كيف يتابع اللاجئون الفلسطينيون الأحداث الأخيرة في لبنان؟
كتبت - فايزة أحمد:
انتهى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله من إلقاء كلمته الحماسية المُنددة باستقالة سعد الحريري رئيس وزراء بلاده من العاصمة السعودية الرياض، فيما كان يتابعه خالد أبو الفارس رفقة أصدقائه بانتباهٍ شديدٍ، داخل إحدى المقاهي القابعة بمخيم "عين الحلوة" بجنوب لبنان، حيث أخذوا يتناقشون حول ما آلت إليه الأمور، ومستقبلهم حال وقعت الواقعة وحدث ما يخشى اللاجئون حدوثه طيلة الوقت، ليصلوا في النهاية إلى الرأي الذي يجعل من ضجيج عقولهم يهدأ بعض الشيء "والله اللي يصير على اللبنانيين يصير علينا".
كان لوصف نصر الله إعلان الحريري استقالته من السعودية دون العودة إلى بلاده حتى الآن بـ"إعلان حرب من قِبل المملكة على لبنان"، أن يصيب أهالي المخيم البالغ عددهم (49ألف) بحالة من الارتباك البالغ، زاد من وطأتها تصعيد السعوديين بمطالبة رعاياهم بمغادرة لبنان، الأمر الذي سيؤثر على أحوالهم الاقتصادية لاسيما العاملين في المهن الحرة ك"أبو الفارس" الذي يعمل بالتجارة "المخيم جزء من لبنان وبالضرورة راح يتأثر اقتصاده بتأثر اقتصاد البلاد".
لدى أبو الفارس ذكريات أليمة مع الحروب منذ أن هُجرت أسرته من قرية "الزيب" بفلسطين على أيدي الصهاينة "الله يلعن الحرب بكل وقت وكل مكان"، تلك الحرب التي لم يتوقف والده عن الحديث عنها بمرارة "الإسرائيليين جعلونا نعاني الأمرين في وطننا بفلسطين وحتى لما إجينا على عين الحلوة"، تلك فكرته ببساطة حول الوضع الراهن برغم من اختلاف الأطراف هذه المرة إلاّ أنه لديه ثقة كبيرة في حزب الله "إسرائيل لم ولن تستطيع أن تجر حزب المقاومة لحرب جديدة".
لم تتوقف مخاوف الرجل الذي شارف على الستين، عند تأثر أوضاع المخيم الاقتصادية جراء الصراع المُندلع بين الطرفين اللبناني والسعودي، وإنما تمتد إلى أبنائه الأربعة "خايف إذا صارت حرب بخسر حدا يلي يعز عليا فقدانه من أبنائي أو أبناء أخي أو حتى جيراني"، ذلك لأنه يدرك أنه حال تطور النزاع الحالي واشتعلت حرب سيكون لشباب المخيم دورًا "من الممكن جدًا يكون لشبابنا دور إذا صار شي".
من مخيم "شاتيلا"، أخذ أحمد منصور يتابع أصداء ما حدث في لبنان منذ مطلع الأسبوع الماضي "وضع المخيم متل أي منطقة بلبنان.. حالة قلق وخوف كبيرين ظاهرة على وجوه الناس هنا"، وذلك بالرغم من أن نسبة لا بأس بها منهم يروون أن هذا شأن لبناني خالص ولا علاقة بالفلسطينيين "صحيح فيه قلق وترقب.. لكن بالنهاية نحنا هنا مالنا علاقة بكل هالشغالات".
بينما يتجول "منصور" في شوارع شاتيلا يوميًا، بحكم عمله كمصور لاحظ أن سكان المخيم ينأون بأنفسهم عن هذه التي وصفها بـ"المعجنة القائمة"؛ حتى لا يتم الزج بهم في أي صراع محتمل الحدوث "على مدار تاريخ اللاجئين الفلسطينيين أي صراع بينشب بيكون أول حدا بينحطوا فيه".
لكن المصور الشاب الذي يبلغ من العمر (19عامًا)، مثله كمثل الفئة القليلة من المخيم المنقسمة حول الوضع الراهن وتبعاته "مش كل الشباب مع السيد حسن نصر الله ولا كلهم مع الحريري"، غير أنه يُفرّق بين هؤلاء بأنهم "الذين يؤيدون نصرالله لا يؤيدونه لشخصه؛ إنما يؤيدون الحزب كمقاومة فقط".
من مخيم شاتيلا إلى مخيم الرشيدية تتواجد المخاوف نفسها التي تتجلى في أحاديث عمال البناء خاصة خالد مسعود الذي يتابع عن كثب تطورات الأزمة "أنا من عكا بالتحديد لكن انخلقت بالمخيم بلبنان ما بعرفليش بلد غيره لهلا".
حتى الآن الضمانة الوحيدة التي يتسلح بها عامل البناء ضد هؤلاء المتطرفون؛ هي حزب الله "الحزب الوحيد الذي يستطيع التعامل مع هؤلاء بحكم خبرته التي اكتسبها من محاربتهم لهم في سوريا"، زاد من طمأنته حديث حسن نصر الله، ذلك الرجل الذي يعتبره "ضمانة لكل لبناني لأنه رجل إذا وعد أوفي بوعوده هذا ما عهدناه".
فيديو قد يعجبك: