إعلان

الحياة في غزة بعيون نجمات الانستجرام

11:27 ص الخميس 12 أكتوبر 2017

الفلسطينية فاطمة مصبح (21 عاما) تلتقط صورا في غزة

مدينة غزة (أ ف ب)
تحتاج فاطمة أو خلود إلى تصاريح إسرائيلية أو مصرية لمغادرة غزة الفقير والمحاصر، لكن الصور التي تقومان بنشرها على تطبيق "انستجرام" تستطيع التواصل مع العالم الخارجي لإظهار "وجه جميل" للقطاع.

ولدى كل من فاطمة وخلود اكثر من مئة الف متابع على حسابيهما على تطبيق "انستجرام" اللذين تسعيان عبرهما لإظهار صورة مختلفة للغاية عما يسمع به او يفكر فيه الكثيرون عن غزة. وهما تقولان انهما أصبحتا معروفتين الى درجة أن الناس يتعرفون عليهما مرارا لدى تنقلهما في غزة .

وترى خلود نصار (26 عاما) التي غطت راسها بوشاح وردي، أن "انستجرام نافذة على العالم".

وتتفق فاطمة ابو مصبح (21 عاما) معها قائلة "عندما افتح الانترنت، فإنني اتحدث مع ناس من كل أنحاء العالم".

ولم تغادر السيدتان منذ اكثر من عشر سنوات القطاع الفقير والمحاصر الذي يقيم فيه اكثر من مليوني فلسطيني وشهد ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بينما يعتمد أكثر من ثلثي سكانه على المساعدات الانسانية.

ويعاني القطاع من حصار إسرائيلي خانق ونسبة بطالة عالية وندرة الكهرباء والماء ووضع اقتصادي صعب.

وعبر "انستجرام"، تحاول كل من فاطمة وخلود التركيز على الصور بدلا من الجدالات السياسية لإظهار واقع مختلف.

وتقول خلود لوكالة فرانس برس في مقهى قرب ساحل مدينة غزة "الحرب جزء من غزة، ولكنها ليست كل غزة. أردت أن أظهر أن هناك المزيد في غزة، كأي دولة في العالم".

وتضيف "في الولايات المتحدة على سبيل المثال، هناك فقر ومنازل مدمرة، ولكن في الوقت ذاته هناك أماكن جميلة. الامر مشابه في غزة".

وتتابع "عبر هذه الصور، أرغب في أن يرى الناس غزة وكيف يعيش الناس فيها ويأكلون ويعملون".

وتتعلق الصور التي تنشرها خلود على حسابها بموسم الحصاد او أطفال يمرحون ويلعبون بألوان زاهية، بينما تحاول ابو مصبح اظهار كافة جوانب الحياة اليومية في القطاع.

وتنشر السيدتان ايضا صورا لهما بابتسامات واسعة عبر حسابيهما.

وترى فاطمة ان الهدف من هذه الصور هو "تغيير صورة غزة" بعيدا عن الاوضاع السياسية. وتضيف ان "اظهار الوجه الجميل (لغزة) هو اهم شيء. بعيدا عن الدمار والحصار والحروب".

"محاولات جادة للعيش"
وحذرت الامم المتحدة مؤخرا من ان القطاع قد يكون اصبح بالفعل "مكانا غير صالح للعيش".

ويحصل الغزيون يوميا على الكهرباء لساعات قليلة لكن تبقى وسائل التواصل الاجتماعي ذات شعبية كبيرة.

ويقدر رئيس نادي وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطيني علي بخيت ان نحو خمسين بالمئة من سكان غزة لديهم حساب على موقع فيسبوك الا ان عدد مستخدمي تويتر وانستجرام يبقى اقل بكثير.

ويقول بخيت انه بعد اكثر من عشر سنوات على الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع، اصبح الغزيون اكثر تمسكا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي "للتعبير عن انفسنا واسماع صوتنا" للعالم.

وبدأت نصار بنشر الصور عبر "انستجرام" في 2014 قبل اندلاع حرب مدمرة مع اسرائيل استمرت خمسين يوما. وقد استخدمت حسابها لتوثيق الخسائر البشرية.

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، سعت للتركيز على معاناة اهل غزة في ظروفهم الصعبة، ثم اطلقت وسما (هاشتاج) بعنوان #محاولات_جادة_للعيش، سعيا لأن تظهر محاولات سكان القطاع لترتيب حياتهم بعد الحرب المدمرة.

وتنشر خلود صورها دائما مرفقة بلعبة صغيرة هي سيارة "فولكسفاغن" حمراء اللون تحملها دائما في حقيبة يدها واصبحت علامة خاصة بها تساعدها على التواصل مع الاخرين.

ويقوم اشخاص من كافة انحاء العالم العربي الان بإرسال صور لخلود لسيارات حقيقية، وتقوم بنشرها على حسابها.

وبالنسبة لفاطمة ابو مصبح، فان حسابها على "انستجرام" يعد مصدرا للدخل ايضا اذ انها تحصل شهريا على مبلغ يتراوح بين 300 و400 دولار امريكي عبر التسويق الالكتروني ونشر اعلانات على حسابها.

ويعاني ستون بالمئة من الشبان من البطالة في قطاع غزة حيث يبلغ متوسط الدخل نحو مئتي دولار شهريا.

وقال شيلدون هيملفارب، الرئيس التنفيذي لشركة "بيس تيك" ومقرها الولايات المتحدة التي اجرت ابحاثا حول تأثير وسائل الاعلام الاجتماعي على الوعي السياسي، ان هذه الوسائل بامكانها ان تساعد في ردم الهوة بين الناس في كافة انحاء العالم.

لكنه حذر من ان الباحثين ما زالوا يحاولون تقييم ان كانت الطبيعة الانتقائية لما يتم نشره عبر الانترنت تساعد او حتى تعرقل الحصول على صورة واضحة لما يحدث.

واضاف "اعتقد ان محادثاتي مع طلاب الجامعات تكشف أنهم يبدون اكثر وعيا من اهاليهم بشأن اماكن في العالم، لكن لا اعرف ان كانت معلوماتهم اكثر دقة".

المتصيدون عبر الانترنت
وتلتقط خلود وفاطمة العديد من الصور قبل اختيار واحدة لنشرها ومشاركتها مع العالم على "انستجرام" الذي يعرض صورة انتقائية للحياة.

لكن كغيرهما من المستخدمين، فانهما تواجهان مشكلة المتصيدين عبر الانترنت (ترولز) ممن ينشرون التعليقات السلبية على الصور.

وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة حيث تغلب العادات والتقاليد المحافظة.

وتؤكد فاطمة مصباح انها تقوم يوميا بحظر عدد يتراوح بين خمسة اشخاص وعشرين شخصا عن حسابها على انستجرام بسبب التعليقات غير اللائقة.

وتقول ساخرة "ربما اخذت صورة مع شخص ما، سيقولون ان الصورة فاضحة لأنني كنت مع رجل. ولهذا احظر الكثيرين".

وبالنسبة لخلود نصار، فقد تعرضت للمضايقات ايضا في الشارع.

وعندما التقطت صورا في بيت لاهيا احدى اكثر المناطق المحافظة والمتمسكة بالتقاليد، بدأت نساء بالصراخ عليها.

وتقول "هناك اشخاص هنا يقومون بانتقادي قائلين، انت تخرجين (من المنزل) وتقومين بالتقاط الصور، يجب ان تبقي في المنزل وتقومي بالطهي".

وتضيف "ربما ينتقدونني اكثر لأنني ارتدي الحجاب".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان