بالصور - المطرية من أعمال للعنف إلى وِجهة أثرية وثقافية

كتب - محمد زكريا:

ثورة يناير كانت بمثابة الملهم لتحركاتهم، نفس الأفكار جمعتهم؛ حياة أفضل تدحر المعاناة، ثورة يتلمسها البسطاء في معيشتهم هي تمنياتهم، تعاقب الحكومات على مدار 5 سنوات دون أى تقدم ملموس رسخ لديهم الإيمان بضرورة إصلاح القاعدة حتى يستقيم الرأس، ضيق الأفق السياسى دفعهم للخروج من غياهب السياسة والتوجه للعمل الخدمي، الوصول بحي المطرية بالقاهرة لمقصد أثرى وثقافى هو محور مشروع مجموعة من شبابه، فكان لهم منذ ثلاثة أشهر حملة "شبابنا أملنا".

يمتلك حى المطرية آثارًا تعود إلى عصور وحضارات مختلفة، هو ما استدعى أن يهتم مشروع الحملة بتحويل الحي إلى وجهة سياحية، ما له أثر إيجابى، من خلال توفير فرص عمل جديدة لشبابه، كما يمكن أن يكون مدخل لرواج بعض المشروعات والمنتجات التى ستُفرض بفعل التغيير "بازارات"، كما جاء على لسان منسقها العام "عمرو المصرى".

الإهمال أهم ما يميز أثر "شجرة العذراء مريم"، القمامة أكثر زائريها، محرك توقف عن تحريك مياة راكدة منذ فترة طويلة ولم يُنتبه لإصلاحه ثمة بئر مريم، جراج مجاور للأثر القبطى مسببا لازدحام شديد كان بديلا لمشروعات تحركها دلالات دينية وروحانية. كانت لأرض المعابد بعين شمس والتي خربت بفعل المياة الجوفية نصيب من الإهمال، فيما كان غلق مسلة سونسرت الأول رغم جاهزيتها لاستقبال السائحين، محل تساؤل اعضاء الحملة.

لذلك وجدت "شبابنا أملنا"، حسب المصري، أن إصلاحات بسيطة للأثر القبطي، مع تنظيم عروض الصوت والضوء الشارحة لرحلة العائلة المقدسة التى استقرت بتلك البقعة حين أدركها الوهن والتعب أثناء رحلتها من فلسطين إلى مصر هربا من ظلم الملك الرومانى "هيرودس"، بالإضافة لإنشاء متحف يضم أثار مدينة أون الفرعونية "مركز عبادة الشمس قديما" والتى تبلغ من العمر سبعة الاف سنة، بجانب تنظيم حفلات شبابية تجعل من شارع "المطراوى" المحتضن لتلك المزارات ممشى سياحى، لن تكبد موازنة الدولة مزيد من الأعباء، لكن سيكون لها عظيم الأثر على الحى بصفة خاصة وعلى الدولة بصفة عامة.

تفعيل دور قصر ثقافة المطرية - أحد ثلاثة عشر قصرًا بالقاهرة - أحد مقاصد الحملة الثقافية، كذلك قيام الحملة بحلقة الوصل بين المنبر الثقافى وبين الشباب، على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن خلال كروت توزع عليهم فى المقاهى ومراكز الشباب، لإخطارهم بأنشطة القصر الثقافية والأدبية، هو سبيل الحملة لبناء وعي مجتمعي.

يرى المنسق العام أن غياب الثقافة والوعى هو أكثر ما يعانيه المجتمع عامة وأهل حي المطرية خاصة، مؤكدا أن النهضة دائما تتوقف على مدى توافرهما، لذلك عُظم الاهتمام بالشق الثقافي فى مشروع حملته.

حملة مجتمعية توعوية، خدمية فى طبيعتها، غير موالية لأي انتماء سياسي بعينه، كان ذلك توصيف صاحب الـ 24 عام لطبيعة نشاط الحملة. كانت لانتخابات مجلس النواب الحالي أخر مشاركة سياسية لشبابها، من خلال ندوة عقدت بأثر "شجرة مريم"، للتوعية بمهام عضو المجلس النيابي، قوانين يشرعها ويراقب على تنفيذها، دون الدعوة لأى مرشح بعينه. تجهيز كوادر شابة، تدعمهم الحملة فى انتخابات المجلس المحلى، لتنفيذ مشروعها فى إطار دستورى، نظرا لما قد يواجه الحملة من عوائق نتيجة عدم قانونيتها، هى أبعد تطلعاتها.

لاقى أعضاء الحملة الستة، ترحيب كبير من أهالي "شارع المطراوى" بحي المطرية في فعاليتهم الأولى. إذ قاموا بتوزيع كروت تعريفية بالحملة، تعليق لافتات للتوعية المجتمعية على أعمدة الإنارة "بأيد شبابنا نطور بلدنا"، رسم تشجيعي على أكشاك العيش وكبائن الكهرباء، وحلت عبارة "بكرة أحلى" محل عبارات مسيئة رسمت على أسوار تم طلائها لتجميل المنظر؛ كانت تلك الأشياء هي مستهل أعمال الحملة.

بينما كانت الفاعلية الثانية بعد 4 أيام فقط من الأولى تجوب "شارع البلسم"، بمثابة الوقود الدافع للأمام، نتيجة تجاوب أهل الحي مع شباب الحملة، بالاشتراك في أعمالها الميدانية والتبرع لها، ما زاد شبابها حماسا لتنفيذ مشروعها.