مصراوي داخل "أهلًا رمضان".. زحام على السلع وأسعار مناسبة للمواطنين
كتب- محمد مهدي:
على بوابة أرض المعارض بمدينة نصر، وقفت عشرات السيدات تحملن على رؤوسهن صناديق كرتونية برفقة رجال يُمسكن بأكياس ضخمة ممتلئة عن أخرها بالمنتجات، في محاولة لإيجاد وسيلة مواصلات تُنقلهم إلى منازلهم، فيما اقتربت منهن فتاة عشرينية تتسأل عن مصدر البضائع، لترد إحداهن مشيرة إلى يافطة كبيرة "في أهلًا رمضان يا بنتي.. الحقي عشان هناك زحمة ياما"، لتنطلق مسرعة إلى البوابة، ومنها إلى مبنى المشروعات الصغيرة التابع للصندوق الاجتماعي للتنمية، حيث يضم المعرض الذي تنظمه وزارة التموين والتجارة الداخلية، قبل أيام من شهر رمضان.
داخل المعرض، زحام شديد، الكثير من النساء، القليل من الرجال، طوابير أمام الأقسام الخاصة باللحوم والدواجن والأرز في الدور الأرضي "أكتر أسعار كويسة هي الفراخ والرز" تقولها سيدة أربعينية جاءت من منطقة حدائق القبة بعد أن علمت عن التخفيضات التي يقدمها المعرض من جارتها "ميزة المكان إن كل حاجة متوفرة فيه، يعني الواحد يقدر يجيب حاجات البيت وياميش رمضان".
بين المواطنين يتجول "نبيل الجمال" مدير العلاقات العامة بشركة الأهرام التابعة للشركة القابضة، يتابع عملية البيع، ويرد على أسئلة المواطنين الخاصة بالأسعار "احنا بنافس أي مكان في مصر بمنتجاتنا وأسعارنا المختلفة، وهدفنا رفع العبء عن المواطن" يقولها مؤكدًا أن المعرض يشهد إقبالا كبيرًا من المواطنين من الساعة التاسعة صباحًا وحتى موعد إغلاقه في الموعد نفسه مساءا "وأحيانا بنقعد لـ 10بليل.. منقدرش نمنع الناس من الدخول".
الأسعار وفق-الجمال- تشمل تخفيضات كبيرة على المنتجات، حيث يُباع كيلو الأرز بـ 4جنيهات ونصف، واللحوم بـ 50 جنيه، الدواجن بـ 20، والبط بـ 21 "عندنا كمان ياميش سوري بـ 23 مع إنه بره بـ 35، ومصري بـ 7 ونص ودا سعر مستحيل يكون في مكان تاني"، يقدمها للجمهور نحو 20 شركة تابعة للقابضة للصناعات الغذائية، منها الأهرام والمصرية والدواجن واللحوم والأسماك، فضلا عن شركات خاصة وبائعين تابعين للصندوق الاجتماعي.
في أحد أركان المعرض، وقف "أبوالسعود" رجل خمسيني بجوار نجله لمراجعة المنتجات التي قام بشرائها "كل حاجة حلوة في المكان هنا. إلا الزحمة وعدم التنظيم، لو يراعوا الحاجتين دول الدنيا هتبقى تمام" يشتكى الرجل وغيره من المستهلكين سوء التنظيم في الطوابير المنتشرة هنا وهناك، فضلا عن بواقي الصناديق الكرتونية أو الأكياس المنتشرة على أرضية المكان.
المعرض لم يكتفَ بالسلع الغذائية فقط، هناك تواجد لـ "الإنتاج الحربي"، بالأجهزة المنزلية، مسؤولة بالقطاع-رفضت ذكر اسمها- أشارت إلى أن هناك حرص دائم لتواجدهم في كافة المعارض التي تستهدف المواطنين "وأسعارنا زي ما هي رفضنا نعليها، بالعكس فيه تخفيض داخل المعرض".
ابتسامة علت ملامح "محمد" العامل بالشركة القابضة، خلال شراء احتياجات منزله برفقة زوجته وطفله الصغير "أنا عرفت صدفة من زمايلي وقولت أجي أشوف الوضع"، الأسعار في متناول يده، والقوانين المقررة للشراء عادلة من وجهه نظره "يعني كل واحد له 5 كيلو رز بس.. ودا بيدي فرصة للجميع إنه يأخد حقه".
بالجانب الأيمن للمعرض، الجزء الخاص بالأسماك، تراص العشرات من الجمهور أمام منافذ البيع، بعضهم تأفف من طول الانتظار، آخرين امتدحوا الأسعار "جميع الأسماك متوفرة.. من أول سمك أسوان بـ 7 جنيه لحد 18، وكافة أنواع الجمبري والفيليهات" يذكرها يحيى حنفي، رئيس قطاع الفروع بالشركة المصرية لتسويق الأسماك موضحًا أن المواطنين سيشعرون في نهاية جولتهم بالمعرض بنسبة كبيرة من التوفير في أموالهم.
في المنطقة نفسها، خصصت الشركة المصرية لتسويق الأسماك مساحة لبيع وجبات سريعة للمواطنين، تتراوح أسعارها من 7 جنيه للوجبة حتى 12 جنيهًا، بالقرب منها طاولات لتناول الطعام، يستخدمها من يشعر بالجوع أو يحتاج إلى الراحة، وعلى بُعد أمتار منها افترش عدد من المواطنين أرض المعرض، لالتقاط الأنفاس والحصول على قسطًا من الراحة.
عبر سلالم كهربائية يصل المستهلكين إلى الدور الثاني، الذي يحوي ياميش وفوانيس رمضان، أنواع العسل والحلاوة والجبن، الأدوات المنزلية، ومنتجات من المحافظات المختلفة، محمد علي، بائع، قادم من أسوان، يقول إن المعرض أتاح له الفرصة للقدوم ببضاعته من بلدته لبيعها أمام الجمهور القاهري "بنبيع بلح وكركدية وفول وفولية وسمسية وكل صناعات بلدنا"، تحت إشراف ومساعدة الصندوق الاجتماعي.
الصندوق الاجتماعي خصص مساحات مختلفة من المعرض في الدور الثاني لعدد كبير من البائعين " هما اللي بلغونا بالمعرض، وأدونا المتر مخفض، مقابل إننا نحط هامش ربح قليل"، في كل معرض يتواصل الصندوق معهم من أجل عرض بضائعهم المتنوعة لمساعدتهم على تجارتهم "احنا من الموسكي والدرب الأحمر ومن المحافظات".
عشرات من المواطنين تجمعوا حول المنطقة المخصصة لإحدى الشركات الخاصة لشراء الياميش، تكدس شديد، يحاول كلا من الحضور إفساح المجال له من أجل الحصول على طلبه، بينما يحاول "سليمان شكري" مدير الإنتاج بالشركة تنظيم الأمور "فيه زحام لأن أسعارنا أفضل من بره.. اللوز المقشر بـ 108، والبندق المقشر 2015، الكاجو 104، جوز الهند 27" لكن رغم الأرباح التي تكتسبها الشركة يوميًا يشعر بالحزن لسوء التنظيم وعدم وجود سلة قمامة في أركان المكان.
الوقت يمضي، الأعداد تتزايد، الزحام لا يقل، حركة الشراء لا تتوقف، ومن حصل على احتياجاته يغادر سريعًا في محاولة للهروب من التكدس، مارين بأحد المجندين الواقفين على بوابة الخروج الذي يحدث زميله "نفسي في كرسي.. من صَبحية ربنا ماقعدتش"، يضحك الأخير، يُشعل سيجارة ويناولها إياه، يطالبه بالصبر، دورهما أن ينتظرا طوال اليوم في نفس المكان حتى موعد مغادرة الجميع، يرد المجند الغاضب وهو ينفث دخان السيجارة "بس نرتاح حبة يا أخوي احنا من تسعة لتسعة على رجلينا كل يوم" قالها بأسى.
فيديو قد يعجبك: