إعلان

خارج النص.. مسابقة ملكة جمال بيرو تتحول إلى تنديد بالعنف ضد المرأة (حوار)

09:23 م الإثنين 13 نوفمبر 2017

مسابقة ملكة جمال بيرو

كتبت- شروق غنيم:

كانت أجواء الحفل الختامي لمسابقة ملكة جمال بيرو تسير باعتيادية، المُشاهدون يتابعون تفاصيل الحفل بسأم، لكن ما إن صعدت الـ23 متسابقة على المسرح وأخذن في الحديث، كُسِر الصمت الذي يُغلِف المكان، وأصبح الحضور أكثر يَقظِة لما يُقال.

على مدار سنوات من إقامته؛ اعتادت المتسابقات على قراءة قياسات أجسامهن، لكن ما جرى الأحد الماضي كان مُختلفًا، إذ قررن سرد إحصائيات تتعلق بالانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في بلادهن. مصراوي حاور لوسيانا أوليفاريس، صاحبة المبادرة وإحدى منظمات المسابقة، والتي تحكي عن تفاصيل فكرتها لدعم النساء.

بحكم عملها في شبكة لاتينا التليفزيونية؛ تتابع أوليفاريس الأخبار المتعلقة بالعنف الذي تتعرض له نساء بيرو؛ ينتابها الفزع من تصاعد وتيرة الانتهاكات، لاسيما بعدما حلت بيرو بالمركز الثالث من حيث أكثر البلاد عنفًا ضد النساء في العالم بأكمله.

1

وجدت أوليفاريس مسابقة ملكة الجمال المناسبة الأمثل من أجل التنديد بالانتهاكات الجسدية التي تتعرض لها المرأة "فكرت في كيفية استخدام حدث تقليدي جدًا يخص النساء ولاسيما مظهرهم، ليكون منصة للدفاع عن حقوق النساء".

على لسان 23 متسابقة؛ أخذت الإحصائيات المتعلقة بالعنف ضد المرأة مكانها في الحدث الترفيهي "اسمي سامنثا باتلانوس أنا أمثل مدينة ليما وأرقامي هي؛ وفاة فتاة كل 10 دقائق نتيجة للاستغلال الجنسي".

تحوّل المسرح إلى منصة للتنديد بما تمر به فتيات بيرو "كانت رسالتنا هي ضرورة اتخاذ التدابير الهامة وإلقاء الضوء على الوضع الحرج الذي تتعرض له النساء في بلادنا بسبب حالات العنف، كان علينا فعل ذلك بشكل صادم وجرئ".

"اسمي خوانا أسيفيدو وأرقامي هي؛ أكثر من 70 في المائة من النساء في بلدنا يتعرضن للتحرش في الشوارع".

لأول مرة تتغير تقاليد المسابقة في بيرو بل تقول صاحبة المبادرة إنها المرة الأولى في العالم، وتحكي أنه بمجرد طرح الفكرة على جيسيكا نيوتِن مديرة المسابقة، لاقت حماسًا عظيمًا وتعاونًا سلسًا لتنظيم الحدث، وعلى مدار شهرًا كاملًا عمل الفريق سويًا من أجل التحضير لهذا العرض.

"اسمي كاميلا كانيكوبا وأمثل مدينة ليما وأرقامي هي؛ ألفان ومئتان واثنتا حالة قتل للنساء تم الإبلاغ عنهم خلال التسع سنوات الماضية".

وبينما كان العرض ساريًا؛ أخذ الأمر زخمًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، انهمرت التعليقات المُشجِعة للفكرة والداعمة لأي خطوة تقي النساء شر الاعتداءات "ردود الفعل كانت مذهلة، ما فعلناه خلق حالة من النقاش حول القضية وبشكل أساسي هذا كان هدفنا؛ أن يعرف العالم ما تمر به فتيات بيرو من مواقف مُروعة وعنيفة".

"اسمي ألمندرا ماروكين، أمثل مقاطعة كانيتي وأرقامي هي؛ خمسة وعشرون في المئة من الفتيات المراهقات يتعرضن للعنف في مدارسهن".

تمدد صدى ما حدث في المسابقة خارج بيرو، حيث تابع العالم ما جرى وشارك في مناقشات حول تلك الخطوة "كان أمرًا جنونيًا وساحرًا في الوقت ذاته، لقد خلقنا حالة من الحِراك، الجدال، والوعي. نحن نحتاج إلى أن تظل هذه القضية من الأولويات الدائمة في ذهن العالم".

"اسمي لوسيانا فيرناندير، أمثل مدينة هوانكايو وأرقامي هي؛ ثلاثة عشر ألف فتاة تعاني من الاستغلال الجنسي في بلادي".

رغم ردود الفعل الواسعة حول مبادرة أوليفاريس؛ لكنها تعرف أن تلك الخطوة وحدها ليست كافية للتغيير على أرض الواقع "أعتقد أن العنف ضد المرأة هو قضية ذات أبعاد ضخمة، وبالطبع ما فعلناه لن يغيره في نفس اللحظة، لكننا نستطيع المساعدة من خلال مبادرات بهذا الشكل، أن نعبر عن وجهة نظرنا بشكل صادم لجذب الانتباه".

لم يسلم موقف مسابقة ملكة جمال بيرو من الانتقاد؛ وقع اللوم على القائمين على الفكرة كونها مسابقة ترفيهية وما حدث قد يضُر بشكل البلاد أمام العالم "لكني لا أتفق معهم مُطلقًا، التغيير لا يأتي إلا حينما نتحدث عن الأمر ونواجهه لا من خلال تخبأة الأمر، لذا أنا أؤمن بالتغيير من خلال الأفكار الثورية".

"اسمي رومينا لوزانو-(تم اختيارها ملكة جمال بيرو)- أمثل مقاطعة كالاو الدستورية وأرقامي هي؛ ثلاثة عشر ألف امرأة كن ضحايا إتجار بالبشر حتى عام 2014".

تمتلئ أوليفاريس بالفخر مما قاموا به "أحببت فعلًا ما حدث، نحن لا نريد أن تمثلنا فقط فتاة فائقة الجمال، بل نحن نحتاج إلى امرأة قوية"، وفي كل مرة تتصفح نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن موقفهم "أبكي، كان شيئًا رائعًا ولا يُصدَّق كيف سافر صوتنا كل هذه المسافة، لأنه بالنسبة لنا، قضيتنا هي أن نرفع أصوات النساء عاليًا ونساعدهن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان