الطفل الذي أنقذته شرطة دبي من بئر وقتلته "فرحة أهله"
كتب- حمزة البدوي:
ما أجمل أن تتذوق قلوبنا طعم الفرح، ولكن ربما تنقلب الفرحة في ثوانٍ معدودة لحزن وألم جسيم لن يستطيع الزمن محوه.
قصة الطفل الذي لم يتجاوز الست سنوات تظل عالقة حتى اليوم في أذهان أهالي قريته، حيث سقط في بئر قديمة فيما تمكنت شرطة دبي من إنقاذه لكن عائلته لم تسمح لسيارات الإسعاف بنقله للمستشفى واكتفوا بعناقه ليلقى مصرعه بعدها متأثرا بالحادث.
ونقلت صحيفة "إيميريتس 24/7" عن المقدم أحمد بورقيبة نائب مدير إدارة البحث والإنقاذ في شرطة دبي ، قوله إن هذه الحادثة من أتعس الحالات التي شهدها في حياته، مشيرا إلى أنها وقعت قبل بضع سنوات في قرية حدودية بين الإمارات العربية المتحدة ودولة مجاورة.
وتحدث بورقيبة عن الحادثة بهدف توعية الأشخاص وتذكيرهم بأنه في مثل هذه الحالات الطارئة، من الأفضل السماح للخبراء بالتعامل معها.
وذكر بورقيبة، أن سلطات البلد المجاور طلبت المساعدة من شرطة دبي لإنقاذ طفل علق في بئر قديمة، ولبت شرطة دبي النداء، "عند وصولنا، كان من الصعب جدا لفرق الإنقاذ دخول البئر كونها قديمة جدا وضيقة، وأي محاولة للتدخل كانت ستؤدي لانهياره".
وأشار إلى أن الشرطة ضخت الأكسجين داخل البئر بمعدات خاصة حتى يتمكن الطفل من التنفس، وركبت الأضواء والكاميرات لتسهيل مراقبته.
وفي الوقت نفسه، بدأ فريق العمل بحفر بئر موازية بجانب البئر القديم من أجل إنشاء ممر آخر يربط بين قاعي البئرين للوصول الى الصبي وانقاذه.
وأوضح بورقيبة أن عملية الحفر استغرقت بضع ساعات، ولحسن الحظ، تمكنوا من إنقاذ الصبي واخراجه.
وقال "كنا سعداء لإنقاذ الصبي، ولكن أهل القرية وعائلته كانوا أكثر سعادة، وانشغلوا بعناقه وتقبيله بينما كان هذا الأخير بحاجة لرعاية طبية ونقله إلى المستشفى.
وكانت شرطة دبي قد جلبت معها سيارة الإسعاف لنقل الطفل ولكن عائلته أصرت على نقله في سيارتها الخاصة.
وأوضح بورقيبة أن "الحادثة كانت في بلد آخر وبالتالي، لم يكن لدينا سلطة عليهم، وفي وقت لاحق، تم إبلاغنا بأن الصبي قد توفي لدى وصوله الى المستشفى "، وأضاف أن الصبي كان بحاجة للرعاية الطبية بعد بقائه لعدة ساعات في البئر الضيقة، ولكن أهله ضيعوا الوقت في احتضانه وتقبيله، وعوض إرساله في سيارة إسعاف مجهزة بكامل المعدات اللازمة للإنقاذ الأرواح أصروا على نقله في سيارتهم الخاصة.
فيديو قد يعجبك: