"ضع كتابًا وخذ كتابًا".. في "وسط البلد" القراءة للجميع
كتب- محمد زكريا:
منذ أربعة أيام، نصب نادر رياض رئيس شركة بافاريا وعضو اتحاد المصنعين الألمان، 3 مكتبات في منطقة "وسط البلد"؛ اثنتان بشارع الألفي وواحدة بشارع عماد الدين. تحوي المكتبات صنوف من كتب مختلفة، تُقدم مجانًا للباحثين عن المعرفة.
"ضع كتابًا وخذ كتابًا" هو عنوان المكتبة التي يلتف المارون بالشارع حولها، في الوقت الذي ينهمك آخرون في قراءة ما تحويه سطور الكتب.
وجدت الفكرة طريقها إلى نفس رياض، من خلال دول أخرى سبقت مصر في التجربة، فعزم رجل الصناعات المصري على إنشاء مكاتب مجانية في الشارع، بدأت بثلاث منهم في منطقة وسط البلد، وضع بداخلهم عشرات الكتب.
يقول رياض لمصراوي إن المشروع هدفه دفع الناس إلى القراءة وتشجيعهم عليها، فيما يرى أن استمرار المشروع يتوقف على مدى وعي الناس وتطبيقهم للفكرة كما يتضح من عنوانها، بحيث يحصل كل فرد على كتاب لم يقرأه من قبل في مقابل وضع آخر قرأه ومن ثم يستفيد الجميع من المبادرة.
وسط شارع الألفي، جلس محمد ممدوح على منضدة خشبية، ينهمك في قراءة كتاب استعاره من أحد رفوف المكتبة التي تجاور مجلسه. يقول المفتش بوزارة الآثار، إن الفكرة ممتازة، إلى جانب احتواء المكتبة على كتب صادرة عن مكتبة الأسرة التي أوقفت المزيد من إصدارتها.
يلتقط أسامة محمود أطراف الحديث، بينما يتصفح كتابًا آخر، فيما يشيد بالفكرة، والتي يجدها حافزًا قويًا للقراءة. يقول الرجل الخمسيني إنه حضر من قرية طموه، مقر عمله لإنهاء بعد الأعمال في منطقة وسط البلد، فاحتاج إلى راحة لبعض الوقت يتناول فيها كوبًا من الشاي، قبل أن تقع عيناه على المكتبة الموجودة بالشارع، فيقرر أن يقضي استراحته في تصفح عدد من الكتب التي تحويها، حتى يقع اختياره على واحدًا يناسب اهتماماته.
يشد حديث محمود انتباه ممدوح، فيستكمل كلماته عن عظمة الفكرة خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار الكتب في الفترة الأخيرة. يقول المفتش بوزارة الآثار، إن ارتفاع الأسعار لا يُبرر قيام البعض بالحصول على الكتب دون إضافة أخرى. ويحكي امتناعه عن اقتناص كتابين أُعجب بهما، لعدم امتلاكه البديل في الوقت الحالي، لذلك يفضل العودة إلى المنزل وإحضار كتب أخرى استفاد من قراءتها.
على بعد أمتار من المكتبة التي يلتف العابرون حولها، يقف طارق أمام محل عمله الموجود بشارع الألفي، يتحدث الشاب الثلاثيني عن إعجابه بالفكرة، غير أنه يتخوف من سوء استغلال البعض لها. يقول طارق إنه لمح خلال الأيام الماضية، أناس حصلوا على عديد الكتب دون وضع بديلًا لها، لكن أكثر ما ضايقه معرفته بحصول أحد بائعي الكتب على عددًا منها حتى يبيعها بمحله.
أمام المكتبة، يُحملق عجوز في عناوين الكتب، بينما يبتسم دون أن ينطق كلمة واحدة، يسأله ممدوح عن سبب ضحكته، فيما يُبلغه العجوز أنه تمنى تطبيق الفكرة التي رآها خارج مصر قبل سنوات. يبادله ممدوح الوجهة نفسها، متمنيًا تعميمها على مصر، وهو الأمر الذي يأمله واضع المكتبات، فهو يستعد لإنشاء المزيد منها حال نجاح تلك الفكرة.
فيديو قد يعجبك: