لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

للسياحة العلاجية أصول.. "ريهام" تعرفها

08:21 م الإثنين 16 مايو 2016

السياحة العلاجية

كتبت-إشراق أحمد:

دائرة من إهدار الوقت والتخبط، دخلت بها ريهام صادق قبل عامين، بينما ترافق والدتها في رحلتها العلاجية بألمانيا، بين البحث عن طبيب عظام، لإجراء التدخل الجراحي العاجل لأمها، في بلد يقوم على احترام التخصص الدقيق، ثم إيجاد فندق ملاصق للمشفى، لكن انبهارها بالرعاية الصحية التي تصفها بالمثالية، وشفاء والدتها، بعد أن ضاقت بها السبل في مصر، كل هذا لم يزح فقط عنها التعب، بل دفعها للتفكير في كيفية تعميم الاستفادة من الخدمة الطبيبة في ألمانيا، وتوفير الوقت والإرهاق على القادمين مثل والدتها، فكانت شركة للسياحة العلاجية وسيلة السيدة الثلاثينية، لكل عربي يصيبه المرض، ويتخذ من مستشفيات ألمانيا قبلة له.

فترة الإقامة الطويلة بألمانيا أثناء رحلة علاج والدة "ريهام"، كانت كفيلة بدفعها لمعرفة الكثير من التفاصيل، منها توافد الكثير من العرب والمصريين للعلاج في ألمانيا، فضلا عن رغبتها في العمل، بشكل يتلاءم وطباعها الشخصية "أنا رافضة الوظيفة"، وفي الوقت ذاته سئمت البقاء في المنزل، فقررت أن تفعل شيء لها به أدنى درجات الخبرة، ونظرا لعملها لثلاثة أعوام بشركة مصر الطيران، لذا كان خيارها بإنشاء شركة سياحية، قبل أن تتبلور الفكرة بشكل متخصص حال طبيعة البلد الأوروبي "تواصلت مع الحكومة الألمانية وعرضت عليهم اللي بفكر فيه واللي اترجم للسياحة العلاجية".

تسهيل الحجز عند الأطباء أكثر خدمة تقوم بها الشركة، التي أطلقت عليها "ريهام" اسم "سيف ميد تورز" Safe- med tours-، غير أن دورها لا يتوقف عند هذا، فمنذ أن تطأ قدم المريض أرض المطار في ألمانيا، وحتى العودة لبلده، يتابعه القائمون على الشركة، من انتقالات وإقامة، وتوفير المترجمين لمن لا يتحدثون الإنجليزية أو الألمانية، أو يريدون الحصول على التقارير الطبية باللغة العربية، وكذلك إرسال الأدوية للمريض بوطنه "مبنخليش المريض يشيل همّ"، وكذلك المرافقين الراغبين في إجراء جولة سياحية في ألمانيا، تتكلف الشركة بهذا حسب قول "ريهام".

ينتشر هذا النوع من السياحة العلاجية في ألمانيا، وفي ميونخ حيث أقامت "ريهام" شركتها، يوجد نحو 4 شركات ألمانية كما تقول السيدة الثلاثينية، غير أن المختلف بشركتها في كونها "ذات مسؤولية محدودة" كما توصف في ألمانيا، وهو ما يعني أنها شركة كبيرة أشبه بمؤسسة، لها تنسيقات مع شركات ومستشفيات ومكاتب متخصصة بتوفير الخدمات التي ترغبها الحالة.
24cee183-b241-462d-a64b-8f47a625a2fd
"إزاي هيعود المشروع على ألمانيا؟" كانت الإجابة على هذا التساؤل، السبب في موافقة الحكومة الألمانية على مشروع "ريهام"، بعد ثلاثة أشهر من تقديمها لدراسة جدوى لمدة ثلاثة سنوات-2015/2018- دللت فيها بالأرقام والتفاصيل على ما الذي ستحققه الشركة وكيفية حدوث هذا، تقول "ريهام" إنها أعدت تلك الخطة طيلة ثلاثة أشهر، وكان الانترنت المعين الأكبر لها، مؤكدة أن مفهوم السياحة العلاجية مختلف تماما عما هو متعارف عليه في مصر "مش معناه استجمام ومياه كبريتية".

منذ سبتمبر 2015 بدأ عمل شركة السياحة العلاجية المصرية بألمانيا، في زخم "الموسم" استهلت "ريهام" مشروعها، إذ يكثر توافد الحالات الحرجة ما بين شهري مايو وأكتوبر، لا يعين السيدة الثلاثينية التي باتت إقامتها بين مصر وألمانيا بشكل شهري، سوى 5 أفراد، ينظمون ويستقبلون ملفات الحالات، ويزللون العقبات بالتواصل مع المستشفيات، والشركات الأخرى المتعاملة معهم بشأن الانتقالات وغيرها "بتعامل مع حوالي 10 مترجمين وما لا يقل عن 30 عربية للانتقالات وشركة تنظيم السياحة الترفيهية وشركة اسعاف طائر".

إقامة شركة سياحة علاجية بمصر، لم يكن بعيد عن تفكير "ريهام"، لكنها تراه "صعبا"، لما تحتاجه المنظومة الصحية من تطوير كما تقول، فرغم تأكيدها على وجود عدد كبير من الأطباء المصريين بمستشفيات كبرى في ألمانيا، وهو ما يعني الكفاءة الطبية، غير أن هذا غير مجدي في ظل إدارة سيئة، فضلا عن الوضع الاقتصادي "اللي ميساعدش على الاستثمار" حسب قولها، خلاف ألمانيا، التي يتوفر بها جهاز بالحكومة، مهمته الاطلاع على أفكار المستثمرين، ومعاونتهم في تطوير أفكار بما يفيد البلاد، وتدريبهم، ودعمهم المادي إن لزم الأمر حسب قول "ريهام".

الإمارات، الكويت، السعودية، قطر، البحرين، مصر.. الدول التي تتلقى منها الشركة الحالات حتى الآن، لا تجد "ريهام" مشكلة أكبر من التعامل مع الجمهور، فعدم التزام البعض بمواعيد حجز الطبيب، أو إرسال التقارير الطبية اللازمة، ليستهل القائمون بالشركة عملهم، جعلها تلتفت إلى أزمة عدم جدية كل مَن يتواصل مع الشركة، لتقدم له خدماتها، ولما في ذلك تأثير على سمعتها حسب قولها، لهذا قررت تقنين الطلب، بدفع مبلغ مادي، للإثبات المصداقية والجدية في الأمر.
2fc3e0e1-1e3b-444c-9557-d9c7370a9cd6
الربح يأتي في المرتبة الثالثة عند "ريهام" حسب قولها، إذ ترى أن "المنفعة" من تقديم الخدمة، وجودتها هو الأكثر أهمية، لهذا لا تتردد في التكفل بحالات حرجة لغير القادرين، بالتنازل عن تكاليف الشركة، حال الطفلين "آكلي اللحوم"، اللذين يتم علاجهما عبر التبرعات، بعد أن قامت "ريهام" بتولي إجراءات التنسيق مع الأطباء، واستخراج تأشيرات السفر.

15 حالة تكفلت شركة السياحة العلاجية، بتقديم الخدمات لها ومتابعتها حتى الآن، تقول "ريهام" إنه عدد جيد في حدود المدة الزمنية، فتنفيذ هذا المشروع، كان ولازال بمثابة "تحدي" للسيدة الثلاثينية، التي توازن بين عملها خارج البلاد، وبيتها وتربية أطفالها الثلاثة، يزيد تقديرها الذاتي وإثبات "أن ليا قيمة"، فمع كل حجز تقوم به لمريض عند الطبيب المناسب، تسر في نفسها دعوة "يارب اجعله في ميزان حسناتنا".

لا يغيب عن "ريهام" حلم رؤية شركتها من أكبر الشركات "والمنافسين يعملوا لها حساب وعندها قاعدة من العملاء الللي بيحترموها"، متمنية أن يأتي اليوم ويكون لمشروعها فروع متعددة، أولها بمصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان