إعلان

نصائح عمر سمرة لرواد الأعمال "التغيير لا يبدأ من القمة"

06:40 م الجمعة 16 ديسمبر 2016

عمر سمرة

كتبت – يسرا سلامة:

بين عدد من صغار رواد الأعمال، تشارك المتسلق للجبال والمبادر "عمر سمرة" مع الحضور لقمة Rise Up لرواد الأعمال تجربته، معبرا بفخر "كنت أول مصريا تسلق قمة جبل إفرست أعلى جبل في العالم".

يتحدث سمرة :"بدأت حياتي كمصرفي في مجال الأعمال، وقمت بإعداد ماجستير في إدارة الأعمال، وكذلك ريادة الأعمال، وكنت متشوقا في عملي لكن ليس بالقدر الكافي، فلم أجد الحماس والقيمة الحقيقية، ولم أقصد أن تلك الوظائف كذلك، لكن هكذا الأمر بالنسبة لي، لكني أدركت أن هناك شيئا لابد من تغييره".

بدأ سمرة مشروعه الأول "جونابونا البرية" في عام 2009، وذلك بعد أحد المواقف في عام 2013، في رحلة استكشافية، وقد نفذ منه ومن صديقه الطعام، حتى شاهد ثمرة الجونابونا ولم يكن يعرف حينها إنها ثمرة تصلح للطعام، حتى قطع صديقه شرائح منها ثم تناولها للطعام، ويقول عمر "تلك الثمرة أنقذت حياتي"، والتي تعني له "اذهب وحاول"، ومنه انطلقت عدة رحلات للمغامرة والسفر ومشاركة الخبرات مع آخرين.

ويسرد سمرة أنه في العام ذاته الذي ترك مجال البنوك وبدأ مشروعه الخاص كانت تمر بالعالم أزمة مالية، إذ لم تكن فكرته على محمل الحماس والترحيب مما حوله، لكن ذلك لم يقف عائقًا أمام حلمه.

ويهدف المشروع "جونابونا" كما يردف سمرة إلى المزيد من التواصل بين البشر والطبيعة، مضيفًا أن من أحد أكبر الخسارات للبشرية الآن هو إنهم غير متواصلين مع النظام البيئي للطبيعة، إذ تعمل المؤسسة مع مدارس وشركات وأفراد للدخول في المغامرات مع الطبيعة.

انطلقت بعدها مبادرة عمر في مشروع "روك أند روب" من أجل المسابقات على تسلق الجبال، وتحفيز المحبين لها، كما انطلقت مبادرته الخيرية "toy run" من أجل دعم الأطفال، والتي جمعت في العام الماضي قرابة 100 ألف دولار من 9 بلدان من أجل دعم الأطفال.

وعرض سمرة صورتين واحدة لحياته في السابق والأخرى عقب التغيير.

____-1---___-____

لم تتوقف مسيرة مبادرات سمرة عند هذا الحد، وإنما انطلقت لمبادرته "فضائك"، والتي تستهدف طلاب المدارس للتعريف بالفضاء، والاهتمام بهذا العلم، بعد أن تم اختياره في عام 2013 من ضمن 2 مليون متقدم -فاز ضمن 23 فائزًا- من أجل رحلة إلى الفضاء، قائلا "منذ تم إعلان فوزي وأنا منتظر الرحلة التي يتم الإعداد لها الآن"، لكنه منذ النتيجة وقبل الوصول للفضاء أعلن عن مبادرته لطلاب المدارس، بعد أن التحق ببرنامج لزيادة خلفيته العلمية عن دنيا رواد الفضاء.

كما يضيف سمرة "تم اختياري أيضا من ضمن ثمانية أشخاص في رحلة معزولة إلى كوكب المريخ في عام 2018".

ويؤكد الشاب المصري إنه مهتم بقضيتين وهما تمكين الشباب والجدل حول مستقبل البيئة مثل تغيير المناخ.

يسرد سمرة "لا يمكن وصف الطاقة الايجابية الصادرة من الأطفال، وتلك الأسئلة منهم عند السماع عن معلومات عن عالم الفضاء".

ويذكر سمرة "هناك كذبة تنتشر إننا بحاجة لزيادة الاقتصاد العالمي، وهذا يعني زيادة انتاجنا ومن ثم استهلاكنا، نحن نحتاج لمضاعفة كل ما حولنا في العشرين سنة المقبلة لضمان حياة على كوكب الأرض، وهذا يعني إننا لا نستطيع كبشر توفير حياة لمزيد من السنوات القادمة".

واستطرد الشاب "تغيير المناخ هو نداء للأرض والطبيعة تم التحذير منه منذ سنوات، ليس بسبب التطور الصناعي فحسب، ولكن بسبب تدخل الإنسان والمؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض، وهذا يعني لنا إن مصر ربما تحصل على فصول صيفية أسخن، وكذلك أطول فترة من أي فصول أخرى، ربما نضطر لارتداء ثوب السباحة في الشوارع، وهذا يعني المزيد من الكوارث البيئية والتي تعني لنا نقص في الموارد الغذائية، في مواجهة لزيادة سكنية، وهذا يعني كارثة، والسؤال هل من الممكن أن نتغير؟".

وتابع سمرة أن تلك الحقائق أمام البشرية تأتي في الوقت الذي تخرج فيه البشرية بأنماط اقتصادية لا تحل كثير من المشكلات، مضيفا أن البيزنس "المشروعات" عليه لعب دورا كبيرا في مصالحة البيئة.

وأضاف "الشركات الكبرى تسبب خسارة للبيئة في العالم بواقع 2.2 مليار دولار كل عام.. هل تتخيلوا حجم الدمار".

وتابع في رسالته للحضور من رواد الأعمال "التغيير لن يأتي من القمة.. ولكن من صغار رواد الأعمال اللذين يسمعونني الآن، ومنه إلى السوق، الشركات تدمر البيئة منذ سنوات، لكن ما سيتغير بالفعل هو الشركات الناشئة حاليا، أنتم، أنتم تملكون أفكار كبرى، وربما تصالحون النظام البيئي".

وتابع "ربما تبحثون عن الربح، لكن أيضا من الضروري البحث عن القيمة لمشروعاتكم"، وأضاف معادلة النجاح هو الاهتمام بخمسة عناصر لأي شركة "عليكم الاهتمام بالمستهلك وبفريق العمل، وكذلك الاهتمام بالربح ونمو عملكم، والجانب الاجتماعي لهذا المروع، ولا تنسوا الاهتمام بالبيئة، حتى ولو على مستوى صغير، مثلا باستخدام أدوات منخفضة الكربون، لكن لا تأذوا الطبيعة".

وأضاف "نحن جميعا لدينا الفرصة للتغير دوما"، وقال داعما للشركات الصغيرة "هناك شركات عديدة تحقق الربح بالتوسع، مثلا فيسبوك، لكن هناك شركات مثل الجونابونا لا تحتاج للتوسع لآلاف الناس للنجاح، ولكن تحقيق تلك الخمسة عناصر، ربما تكون شركة صغيرة لكنها تنجح بالاستمرار لفترة أطول، وربما للأبد".

وختم سمرة كلمته بأحد المقولات للفيلسوف سقراط "سر التغيير هو تركيز كل طاقته في بناء الجديد وليس محاربة القديم".

وتأتي كلمة سمرة في إطار اهتمام قمة Rise Up هذا العام بالطاقة النظيفة، وكذلك المشروعات البيئية مثل التي تقوم على الطاقة الشمسية.

____-2--___-____

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان