لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عم مفيد.. أسرته ذهبت للاحتفال واكتفى هو بحصر المصابين

04:18 م الإثنين 10 أبريل 2017

سيارات الإسعاف على طوارئ مستشفى معهد ناصر

كتبت- رنا الجميعي وإشراق أحمد:

بينما تتوالى سيارات الإسعاف على طوارئ مستشفى معهد ناصر، حاملة مصابي انفجار كنيسة طنطا، أخذ عم "مفيد" يهرول وراء كل عربة، بزي أزرق مميز لأفراد الأمن، يحمل بين يديه دفتر، يدون بدقة بيانات الوافدين، أسمائهم وأعمارهم، فيما انتزع زميله منه ابتسامة وسط الحزن "كان زمانك إجازة وفي الكنيسة دلوقت وبتعيد".

تغيب عم مفيد عن عمله يوم الجمعة الماضي، بسبب مرضه، لذا اضطر للمداومة اليوم دون علم بما ينتظره؛ استيقظ صباحا مع نزول زوجته وابنته مريم إلى كنيسة العذراء، فيما منعه الإرهاق من مرافقتهم "فتحت التليفزيون على قناتنا واتفرجت على الصلاة قلت أعوض أني مروحتش"، غير أن شريط الأخبار فاجئه "انفجار بكنيسة مار جرجس في طنطا وأنباء عن سقوط ضحايا".

لم يتخيل عم مفيد تكرار حادث إرهابي آخر على كنيسة في توقيت كهذا حال ما وقع في البطرسية -نوفمبر 2016 - "كنت فاكر أن التأمين هيبقى أقوى". ورغم ذلك السكينة حلت على نفس الرجل الاربعيني، فلم يفجع للاتصال بأسرته والاطمئان عليهم. يؤمن عم مفيد أن لكل شخص نصيب في الحياة، بابتسامة يقول "دول شهداء وهم اللي بيدعولنا.. هو الواحد يطول يموت زيهم".

لا تفارق البشاشة وجه عم مفيد، رغم توتر الأجواء أمام مدخل الطوارئ منذ بدأت "نبطشيته". يصيح زميله بقدوم سيارة إسعاف حاملة المزيد من المصابين، ويتأهب رجال الأمن لمنع الصحفيين من التصوير، فيما يتحرك الرجل بسلاسة لتدوين هوية الحالات.

10 ضحايا أستقرت في معهد ناصر، بين إصابات خفيفة وأخرى حرجة، ومازال عم مفيد يواصل عمله على كوبري طوارئ معهد ناصر حتى 11 مساء، لا يتمنى سوى "محاسبة المسؤول عن التقصير في مثل هذه الحوادث" ، وأن يمر أسبوع الآلام حتى الأحد القادم دون مزيد من الأوجاع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان