"اللعب مش عيب".. فريق يحول العلوم إلى أنشطة للأطفال
كتبت-رنا الجميعي:
"يعني ايه دي إن ايه؟".. في عام 2009 طرح أحد الأطفال هذا السؤال خلال أحد المعسكرات العلمية التي حضرها المهندس أحمد السيد، أراد إجابة تصله ببساطة، دون التعقيد الموجود بالكتب المدرسية. حاول السيد تبسيط الإجابة للطفل، سأله عن أكثر شئ يُحبه، فأجاب الطفل "الكومبيوتر"، فردّ عليه المهندس "أهو (الدي ان ايه) دا هو الهارد ديسك بتاع جسمك".
رغب السيد في تكوين فريق يُحوّل المناهج الدراسية العلمية إلى طرق ابتكارية، تُبسط العلوم بقدر يسير للأطفال من سن أربعة حتى الثمانية عشر عام. كانت الفكرة تشغل ذهن السيد برفقة زميله المهندس أحمد نزيه، لم يكونا ضمن المشجعين لنظام التعليم المعتمد على الحفظ، وقررا الانطلاق بفريق يُسمى "حلول"، قبل الثورة بنحو عامين تم تطبيق الفكرة بخُطى متمهلة.
بدأ الفريق في البحث وراء المناهج التعليمية والمصاعب التي تواجه الأطفال بها، ثُم العمل عليها وتحويلها إلى أنشطة ابتكارية. واجه السيد ونزيه مُشكلة في الذهاب إلى المدارس لعرض أفكارهما، "قولنا نجبر المدارس علينا"، ومن ثم نظما أنشطة بالمكتبات والحدائق العامة، خلال العطلات الرسمية والإجازات وبعد فترات العمل "بنعمل معسكرين واحد في الشتا في أجازة نص السنة، والتاني في الصيف".
لم يُقدم الفريق منهجا تعليميا واحدا لكل الأعمار، بل مُحدد بالفئة العمرية "يعني من سن أربعة لستة مختلف عن اللي بيتقدم من سن ستة لتسعة". كما يضع السيد ونزيه المنهج التعليمي بإشراف متخصصين تربويين وعلميين "ويتم مراجعته أكتر من مرة عشان ميبقاش فيه أي نسبة خطأ".
في تلك الفترة قبل الثورة بحث فريق "حلول" لإيجاد تمويل، إلا أنهم فشلوا في ذلك، فقررا - السيد ونزيه - تمويل المشروع بشكل ذاتي. لم يكن الهدف الأوحد للفريق هو تنمية المهارات العلمية للطفل فقط، بل تقويم وتقوية شخصيته وقدرته على التفاعل ضمن فريق عمل هو جزء من تلك الأهداف أيضًا.
بالفعل رأى السيد تأثير تلك الطريقة على الصغار، إذ يحكي عن أحد الأطفال مُصاب بمرض التوحد، الذين اشتركوا في الأنشطة، "المدرسة كانت شايفة إنه مينفعش يدرس"، غير أن الأسلوب الذي اتبعه الفريق أحدث اختلافًا "كانت مشكلته الوحيدة هو إنه محدش بيهتم بيه، ولما ابتدينا نهتم بيه بقى أقوى بكتير، وقدر إنه يبقى الليدر للفريق بتاعه".
أصبح لـ"حلول" 10 أنشطة من بينها؛ "المعمل المرح" حيث يتيح للأطفال حرية ممارسة التجربة العلمية بطريقة مرحة، باستخدام مواد من الحياة الواقعية كالأطعمة مثلًا. هناك نشاط آخر باسم "مقهى الابتكارات" وهي فعالية تساعد على زيادة الشغف بالابتكار، والعمل على تصنيع ابتكارات بسيطة مثل جهاز الإنذار.
كما يملك الفريق برامج مُتكاملة منها "روبوبيكيا"، وهي اختصار لكلمة "روبوت" أي إنسان آلي. يعتمد "روبابيكيا" على تعليم الأطفال إعادة تدوير المواد غير المستخدمة "لدرجة تحويل الكانز إلى روبوت"، وبرنامج آخر يُمكّن الصغار من التنقيب عن الديناصورات اسمه "دينوسكفري".
تمكّن الفريق خلال ستة أعوام من الوصول إلى ما يقارب عن 250 ألف طالب حتى عام 2014، أما هذه السنة فزادت "ثماني أضعاف"، حسب قول السيد، حيث قاموا بتعليم حوالي 2000 طفل في الشهر. لم تقتصر جهود حلول في محافظة القاهرة فقط، بل ذهبوا إلى طنطا والإسكندرية، وينوي الفريق الانتشار بشكل أكبر داخل محافظات لا يوجد بها مثل هذه الأنشطة "ناويين نروح شبين الكوم وكفر الشيخ".
وصل أعضاء فريق "حلول" إلى 40 محاضر حتى الآن، كما أن مشكلة التمويل في طريقها للحل،حيث أن "ديزني" أصبحت أحد الرعاة الرسميين للفريق، إضافة إلى مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" في مصر.
بالجهود التي يسعى إليها "حلول" تمكنوا من امتلاك تكنولوجيا "القبة السماوية"، والتي يتطلب توفرها التواصل مع وكالة "ناسا"، كذلك دفع أكثر من 80 ألف دولار، ويعمل الفريق الآن على المحتوى العلمي الذي سيتم تقديمه من خلال القبة، كما أنهم يعملون على مشروع لتكوين أول "هولوجرام" داخل مصر، يُمكّنه من رسم صورة للفضاء ثلاثية الأبعاد، كذلك الديناصورات.
فيديو قد يعجبك: