صورة اليوم- على شاطئ النيل.. سمك يحيا بين الأبراج
كتب- محمد زكريا:
تصوير- فريد قطب:
داخل منطقة ريفية الطابع، على أطراف حي المعادي بالقاهرة، تتراص بيوت بشكل عشوائي، يطل طفل من أحد نوافذها الضيقة، يُجيب نداء ابيه الستيني في الأسفل، يتوجه إلى غرفة منزله المُتواضع، يرتدي قميص مثقوب وبنطال قديم تخلعت أزراره، يتقافز أعلى سلالم غير مُمهدة، بينما يحمل كتفه إناء بلاستيكي أزرق اللون، أمام المدخل يسأل أبيه عن حال البحر، فيُجيبه الوالد بترك الحمل على الخالق.
على حافة كورنيش النيل، يركب الأب قاربه الخشبي، يتبعه صغيره بابتسامة، يتوجه الطفل إلى مُقدمته المُتهالكة، يُمهد شباك الصيد في فرح، يُطالبه الوالد الستيني بشد الهمة، بينما يحل العُقدة المُثبتة بالشاطئ، يمسح ذو الـ10 سنوات عرق جبينه، يوجه نظره قليلًا إلى الجهة المُقابلة من البحر، بينما يسرح في أبراج عالية تطل على البحر الهادئ.
يتحرك الطفل إلى منتصف القارب، يجلس على مقعد مصنوع يدويًا، يربط بيداه على مجدافين خشبيين، يُحرك المركب وسط المياه، يغمر الوالد البحر بالشباك، دقائق قليلة تمر، يُطالبه الصغير بلمّ أداة الصيد، ينصحه الأب بالصبر حتى الفرج، يهز الصغير رأسه بالاستجابة، فيما يصوب عيناه إلى المياه الساكنة.
قبل أن توشك الشمس على الرحيل، يعود القارب لمرساة، يحمل الأب إناء السمك الخارج لتوه من النيل، يتبعه الطفل في تعب، يتوجه الرجلان لبيع ما جاد به الجبين، يُحصل الأب إيراد اليوم الطويل، يشتري الطفل طعام أسرته المُتواضع، يعود الرجال إلى منزلهم الريفي، تستقبل الأم طفلها المُرهق في حنان، تلتهم الأسرة الطعام في رضا، قبل أن ينام الطفل في انتظار يوم عمل جديد.
فيديو قد يعجبك: