لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على خلفية فشل الانقلاب.. "زفة" عند جسر البسفور وابتسامة الجار التركي أخيرًا

12:34 م الإثنين 18 يوليو 2016

فشل الانقلاب العسكري في تركيا

كتبت-رنا الجميعي:
لسبع ساعات قضى الصحفي السوري "أحمد عقدة" أوقات ملحمية بتاريخ تركيا، سجّل فيها مشاهداته عن محاولة الانقلاب عبر تويتر، وتحدث إلى مصراوي حول ما يحدث حوله، خاصة أنه يسكن مدينة اسطنبول، أكبر المدن التركية، ويقع بيته بالقرب من مطار أتاتورك، ليشهد لحظات تاريخية بدأت عبر اتصال هاتفي جاءه خلال النوم  ينقل له خبر "صار فيه انقلاب".

1

طلّ العقدة من شرفة بيته ليجد زحام مروري، وذلك في الساعة الحادية عشر من مساء يوم الجمعة، "صاير فيه شلل بسبب تقطيع الجسر الرئيسي بالمدينة"، خلال ذلك الوقت استمع فيه الركاب إلى الراديو، ليعرفوا الأخبار، حالة من الرعب سيطرت على الناس سواء الركاب، أو المتصلين السوريين بعقدة "كان يجيني اتصالات ما بيعرفوا شو يعملوا"، ساعة ظلّ فيها الجميع خائفين "بهاللحظة صاير اعتقاد بإن الانقلاب نجح"، فيما ترك البعض سيارته وغادر المكان مشيًا على الأقدام، وخلال تلك الساعة شاهد الصحفي السوري طائرات تحوم حول مطار أتاتورك كل دقيقة، ولم يسمع أي اطلاق للنيران، كما نصح عقدة الجالية السورية بالجلوس في المنزل "بالآخر هادا شأن تركي".

لكن ما إن انتهت مدة الساعة حتى ظهر الرئيس رجب طيب أردوغان عبر تطبيقي هاتفي يُنقل للتليفزيون، ودعوته للناس بالنزول "ربع ساعة وبلّش فيه حركة"، وبدأت المساجد برفع الآذان لتحفيز الأتراك، كذلك نزل العقدة بالأماكن القريبة من بيته "كنت حابب أشوف اللي بيصير عشان أرجع أكتب"، ولم يسمع السوري سوى هتافين، الأغلب كان يقول "يالله.. بسم الله.. الله أكبر"، والثاني ترديد اسم الرئيس مُنغمًا، ومن مشاهدات عقدة أن المتظاهرين لم يكونوا فقط من المنتمين للحزب الإسلامي الحاكم "العدالة والتنمية"، بل شاهد الكثير ممن لم يرتدوا زيًا اسلاميًا، وكما وصف "كان فيه بنات لابسين تي شيرتات"، وحسب ما وصله فإن هناك أعداد من السوريين والمصريين الذين شاركوا أيضًا "بالأماكن المكتظة بهم"، لم تحدث أية اصابات باسطنبول، كما ذكر، وشاهد بعض المشادات بين الأتراك "كان فيه خناقات وناس بتزعق"، يُفسر أنه ربما تكون بين مؤيدين ومعارضين لأردوغان، لكنه لا يجزم بذلك حيث لا يعلم اللغة التركية.

2

مع عودة أردوغان للصورة "كان هو بغرب تركيا وجه بالطيارة على اسطنبول"، ودعوته للناس بالنزول، سرعان ما انتهى الأمر، وتأكد الناس مع حلول الثالثة بتوقيت اسطنبول أن الانقلاب فشل، وبذلك التوقيت أصبح لا مكان لقدم بالشارع، وبدأت موجة أخرى من الدعم، انطلقت زمامير من السيارات مع ظهور أردوغان لمرة أخرى عبر مؤتمر صحفي من مطار أتاتورك، تناقل المؤتمر عبر قنوات إخبارية قال فيه إن "عصابة" استهدفت وحدة الشعب التركي وأنه سيُحارب تلك المجموعة الصغيرة المنشقة عن الجيش.
 
بعدما انتهى حديث أردوغان، سمع العقدة طائرة تكسر حاجز الصوت، مما جعل البناية التي يسكن بها تهتز، ظلت تحوم حول مطار أتاتورك، ويقول إنها طائرة تابعة للانقلاب، وصارت تدور لست مرات "ضل رعب بس بعدها اختفت تمامًا"، وبحلول الساعة الرابعة هدأت اسطنبول، ومع توقيت السادسة عادت المدينة لروتينها الطبيعية، رجعت حركة المواصلات، وكذلك رحلات المطار.

3

كصحفي سوري ينقل العقدة حالة الجالية بتلك الأوضاع، اتصالات عديدة حتى صباح السبت كانت تُشهده على حالة الخوف المعتمرة بنفوس الكثير، ويصف السوريين بأنهم "كانوا على أعصابهم"، فيما يُقدّر أن نزول أعداد من الشعب السوري أكثر من التركي، فبالنسبة لهم تأكيد سيناريو الانقلاب يعني تحول تركيا إلى منفى، كذلك فهناك مصابين سوريين إلى الآن بالمستشفيات، حسب شهادته، يعرف العقدة واحد من بينهم، حالته لا تسمح بالتحدث ويحتاج إلى تبرع بالدم، ويقتصر السماح بالتبرع للأتراك فقط، خوفًا من الأمراض، فيما لمس ارتياحًا بين السوريين مع احباط محاولة الانقلاب.

4

وعد أردوغان في حديثه بتطهير الجيش التركي، ولا تتوان الأخبار عن الامداد بمعلومات عن اعتقال أشخاص كل فترة، وبالفعل فإن السلطات التركية اعتقلت نحو 6 آلاف شخص حسب تصريح لوزير العدل، وقُتل 104 من المتمردين، كما تم عزل 2745 قاضي، واعتقال 10 من قضاة رئاسة المحكمة الإدارية العليا، لم يشعر العقدة بخوف تجاه الجالية السورية بسبب تلك الإجراءات الاستثنائية، فيقول إن "الانقلاب بمعزل عن قصة السوريين هادا شأن تاني"، وبصفته صحفي مهتم بالشأن التركي أن تلك الممارسات لا تعني مزيدًا من الديكتاتورية لحكم أردوغان، ويعتقد أن تلك الأحداث تفتح مجال لمصالحة أكبر مع المعارضة "أردوغان شكر المعارضة وحزب الجمهوري التركي بالوقوف بجانبه"، ويرى أنه سيصب جم غضبه على المتمردين فقط.

هناك انفراجة في أوضاع السوريين كما يوضح، فقبل أيام كانت الحكومة قد أعلنت تجنيس 300 سوري، كذلك تم تحديث مكتب بوزارة الداخلية للسوريين، حديث مازال لم يطبق على الأرض، على حد قول العقدة،

5
حتى الآن مازالت الاحتفالات قائمة بالبلاد، بعد فشل محاولة الانقلاب، واستمر تواجد العديد بالميادين مثل تقسيم وغيرها، وتوافد الناس على جسر البسفور "اللي بدأ عنده الانقلاب"، وتحول إلى رمز للديمقراطية كما يقول العقدة، وبالنسبة له فقد احتفل مع أصدقائه الذين توجهوا لمنزله "وراحوا سهروا ع المطعم ووزعوا حلو"، وتمتلأ الاحتفالات بكثرة بمدينة "غازي عنتاب"، حيث يسكن بها أعداد كبيرة من السوريين "كان فيه مطاعم هناك بتعلن عن وجبات مجانية".

أما باسطنبول فاحتفل الكثير بعمل "متل الزفة" بواسطة سياراتهم، وقليل ما رفع المشاركون صور للرئيس، بقدر ما حملوا العلم التركي، كما شاهد أخيرًا العقدة ابتسامة جاره التركي الذي وصفه بأنه دائم العبوس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان