأغاني الوطنية.

على مقعد بجانب أسرة عزة، جلس عمر بجوار زوجته، بعد جولة استغرقت ساعة بالحديقة، لم يكن الرجل الخمسيني يعلم أن أماكن الرحلات دون مقابل اليوم "والله لقيناها أجازة فقلنا نيجي نتفسح"، قال بلهجة يمنية واضحة، حيث جاء برفقة زوجته لمصر بغرض العلاج، لكنه على دراية بالاحتفالات الخاصة بقناة السويس "مصر إذا اقتصادها انتعش الدول العربية كلها هيبقى حالها أفضل".

3

عقد محمود صابر يده على صدره، بوابة حديقة الحيوان التي يجلس بجانبها مزدحمة، لكنه لا يمارس عمله اليومي في تحصيل التذاكر "الواحد قاعد فاضي صحيح بس أهي راحة شوية"، يقتصر دوره اليوم على تفتيش الدالفين ليتأكد من عدم وجود أدوات حادة أو أي شيء آخر ضار، لم يتخيل الرجل الأربعيني حين جاء في التاسعة صباحا أن الإقبال سيكون ضخما "احنا لقينا أمم واقفين على الباب من الساعة 7 الصبح وناس جاية من محافظات بعيدة كمان".

4

الأيام التي يُسمح فيها للمواطنين بدخول الحديقة مجانا قليلة "في عيد الجيزة القومي اتفتحت الجنينة ببلاش بس العدد مكنش كدة"، يرى العامل أن التسويق هو ما جعل العدد أكبر، غير أن بعض المواطنين لا يعلمون أنها دون مقابل "بس دول قليلين لأن الناس معظمها بتيجي تدخل علطول"، ورغم الراحة التي يعايشها "صابر" الذي يعمل في الحديقة منذ ثلاث سنوات، إلا أن ضغط متابعة المواطنين أكبر "احنا بنتأكد إن الناس معهاش شيشة أو بوتاجاز صغير لأن الحاجات دي بتؤذي الشجر"، وتساعد على إشعال الحرائق، كما حدث منذ عدة أسابيع وتطلب الأمر ثماني سيارات إطفاء لتنهي الحريق.

5

لم تكن حديقة الأورمان، المواجهة لحديقة الحيوان مزدحمة كنظيرتها لكنها وجدت بعض الراغبين في الهدوء؛ كالسيدة البولندية "تريزا" وأولادها، حيث أرادوا المكوث بهدوء، خاصة بعد أن رفض أمن حديقة الحيوان دخولها مجانا، لأن الحدائق مجانا للمصرين فقط، تقول تريزا إن الأمن أصر أن تدفع مبلغ ثلاثين جنيها لكل فرد، ففضلت أن تأتي للأورمان.

6

منذ يومين يتابع حسن الشال احتفالات مدينة بنها -حيث يقطن- بافتتاح القناة، قرر استغلال الإجازة في الخروج برفقة أولاده الثلاثة وابنة أخيه، قادما من المدينة استقل القطار صباح اليوم متجها لحديقة الحيوان، لكنه آثر المرور عبر حديقة الأورمان، دالفا من الباب المواجه للجامعة "بدل ما امشي في الشمس برة والعيال يتفرجوا عليها برضو"على حد قوله، إذ فوجئ بكونها دون مقابل عكس القطار الذي دفع أجرته كاملة انا قلت حتى لو الجنينة بفلوس مش مشكلة احنا مبنجيش غير كل سنة"، قال قبل أن يطلب من البنات الثلاث أن يقفن بجانب بعض الأشجار ليلتقط لهم صورة، قبل أن يخرجوا من البوابة المواجهة لحديقة الحيوان.

7

على عكس المعتاد كان عدد المصريين أكبر من الأجانب أمام بوابة المتحف المصري، قضت سهام عبد المنعم جولة بصحبة طفليها الصغار بداخل أروقة المتحف "أنا جاية عشان نقضي اليوم في التحرير بس قلنا نشوف المتحف برضو" وذلك للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، "القناة جميلة".. باقتضاب قال ابنها الطفل أحمد، تؤكد والدته أن آثار القناة لن يراها الشعب المصري الآن لكن بعد سنوات، متمنية أن تدخل القناة "ملايين" لمصر.

8

داخل المتحف تقف موظفة يبدو عليها الإرهاق، تقول لزميلها "أيه الزحمة دي حرام كدة"، تستوقف سيدة تحمل حقيبة، تطلب منها فتحها لتعرف أن فيها طعام "مينفعش يا ستي تدخلي بيه دة متحف"، لتضطر السيدة للعودة إلى الأمانات لتتركها. على أحد مقاعد الراحة في بهو المتحف المصري، جلست "أم معاذ" بعد زيارتها للمرة الأولى للمتحف، اختارت اليوم كفرصة تنتهزها لنزهة الأطفال، والتعرف على آثار مصر، إعجاب ودهشة رسمتها الآثار بداخل ابنها معاذ وابنتها حبيبة، فيما أضافت الأم المنتقبة أنها ستتابع حفل الافتتاح للقناة بعد جولة المتحف المصري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان