فلسطينيون قبل خطاب "ترامب": السفارة لن تغير حالنا مع الاحتلال
كتب-إشراق أحمد:
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، عزمه نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وسارع الكثير في التعبير عن رفضه، كلٌ بطريقته، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما كان أهل مدينة القدس في ترقب، البعض ينتظر خطاب "ترامب" مساء اليوم، لبحث سبل التصدي في حالة تأكد القرار، وأخرين لا يعبئون للأمر، فكون الأرض كلها تحت الاحتلال ذلك الهم الأكبر.
كعادته ذهب علاء الحداد إلى المسجد الأقصى، منذ الأمس يلمس الرجل الثلاثيني استياء في الشارع الفلسطيني بشكل عام، والمقدسي بشكل خاص، لكنه لا يهتم بالقرار "لو تم نقل السفارة أو ما تم هذا لن يؤثر علينا وعلى صمودنا"، ويضيف في تحدي "القدس ستظل عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى مَن أبى".
وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصالات هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
دعوات للتظاهر والاحتجاج شاع صيتها داخل أحياء البلدة القديمة في حالة تنفيذ القرار، فيما حمل محمد الدباغ نفسه في هدوء، متوجهًا لعمله داخل المسجد الأقصى، يرى موظف الترميم أن "ما في فرق بين القدس وتل الربيع التي تعرفها إسرائيل بتل أبيب مكان السفارة الحالي فالمدينتين فلسطينيتين تحت الاحتلال".
الواقع على الأرض يدفع "الدباغ" لاعتبار مثل هذه القرارات "جس نبض" لتحرك في الشارع الفلسطيني والعربي، حال ما حدث يوليو الماضي، حين قررت سلطات الاحتلال وضع كاميرات مراقبة داخل المسجد الأقصى وبوابات إلكترونية خارجه، وهو ما قابله المقدسيين بالاعتصام قرابة أسبوعين، والفلسطينيين بالإضراب والتظاهر حتى اضطر الإسرائيليون للتراجع عن قرارهم.
ما يفعله الاحتلال في المدينة العتيقة بالنسبة لـموظف المسجد الأقصى، يجعل احتمالية نقل السفارة الأمريكية امتدادًا للاعتداءات على الأرض المحتلة ككل. يتذكر "الدباغ" قبل أيام حين تم السماح لمجموعة من المستوطنين المتطرفين بصعود سطح قبة الصخرة "وهذه سابقة" حسب تعبير "الدباغ"، لهذا يتوقع الرجل الثلاثيني "كل ما أهو أسوأ" لاسيما أنه لا فرق بين "الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني"، كما يقول.
تأتي خطوة نقل السفارة في الوقت الذي لا تتوقف الاعتقالات في أرجاء القدس، فقبل يومين اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدير عام الدائرة القانونية بهيئة شؤون الأسرى إياد مسك، وذلك ضمن أكثر من 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية والقدس.
ورفض الزعماء العرب الثلاث، الذين تلقوا اتصال ترامب، القرار المحتمل، محذرين من انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.
وداخل القدس، كان للقرار المحتمل تأثير على شوارع المدينة المحتلة؛ أبصر "الحداد" تكثيف أمني لقوات الاحتلال في شوارع البلدة القديمة وحول المسجد الأقصى، بينما عاد "الدباغ" من عمله، ليمر يوم جديد لا يتمكن فيه موظفين الأقصى من ترميم أي بقعة في المسجد المبارك "حتى دهان الأبواب ممنوعين منه إلا بإذن مسبق".
وفيما ينتظر "الحداد" كلمة "ترامب" المتوقعة خلال ساعات، ليتابعها مع المقدسيين في شوارع البلدة القديمة، يقول "الدباغ" إنه لن يحرص على المشاهدة "لأن ترامب وغير ترامب لا يعنيني".
فيديو قد يعجبك: