بالصور - يسألونك عن المساجين.. قل "الدولة تحارب الإرهاب"
الوجه الثالث "أزهري"
بالأسبوع المنقضِ تداولت صورة لافتة على أحد المباني، محتواها دعم الحرب على الإرهاب، حيث يتحلق حول صورة الرئيس "السيسي"، صورًا لمختلف الفئات المصرية، بين وجه يرتدي زي طبيب، عامل، ضابط، ولزاما لوجود وجه قسيس كان لابد أن تأتي صورة شيخ أزهري، لتكتمل الصورة المُذيلة لكلمة "تحيا مصر"، والخنجر الطاعن "للإرهاب"، غير يبدو أن صاحب الدعاية لم يكن يعلم أن صورة الشيخ ذو الزي الأزهري لـ"أنس السلطان"، ابن الأزهر الذي كان لازال في ذلك الوقت وأشقائه بالسجن، بعد اعتقالهم من المنزل، بدعوى اتهامهم بـ"الانتماء لجماعة إرهابية".
نحو 92 يوم مكث الشيخ الأزهري مع أخيه "أسامة"، وفي البدء كان اختفاء منذ فجر يوم 25 مايو 2015، حين داهمت قوات الأمن منزل الأشقاء الثلاثة، وحتى 30 من الشهر ذاته، حيث ظهروا في نيابة مدينة نصر، وسجل احتجازهم على ذمة القضية رقم23658 لسنة 2015 جنح أول مدينة نصر.
الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، الإخلال بالأمن والنظام العام، تعطيل الإنتاج ومصالح المواطنين، قطع الطريق وتعطيل حركة المرور، الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، التحريض ضد الجيش والشرطة، عقد لقاءات تنظيمية لإعداد المسيرات بمسجد نور الرحمن بزهراء العاشر، فضلا عن الانتماء لجماعة إرهابية.. جملة الاتهامات التي وجهت لأبناء البيت الأزهري، طالب الفرقة الرابعة لكلية أصول الدين، وأخيرا إسلام في الصف الثالث الثانوي الأزهري، والتي لم يكن لها أي دليل وفقا لمحامي آل سلطان "محمد الباقر"، فمن بين الأحراز ورقة بخط يد الشيخ "أنس"، بها كلمات تقديم مؤتمر برعاية الأزهر، يتناول كيفية مواجهة الخطاب الديني للإرهاب، حيث قام الداعية الأزهري العشريني، بإلقاء كلمة في المؤتمر الذي تواجد به ممثلون عن شيخ الأزهر- حسب "باقر".
كان "الشيخ أنس" كما يحب أن يطلق عليه تلاميذه، هو صاحب الاهتمام الأكبر بين اخوته بعد إلقاء القبض عليهم؛ فهو تلميذ الشيخ عماد عفت، الذي استشهد في أحداث مجلس الوزراء2011، فيما كان التلميذ من مصابين بثورة 25 يناير، فكان يخرج بين الجمع بزيه الأزهري المميز، ليتولى منذ نحو ثلاثة أعوام، تأسيس مدرسة لتعليم العلوم الشرعية "شيخ العمود"، لتكون استكمالًا لمسيرة المعلم، والأزهر لتبسيط العلم إلى عامة الناس من غير المتخصصين.
بين سجن أبو زعبل وطره أمضى الشيخ أنس وأخيه "أسامة" فترة الاعتقال، منذ ترحيلهم من قسم مدينة نصر في 12 يونيو، فيما أُبقي على شقيقهم الأصغر إسلام في قسم أول مدينة نصر، حتى قررت دائرة جنايات بمحكمة العباسية في 26 أغسطس المنصرف برفض استئناف النيابة، وإخلاء سبيل الأشقاء الثلاثة بكفالة 10 آلاف جنيه.
ورغم أن أبناء البيت الأزهري يعدوا أقل مَن واجه فترة احتجاز، غير أن عواقب السجن لا تزال أثارها بادية في السنة الدراسية التي ضاعت على "إسلام" طالب الثانوية الأزهرية، وأخيه "أسامة"، وفي حرمان العشرات من تلاميذ الشيخ أنس من الاستماع إلى دروسه، طوال هذا الوقت.
فيديو قد يعجبك:
اعلان
باقى المحتوى
باقى المحتوى
إعلان