لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نزيف طلاب أكاديمية المستقبل ينتظر نظرة مسؤول

05:49 م الإثنين 21 مارس 2016

الطالبان محمود احمد ومحمود زين الدين

كتبت – يسرا سلامة:

في الأول من مارس الجاري، كان "محمود أحمد محمد"، 19 عاما، يقطع طريقا معتادا من بيته في منطقة الزاوية الحمراء إلى أكاديمية المستقبل، الواقعة على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، حاملا آمال في أول عام دراسي بداخل الأكاديمية التي تهتم بتعليم التكنولوجيا ونظم المعلومات، وقبل أن يعبر الطريق إلى الأكاديمية كان كزملائه يتمتمون بالشهادة على الطريق الذي عرف بطريق الموت، بعد أن راح ضحيته قرابة 40 شخصا في بضعة أعوام أخيرة، بالموت أو الإصابة.

في مساء نفس اليوم، ظل محمود ين الحياة والموت،- وحتى اليوم - يجاهد من أجل الإفاقة في أحد أجنحة مستشفى البنك الأهلي، لم ينجُ الطالب الصغير من الطريق السريع، في الوقت الذي خرج فيه سائق العربة التي أصابته بكفالة تبلغ قيمتها 55 جنيها، بعد أن قال لأهل محمود عبارة تكررت في مواقف مماثلة "القانون بيقول ادفع كفالة 55 جنيه.. ومش هتحبس في ابنكم ساعة واحدة".

محمود أحمد محمد صورة 1

تقر التقارير الطبية وفقا لخال "محمود"، سيد عبد المطلب، حالته كالآتي "استئصال الطحال عقب نزيف شديد، خلع في الكوع، كسر في أحد الأذرع، وكسر في كلا القدمين"، كما استمرت العمليات بداخل المستشفى لإنقاذ حياته حتى أول أمس، فيما نظم عدد من زملاء لـ"محمود" وقف احتجاجية بالأمس أمام الأكاديمية، تطالبها بأن يتم الموافقة لإنشاء كوبري يسمح لهم بالعبور بشكل آمن، حفاظا على حياة من تبقى منهم بعد العبور طيلة السنوات الماضية.

تقرير طبي لحالة محمود صورة 2

محمود زين.. ضحية بالموت

حادثة الطالب التي جعلته بين الحياة والموت، راح ضحيتها طالب آخر في الأربعاء الماضي، هو محمود زين العابدين، منذ ذلك اليوم لم تتوقف دموع والدة الطالب "محمود زين" بعد أن ورد نبأ وفاته، بصوت مكلوم تتحدث لـ"مصراوي" عن فقدان ابنها بين اثنين من فلذة كبدها، بعد أن كان في طريقه إلى الأكاديمية في المرة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي.

قبل وفاة "محمود" بيومين، حدث والده "زين العابدين"، عن نية عدد من زملائه بأكاديمية المستقبل لتنظيم وقفة احتجاجية، للمطالبة بحق الطالب محمود المصاب، "يا ابا ده عايزين يطلبوا انشاء كوبري عشان الطريق السريع"، لكن القدر لم يمهل محمود الفرصة للمشاركة في تلك الوقفة، ويسقط متوفيا الأربعاء الماضي.

عقب وفاة الطالب محمود- وهو في الصف الأول في دفعة نظم ومعلومات بالأكاديمية- تم إلقاء القبض على السائق وعربته، تم إخلاء سبيله بحسب "زين"، كما يعقد والد الطالب النية لاتخاذ إجراءات قضائية تجاه الأكاديمية، قائلا "هل للدرجة دي الدم المصري رخيص؟ هل قبل إنشاء أكاديمية على الطريق السريع مش كان لازم يتم معرفة المكان مناسب لاستقبال طلاب أم لأ؟ انا بختصم إدارة الأكاديمية بالتقصير والإهمال".

محمود زين العابدين - الطالب المصاب من أكاديمية المستقبل - صورة 3

يرفض والد الطالب ما ذكره أحد المصادر لـ"مصراوي" أن الأكاديمية ترفض اعلان مسؤوليتها عن وفاة أو اصابة الطلاب لإن تلك الحوادث تقع خارج حرم الأكاديمية، قائلا "أومال الطلبة بتروح فين؟ الطالب بيصاب أو يموت لانه رايح يتعلم"، الغضب جعل والد الطالب تحميل مسؤولية تلك الحوادث لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ووزير التعليم العالي، قائلا "الطالب بيعدي طريق 80 متر حوالي 12 حارة بدون تأمين ولا كوبري مشاة.. طب إزاي؟"، يتمتم الوالد "إحنا ناس غلابة، وساكنين في مناطق أبو زعبل، لكن بندفع عشان نعلم ولادنا، وطالما هو استثمار يبقى الأول يأمنوا الطرق".

وقفة احتجاجية للطلاب

في الوقت الذي نُقلت وقفتهم كـ"قطع للطريق" في عدد من الأخبار، لم يتم الاستجابة لطلبهم، إذ تنوعت الردود من عدم وجود ميزانية لإنشاء كوبري، أو أن الأمر يتوقف على موافقة الجهات المعنية، وهى القوات المسلحة التي تشرف على انشاء الكباري في المناطق الصحراوية، وبحسب أحد الطلاب- الذي تحفظ على نشر اسمه- فإن أي طالب يتورط في وقفة احتجاجية للمطالبة بحق انشاء الكوبري يتم فصله من الأكاديمية فورا.

يقول الطالب لـ"مصراوي" إن عدد من الطلاب يتفادى الحوادث إذا كان يستقل الاتوبيس الخاص بالأكاديمية، والتي تتخذ طريق أطول قرابة النصف ساعة، وباقي الطلاب لا تحمل إلا الشهادتين قبل العبور، الأكاديمية يصل عدد الطلاب فيها إلى قرابة 800 طالب بكل دفعة دراسية، بواقع أربع سنوات للدراسة.

صورة للوقفة الاحتجاجية 4 copy

يسرد الطالب الحالي بالأكاديمية أن مكان قريب يتواجد به مجموعة من العمال نظموا منذ ثلاث سنوات وقفات احتجاجية، وتم الموافقة على طلبهم بإنشاء كوبري للمرور، فيما تم فض وقفة الطلاب السبت الماضي بعد حديث عدد من لواءات الجيش مع الطلاب، ولم تتوقف فيه محاولات الطلاب التواصل مع الاكاديمية من جهة، وبحذر خوفا من الفصل، ومع التعليم العالي من جهة أخرى، والتابع لها الأكاديمية، ويقول الطالب لـ"مصراوي" "للأسف مينفعش حد يتكلم لوحده، الطلبة كلها في أزمة واللي بيتكلم بيخاف من الفصل".

بالهاشتاج #ادعموا_طلبة_اكاديمية_المستقبل، تضامن عدد من مرتادي مواقع التواصل مع طلاب الأكاديمية، في الوقت الذي ينتظر خال محمود – الطالب المصاب- عودة حقه، قائلا "احنا متكفلين بحق علاجه لكن عايزين حقه من اللي ضربه، للأسف طلاب الأكاديمية ليس لهم تأمين"، لا يعلم محمود ما وقع له تماما بسبب حالته وعدم إدراكه، في الوقت الذي تنقطع فيه سبل الأمل أمام طلاب الأكاديمية "احنا بندفع حوالي 9 آلاف جنيه مصاريف للأكاديمية فقط، والحوادث على الطرق السريعة لا تتحملها الأكاديمية لإنها تقع خارج أسوارها"، يقولها أحد الطلاب المشاركين في وقفة احتجاجية.

الأكاديمية لا ترد

وحاول مصراوي التواصل مع رئيس أكاديمية المستقبل من خلال مكتبه، على مدار ثلاثة أيام، بواقع 10 اتصالات تليفونية لسكرتير رئيس الأكاديمية ومكتب عميدها، ولم يصلنا الرد حتى كتابة هذه الكلمات، فيما أكد مصدر لـ"مصراوي" إن عميد الأكاديمية شامل الحموي قال للطلاب أنه أرسل طلبات إلى القوات المسلحة للشروع في إنشاء كوبري مرور، لكن أحد لواءات الجيش أثناء الوقفة قال إنه لم تصل أي طلبات من الأكاديمية للقوات المسلحة.

وذكر المصدر أن القوات المسلحة أنشأت كمين منذ فترة، لكن هذا الكمين في اتجاه واحد فقط، وليس قريبا بالقدر الكافي من الأكاديمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان