"بير" في أوغندا بدلًا من الشبكة.. هدية "أحمد" لـ "سارة" في ليلة الخطوبة

كتب- محمد مهدي:

بعد انتهاء مراسم "الخطوبة"، استئذن "أحمد عبدالباسط" أسرة خطيبته "سارة"، للخروج إلى إحدى الأماكن المُطلة على النيل احتفالًا باليوم السعيد، وبعد أن وصلا إلى هناك، وقف الشاب العشريني مشدوهًا ناحية حبيبته، قبل أن يناولها هاتفه، لترى على الشاشة الصغيرة فيديو لأفارقه من أوغندا، يحتفلون أمام بئر مياه، مع تعليق صوتي يشير إلى أنه هدية زواج لـ"سارة"، للحظات لم تستوعب الفتاة الأمر، الدهشة ألجمت مشاعرها، قبل أن تنهمر بالبكاء "مشاعرها كانت مختلطة بين الفرحة والبكا.. مكنتش قادرة تستوعب إن دا بجد" يقولها "أحمد" بفرحة.

البداية منذ نحو عام، كان الشاب الذي تخرج حديثًا من كلية صيدلة، قد عقد النية على أن يُهدي من يقع في غرامها، شيئًا مختلفًا عن الأمور الاعتيادية والمتعارف عليها "فكرت أعمل صدقة جارية ليها"، في الوقت ذاته تابع "أحمد" عن كثب مجهودات مؤسسة "أوتاد" في أوغندا، من توفير احتياجات الناس هناك للمياه، من خلال حصر الأماكن الفقيرة ثم حفر أبار بها "وعملت حسابي لما ربنا يأذن أحفر بير للمحتاجين".

قبل شهرين، عندما شعر "أحمد" أن "سارة" شريكة حياته وسكنه، تواصل مع "أوتاد" لمعرفة التكاليف للبدء في حفر البئر لتقديمه لها كهدية في ليلة خطوبتهما "كنا متفقين إن مفيش حاجة إلزامية، احنا بنعمل كل اللي بنحبه مِش المفروض في إطار اجتماعي"، علمّ الشاب أن تكلفة البئر تصل لنحو 2000 دولار، تحمس على الفور، أرسل الأموال، وبدأت عمليات الحفر في رمضان الفائت "كان ناقص شهر على الخطوبة".

بعد نقاشات عديدة، اختار "أحمد" حفر البئر في قرية "ماتابا" التي يحتاج أهلها للمياه، وأشرف فريق عمل "أوتاد" على عمليات الحفر، بمتابعة يومية من الشاب العاشق على مدار شهر رمضان الكريم "كنت بتابع معاهم كل التفاصيل من اللحظة الأولى للحفر بالصور والفيديوهات"، كان الشاب يتمنى أن ينتهي الأمر سريعًا كي يتمكن من إهدائه إلى "سارة" في الوقت المناسب.

في عيد الفطر، تلقى "أحمد" إشارة من فريق "أوتاد" بجاهزية البئر للعمل، وإنهم يستعدون لإقامة احتفال بحضور أهالي القرية لافتتاحه "كنت حابب أحضر الافتتاح وأكون معاهم بس مقدرتش"، وفي يوم الافتتاح انهالت عليه صور وفيديوهات للحدث، غير أنه ظل محتفظًا بها بعيدًا عن أعين الأقارب والأصدقاء حتى لا يفسد أحدهم المفاجأة.

داخل قلبه، أخفى الشاب الصيدلي خبر البئر، أتم مراسم الخطبة في أجواء عائلية، قبل أن يفاجئ حبيبته بالأمر " زي ما قولت كانت طايرة من الفرحة.. ونفسها تحضر كل التفاصيل من أولها"، قبل أن يُرسلا إلى أسرتها الصور والفيديوهات ليشاركوهما الفرحة "أهل العروسة قِبلوا المهر كهدية، وإنه يكفي لهم عن الشبكة" ارتضى الأهل أن تكون ابنتهم سعيدة فقط بعيدًا عن الالتزامات التي تفرضها العادات-وفق حديثه-.

فور انتشار الخبر بين الأقارب والأصدقاء، تلقى "أحمد" العديد من المكالمات الهاتفية "ناس كتير حبيت الفكرة وسألوا عن تفاصيلها"، والبعض علق مازحًا "هتفتح علينا فاتحة" في إشارة إلى أن حبيباتهن سيطلبن بئر هدية، فضلا عن اعتزام الكثير من المقربين في إتباع الفكرة نفسها "أكتر من حد ناوي يمشي في الإجراءات قريب"، فيما يستعد هو وخطيبته للسفر قريبًا لزيارة البئر "هنكون مبسوطين لما نروح هناك ونشوفه سوا".