بالصور- من الثانوية للفوز بجائزة تصوير عالمية.. قصة أمير الحلبي مع الثورة السورية
كتبت- شروق غنيم:
حين قامت الثورة السورية وازدهرت آمال مُطلقيها بالحُرية والعدالة، كان أمير الحلبي لايزال في مدرسته الثانوية بعُمر 16 عامًا، يحاول أن يحقق حلمه منذ الصغر بدراسة علم النفس، لكن مع تواتر الأحداث وتأرجحها، انقطع أمير عن الدراسة، فيما تغيرت دّفة حياته بأكملها.
عامين من الثورة مروا على أمير، يغزوه الشعور بالعجز، عقله لا ينكفأ عن التفكير في أي وسيلة مساعدة، وبحلول عام 2013 اتخذ قرارًا هامًا غيّر مسار حياته "كنت مفكر إنه إذا العالم عرف شو بيحصل، رح يعملوا أيّة إشي".
(من القصة المصورة الفائزة بجائزة صور الصحافة العالمية)
اقتنى الشاب كاميرا وأخذ يُعبأها بكل المآسي التي تشهدها أحياء حلب، لم يكن التصوير قبل تلك اللحظة في عقل أمير، حتى أنه لم يكن يُدرك أساسياته أو كيفية التعاطي مع تلك الآلة، فتواصل مع صديق من غزة عبر "سكايب" لتعلم الأساسيات.
تجوّل أمير لمدة ثلاث سنوات ونصف في شوارع مدينته "كنت بركز تصويري بالغارات على الأطفال"، يُخزّن قصصه ويُرسلها إلى القنوات التلفزيونية والوكالات العالمية من "Sniper photo"، "Apa images"، وغيرها، ومع عام 2016 بدأ التواصل مع الوكالة الفرنسية.
(من القصة المصورة الفائزة بجائزة صور الصحافة العالمية)
لايزال يذكر أمير أول قصّة هزته وعلى إثرها قرر اقتناء الكاميرا، في عام 2013، حين دوّت أصوات غارة في الحي الذي يسكنه بحلب، توجه سريعًا علّه يساعد بشيء، لكن المشهد كان رهيبًا. أكثر من 10 أشخاص تحت الأنقاض، أهالي يبحثون عن ذويهم بين الرُكام، وأم تصرخ بحُرقة أمام جثمان طفلها، لكن يعتبر رغم كل ما صوره في النهاية "خاب ظني، العالم ليس مهتمًا".
وبعد مرور 3 سنوات من التصوير، تواصلت الوكالة الفرنسية مع أمير، في نهاية عام 2016، أخبرته أنها ستشارك له بإحدى قصصه المصورة في حلب، بمسابقة صور الصحافة العالمية، حيث اعتبرتها من أقوى صور ذاك العام.
(من القصة المصورة الفائزة بجائزة صور الصحافة العالمية)
قبل أسبوع، وتحديدًا يوم الاثنين الماضي، نالت القصة المصورة لأمير، والتي تحمل عنوان "إنقاذ من بين الرُكام"، وتضمن 10 صور ما بين محاولة إنقاذ أطفال من الأنقاض وكِبار تنتابهم الصدمة من الغارات، بالجائزة الثانية في فئة القصص المُصوّرة بجائزة صور الصحافة العالمية، وما أن علم الشاب الخبر غير المتوقع، إلا أن غمرته مشاعر مضطربة.
(من القصة المصورة الفائزة بجائزة صور الصحافة العالمية)
اجتاح أمير شعورًا بالسعادة من الفوز، ولكن يعتمره "حزن على الأطفال ياللي بالصور" وكل الأهوال التي مروا بها، فيعتبر أن جائزته الكُبرى ستكون مساعدة من نجا من هؤلاء الأطفال، ومعالجتهم نفسيًا ليواصلوا حياتهم بشكلٍ طبيعي.
ومع انقضاء عام 2016 حصل أمير على 3 جوائز عالمية؛ البولكا، الصحافة العالمية، أيام اليابان للتصوير الصحفي الدولي، وفي ديسمبر من العام نفسه، خرج الشاب من حلب ضمن 35 ألف آخرين، وفق اتفاقية بين القوات المعارضة والنظام.
(الصورة الفائزة بجائزة البولكا)
أكمل أمير عامه الـ21، اتجه بعد التهجير من حلب إلى تركيا، في جعبته خططٍ كثيرة أولها استئناف دراسته، تحديدًا علم النفس كما راوده الحلم صغيرًا، مع استمرار التصوير، فيما يؤمن بأن "الأهمية للوطن والمواطنين، وليس الاهتمام بالصور فقط".
فيديو قد يعجبك: