بالصور- بين فرنسا ومصر.. سيدات بعد الستين في 118 لقطة
كتبت-إشراق أحمد:
حياة السيدات لا تنتهي بعد الستين؛ عايشت زينب نور ذلك المعنى في فرنسا، أواخر العام الماضي، فقررت أن تخوض تجربة مصورة مع مَن تخطين العقد السادس من عمرهن، تستمع إليهنّ بحواسها، وتترك للكاميرا الفرصة لنقل ما تشعره، فأخرجت نحو 118 لقطة مختلفة لعشرة نساء فرنسيات، ومصريتان، وضمتهن في معرض حمل اسم "حكايتها".
في متحف محمود مختار، تصدر المعرض كلمات لـ"نور" أهدتها "إلى كل امرأة على وجه الأرض"، وتضمنت الاتفاق الذي شاركته مع بطلات صورها "اسمع حكايتي بعينيك إن كنت تستطيع".
نساء لا يجمعهنّ سوى العمر، تجاعيد تقل أو تزيد، وملامح تعبر عن لغتهنّ الفرنسية والعربية، وما فعلته الحياة بهن. اختارت "نور" التركيب الفوتوغرافي لإظهار التعبيرات والانطباعات في شكل "بورتريه"، فحملت كل لوحة عدة لقطات للسيدة ذاتها، إحداهنّ في حالة بكاء، وأخرى منفعلة، مَن كانت الأيدي خير وسيلة لتحكي عنها، الساخطة والراضية، المرحة والعبوس، المُحبَطة والحالمة "كل واحدة لها حياتها لكن كلهم اجتمعوا أنهم نفسهم يعيشوا حياتهم بعد الستين".
بجانب كل لوحة، وضعت "نور" قصاصة ورقية حملت صفة مثل "رقص الأيدي"، وذلك ما تقول صاحبة المعرض إنه "انطباعها" عن شخصية كل سيدة التقت بها. تعمدت "نور" ألا تكشف هوية بطلات معرضها "اللي يهمني الناس يوصل لها إحساس الستات في العمر ده"، تحفظ الاتفاق بعدم ذكر أسمائهن، فتشير إلى الأكثر مرونة في الحكي بلون ثيابها الزرقاء وهي ما اسمتها "الهرم"، فيما منحت أصعبهن حديثًا صفة "السد العالي".
ما بين عشر دقائق امتدت أحيانًا لساعات بذلت "نور" جهدًا إنسانيًا قبل أن يكون مصورًا، كي تتقبل كل سيدة أجواء الحكي "مش أول ما تتكلم أبدأ أصور"، الثقة هي ما استندت عليه الأستاذ المساعد بقسم التصوير، كلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، إحساس الصور أكثر ما كان يشغلها، لذلك تعمدت تقديم بعض اللقطات التي تبدو مهزوزة للمشاهد "حبيت يوصل للمتلقي مشاعر المرأة وقت ما بتتكلم عن شيء يؤلمها في حياتها" توضح "نور".
حين سافرت الفنانة التشكيلية إلى فرنسا، العام المنصرف، لم تفكر سوى في مهمتها العلمية الفنية، لكن مع مجالستها لأكثر من 20 سيدة فرنسية، عبر مؤسسة نسوية هناك، عكفت على تنفيذ الفكرة، لاحظت "نور" أنه رغم شعورهنّ بالوحدة "لكن شاغلين نفسهم"، فيما خلصت بالمقابل إلى أن المصريات يعانين من الإهمال المجتمعي بحسب قولها، فلا يجوز لها الزواج أو ممارسة ما تحب "كأن حياتها اتوقفت وكل اللي عليها تستنى الموت".
استمر "حكايتها" لنحو 11 يوم –من 8 إلى 19 مارس- انطباعات جيدة تلقتها الفنانة التشكيلية، تمنت لو بلغت هدفها، الذي وضعته في تساؤل مكتوب بالمعرض "هل بلغتك همساتي.. هل أتاك صمت صرخاتي.. إنها حياتي التي ولت.. آمالي وإحباطاتي"، وأن تجد رد الفعل ذاته حين تنتقل الصور إلى فرنسا، ويصل للجميع فكرة أن المرأة بعد الستين "إنسانة من حقها تعيش وحياتها تُحترم.. وهي نفسها تعرف أن المفروض تكمل".
فيديو قد يعجبك: