بالصور: مشاهد من "الدمرداش".. دماء ودموع على ضحايا الكاتدرائية
كتبت- رنا الجميعي وشروق غنيم:
عند مدخل طوارئ مستشفى الدمرداش؛ توافد أهالي الوفيات والمصابين بحادث الكاتدرائية. حالة من الذهول تملّكت الجميع. الأغلب من السيدات، علموا عن الحادث من التلفاز، انتابهن الرعب، فأقاربهن يؤدين الصلاة في قدّاس الأحد. هرولن إلى المستشفى للتعرف على ذويهم.
على باب الطوارئ عُلقت ورقة تحمل أسماء أولية لعشرة وفيات جاءوا إلى المستشفى، فيما تزايد أعداد الوفيات.
ممر طويل تتفرّع منه غرف للكشف، تواجد به جثامين الوفيات، رائحة الدم تزكم الأنوف، الموت يقبع هنا، فيما تناثر الأهالي بالغرف للتعرف على أهلهم.
صراخ وعويل يطغى على الممر، إحداهن تناجي الله "فاضل مين يا رب، بتعاقبنا ليه؟" يدخل الأهالي متكئين على بعضهم للتعرف على جثامين الضحايا.
بإحدى جنبات الممر استندت فتاة عشرينية على الحائط، دخلت في نوبة بكاء، بعدما تعرّفت على جثمان والدتها إيمان يعقوب.
تتمتم بعبارات وداع لوالدتها، تتذكر اللحظات الأخيرة بينهما "كنا بنعمل كل حاجة سوا، ليه مكنتش معاها يا رب".
وقف بجوارها 3 سيدات مُحجبات أصدقاء والدتها بإدارة مصر الجديدة التعليمية، حيث عمل السيدة الخمسينية الفقيدة لتهدئة الابنة. لم يستطعن الدخول لإلقاء النظرة الأخيرة، فيما تمنّت إحداهن أن تكون زميلتها من المصابين "كإني في حلم"، فيما مر سريعًا شريط الذكريات بين إحدى الصديقات، والفقيدة.
في الممر المقابل تواجد المصابين، وبقسم العظام جلست نجوى كامل في حالة ذهول، حيث أصيبت السيدة الستينية بكسر في قدمها اليمنى.
وقالت إنها قدمت إلى قداس الأحد في العاشرة صباحًا بمفردها، وبعدها بنصف ساعة حدث الانفجار، وأكدت أنها لم تشعر بأي شئ حينها، فيما أشارت إلى أنها جلست بالقرب من الصفوف الأخيرة، وقد توفى كل من تعرفه بالقداس.
وقالت الدكتور صفية المغربي، طبيبة امتياز بالدمرداش، إن المستشفى قد استقبلت المصابين في تمام الحادية إلا ربع صباحًا، وتم نقل حوالي 4 حالات بالعمليات، أصيب أحدهم بانفجار في الطحال مما استلزم نقله إلى العمليات للاستئصال.
وأضافت أن الإصابات تنوعت بين سيدة مصابة في عينها، وأخرى بالكتف، وحالة مصابة بمياه على الرئة.
وأشارت إلى أن ما يقرب من 20 حالة جاءوا جثة هامدة ولم تفلح معهم استخدام إنعاش القلب والرئة.
على باب قسم العمليات؛ وقف الأب الكاهن بولس، يحاول التماسك لطمأنة أهله. الذين اصطفوا في زحام على السلم المؤدي للقسم.
أصيب من ذوي الأب الكاهن، ابنته سوسانا، وأخت زوجته، بينما توّفت حماته.
حينما سمع بولا عن الحادث قدم مسرعًا الي الكاتدرائية، حاول المساعدة في نقل الجثامين، يقول بولا ان رائحة الدم سيطرت علي المكان خاصة الجزء الخاص بالسيدات "ريحة لحم طازة كإن حد مدبوح".
وينقل بولا من مشاهداته قربان اشتراه أحد الضحايا بقداس اليوم الأحد، لكن بعد الحادث بقي القربان، لكن صاحبه صعدت روحه إلى بارئها "وإحنا بقينا القربان".
لم يكتفِ بولا بالمساعدات في نقل الجثامين بل ذهب إلى مستشفى الدمرداش للتطوع، ويستغرب من تكرر الحوادث المفجعة "عاوز حد يقول لي مين المسئول؟".
فيديو قد يعجبك: