لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزراء خارجية مصر وإسرائيل.. حكايات "الاستقالة" و"العداوة" و"التودد"

05:19 م الأحد 10 يوليه 2016

سامح شكري وزير الخارجية

كتبت-دعاء الفولي:

لم تكن زيارة وزير الخارجيةسامح شكري، لإسرائيل، صباح اليوم، سوى جزء يسير من سلسلة تفاصيل امتدت عبر أعوام بين مصر ودولة الاحتلال. مواقف عدة جمعت بين وزراء خارجية مصر وإسرائيل، بعضها قوبل بانتقادات، آخرى كانت مثيرة للجدل، فيما قرر بعض هؤلاء الوزراء ترك مناصبهم بسبب علاقة بلدهم بإسرائيل في فترات زمنية معينة. مصراوي يرصد بعض تلك المواقف، على هامش الزيارة المصرية اليوم، والتي تُعتبر الزيارة الرسمية الأولى منذ عام 2007.

خارج المنصب
كان قرار  الرئيس الراحل محمد أنور السادات بزيارة القدس في 1977، هو القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقته بوزير الخارجية حينها، إسماعيل فهمي. فقدم الأخير استقالته من الحكومة على الفور قائلا: "أعتقد أن هذا سيضر بالأمن القومي المصري، وسيضر علاقتنا مع الدول العربية الأخرى، وسيدمر قيادتنا للعالم العربي"، وقد كتب "فهمي" في مذكراته التي نشرت وكالة رويترز بعض النقاط منها، أن زيارة السادات للقدس كانت حركة مسرحية، أدت فقط لتحطيم دور مصر تجاه الفلسطينيين، كما أشار أنه تناقش مع السادات بذلك الشان لحوالي 8 ساعات ونصف، شدد فيهم  على أن الذهاب لإسرائيل بذلك الوقت سيسمح لإسرائيل بأن تُملي شروطها.

1

عقب استقالة "فهمي"، تسلم محمد إبراهيم كامل، حقيبة الخارجية في تلك الفترة الحرجة. ولم يُبد اعتراضا على زيارة السادات بحد ذاتها، غير أنه قدم استقالته سبتمبر 1978، عشية توقيع الاتفاقية بين السادات ومناحم بيجن، وكانت وجهة نظره أن الرئيس المصري وقّع اتفاقية بعيدة تماما عن السلام العادل، فلم تتطرق صراحة إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقد سرد الوزير الراحل في كتابه "السلام الضائع" بالتفصيل، المباحثات بين الجانبين بالإضافة للجانب الأمريكي، كما روى أسباب استقالته، والتي جاء جزء منها نتيجة عدم اهتمام السادات بآراء معاونيه، بينما في المقابل كان المسئولان الأمريكي والإسرائيلي يعودان للفريق الذي يعمل معهما في كل شيء.

2

عدو إسرائيل
في مايو عام 1991 تقلد عمرو موسى منصب وزير الخارجية واستمر بالمنصب حتى 2001. بتلك الفترة شهدت الساحة عدة جدالات بين "موسى" ونظرائه بدولة الاحتلال، ففي مقطع فيديو  خلال فترة التسعينيات يظهر الوزير المصري، في جلسة حوار تليفزيوني مع شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي، ويبدو الانزعاج على وجه "موسى" نتيجة ترويج "بن عامي" لأكاذيب تتعلق بأن القدس إسرائيلية، وتحتد المناقشة، حتى يتهم "موسى" إسرائيل صراحة بالاعتداء على الأرض الفلسطينية.



اسرائيل من حقها أن تدعي ما تريده ولكن أن يكون هذا الادعاء هو ما يتم فهذا شيء آخر .. وإسرائيل عندما تقول هذا الكلام فهذا شيء عادي لأنها مدعية، ولكن أن يتم تأييدها في ذلك ودون دراسة فهذا مرفوض"، كان ذلك التصريح قد قاله "موسى" لوكالة الأخبار الفرنسية، ووكالة الشرق الأوسط، في نوفمبر 1995 تعليقا على قرار الكونجرس الأمريكي بنقل عاصمة إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وأشار "موسى" بنفس التصريحات إلى أن القرار خاطئ وغير ضروري "كما أنه أثار لدينا الاهتمام وبلور الخطورة القائمة في ما يتعلق بالقدس"، خاتما حديثه بأن القدس محل تفاوض وليست كما يريد الإسرائيليون.

ظلت مواقف السياسي البارز مع دولة الاحتلال تحمل تطورات عدة، حتى عندما أصبح رئيسا للجامعة العربية، إذ وقعت مشادة بينه وبين رئيس إسرائيل، شمعون بيريز، حول مباحثات السلام بالشرق الأوسط خلال جلسات المؤتمر الرابع للحائزين على جوائز نوبل في الأردن.  
وفي عام 2012 أجرت مجلة التايم الأمريكية حوارا مع "بيريز"، قال فيه إن "موسى" كان "صديقا جيدا" له، وأنه طلب منه في إحدى المرات أن يصطحبه إلى مفاعل ديمونة الإسرائيلي ليرى بنفسه، غير أن الرئيس الإسرائيلي رفض بشدة متهما إياه بالجنون.



انتقادات لاذعة
بتؤدة اتكأت تسيبي ليفني، وزير خارجية إسرائيل، على يد نظيرها المصري، أحمد أبو الغيط، حين كانت تهبط السلم، عقب انتهاء المفاوضات بينهما في عملية السلام بالشرق الأوسط. وفيما بدت الابتسامات على وجهيهما، ارتفع سقف انتقادات المصريين عقب التقاط الصورة عام 2008، ووصفها البعض بالاستفزازية، واتهم آخرون "أبو الغيط" بالخيانة بسبب قصف غزة عقب أيام من زيارة "ليفني" لمصر، إلا أن "أبو الغيط" دافع عن نفسه وقتها قائلا إن سبب عودة الحرب هو انتهاء الهدنة بين "حماس" وجيش الاحتلال، موضحا أنه حاول خلال زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية أن يحث دولتها على ضبط النفس، مضيفا أن "ليفني" هي من طلبت الزيارة.

3

مصر وإسرائيل الآن
من جانبه، قال الدكتور محمد أبو غدير، رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية السابق بجامعة الأزهر، إن زيارة الوزير سامح شكري اليوم تأتي في توقيت هام، فإذا كانت إسرائيل قد قامت بجولة في إفريقيا من أجل مصالحها، فلأجل مصالح مصر يجب أن يتم التفاوض مع دولة الاحتلال فيما يتعلق بعملية السلام أو بحصة مصر من المياه عقب بناء سد النهضة.

ويضيف "أبو غدير" أن التقارب الذي لوحظ في الزيارة الإسرائيلية لإفريقيا، هو أمر طبيعي "إسرائيل موجودة في إفريقيا منذ فترة طويلة.. سواء في تسليح الجيش أو على مستوى الاهتمام بأحوال القارة"، موضحا أن تراجع دور مصر  جعل إسرائيل "تسد الفراغ" في إفريقيا. كما أضاف أن ذهاب "شكري" اليوم كانت شيئا متوقعا في ظل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلام، التي أطلقها في مايو الماضي، واستطرد "أبو غدير" أنه يجب التعامل بعقلية إسرائيل "وهذا ما تقوم عليه لعبة السياسة بشكل عام".

وأضاف أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أن إسرائيل قد يكون لها دور في مباحثات سد النهضة مع إثيوبيا "من المحتمل أنها تستطيع الضغط عليها للتوصل لاتفاق"، وعدم تأثر حصة مصر من المياه والتي تبلغ 85 مليار متر مكعب، ومؤكدا أن الزيارة بشكل عام خطوة جيدة في الوقت الحالي، وتُعبر عن اهتمام الدولة بمصالحها وبمباحثات السلام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان