بعد تطبيق "اسأل الرئيس".. كيف يتواصل المصريون مع السيسي؟
كتبت-يسرا سلامة ودعاء الفولي:
في نوفمبر الماضي، أرسل حمدي تمام، المهندس بأحد مصانع البترول بدمياط، شكواه إلى صفحة الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقع فيسبوك، وقبل عام، بعث خطابا باليد إلى مكتب الشكاوى بقصر عابدين "سألتهم عن غلاء الأسعار وإمتى هيتوقف"، وعقب إطلاق تطبيق جديد بعنوان "اسأل الرئيس"، كرر المواطن الثلاثيني سؤاله، عسى أن يختلف الوضع في تلك المرة.
صفحة زرقاء، تستقبل الزائرين، تحمل اسم التطبيق الذي أطلقته الرئاسة المصرية منذ 3 أيام، ليقوم الرئيس بالرد على بعض التساؤلات، خلال مؤتمر الشباب المنعقد بالإسماعيلية، والذي ينتهي الخميس المُقبل.
التطبيق الحالي ليس الأول الذي تطرحه مؤسسة الرئاسة للتواصل مع المواطنين، فبجانب الصفحة الرسمية عبر موقعي فيسبوك وتويتر، ثمة بريد إلكتروني، وصندوق بريد يُمكن اللجوء له.
"السيد الرئيس كل الشكر لحضرتك لإعطائنا هذه الفرصة.. هل هناك خطة واضحة لمواجهة حرب الأسعار؟".. مقطع من الشكوى التي أرسلها تمام عبر تطبيق "اسأل الرئيس"، مضيفا أن الحرب على الأسعار لا تقل عن الحرب على الارهاب "زيادة أسعار الأدوية لا تقل عن القتل بيد إرهابي لأن الاثنين في النهاية ينهون حياة مواطن"، ويجد الشاب أن مبادرة الرئاسة ممتازة؛ لأن الرئيس سيرد مباشرة عليها من الإسماعيلية، حسب تعبيره.
يسمح "اسأل الرئيس" للزائر بالدخول من خلال حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإيميل، لكنه لا يسمح بالاطلاع على الشكاوى، عكس الصفحات المفتوحة، ما جعل البعض يتركون أسئلتهم على الصفحة الرسمية للمؤتمر الحالي، فيما نشر البعض شكاوى أخرى على صفحة الرئيس السيسي.
بشكوى جماعية، تقدمت صفحة "أهالي العجوزة" عبر صفحة المؤتمر عن المخالفات الخطرة لأصحاب المحال العامة بالمنطقة، إذ ناشدت هناء الدين المسئولين لوقف التعدي على الأراضي الزراعية عقب ثورة يناير، فيما اختارت أماني عزت أن تتقدم بمقترح بناء أسطول بحري مصري لنقل البضائع والحاويات، للاستفادة من الترسانات البحرية المصرية في بورسعيد والإسكندرية والسويس.
https://egyouth.com/ar/askpresident/
لم يتواصل أحد مع تمام عقب شكواه، سواء الإلكترونية أو المُسلّمة باليد، والتي حوت أزمة ركود العمل في الأثاث بمحافظة دمياط، بالإضافة لمشكلة شخصية مُتعلقة بعدم تعيين الشاب نفسه إلى الآن.
يجد بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تلك المبادرات تنقل للرئاسة نبض الناس، سواء أدت إلى نتيجة أم لا، مضيفا أنها تعد مؤشرا للرأي العام، سواء لنقل غضب الناس أو مشكلاتها، وكذلك نوعية المشكلات المطروحة.
ويري عبد الفتاح أن تلك المبادرات تعبر عن تقاعس المحليات والحكومة في تأدية دورهم، ما يجعل المواطنين يلجؤون إلى الرئيس، ويقول الباحث: "شكاوى غلاء الأسعار على سبيل المثال هي دور جهاز حماية المستهلك، ودور الحكومة في الرقابة على الأسعار، وليس دور الرئيس، لكن الناس بتحمل الرئيس المسؤولية عن كل شئ".
على الصفحة الرسمية للرئيس السيسي، تتنوع شكاوى المواطنين؛ تعليم، صحة، مظالم شخصية يسرد أصحابها معاناتهم، شكاوى متعلقة ببعض الوزارات، فساد محليات، بينما كرر البعض شكواهم في عدة تعليقات بتواريخ مختلفة.
منذ انطلاق تطبيق "اسأل الرئيس"، يسعى محمد صبري، لإرسال سؤال بعينه "لكن الظاهر إن الضغط شديد فالتطبيق مبيستجيبش"، ما دفع الشاب الثلاثيني لوضع مطلبه على صفحة الرئاسة عبر فيسبوك كذلك، والذي يتلخص في "إننا ليه سايبين القنوات المُغرضة اللي بتسوأ سُمعة مصر دون إغلاق أو منع؟"، وذلك تعليقا على مقطع مصور أطلقته قناة "مكملين"، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
ذلك التواصل بين الشاب والمؤسسات الرسمية ليس الأول، إذ حضر مؤتمر الشباب الذي اُقيم في شرم الشيخ، أكتوبر الماضي "كانت الفرصة سانحة لينا أكتر كسكان مدينة الغردقة عشان نوصل صوتنا"، ورغم استشعاره وجود آذان صاغية لمطالب الموجودين وقتها، إلا أنه تمنّى لو سنحت له الفرصة للقاء المسئولين مرة أخرى.
"الفكرة إني عايز أتابع المطالب بتاعتنا وصلت لفين ودة مش هيحصل غير من لقاءات الشباب اللي بتعملها الرئاسة"، ورغم استحسان المهندس الزراعي، لفتح قنوات للتواصل مع الرئيس، إلا أنه يرغب في وجود ائتلاف شبابي، يتلقى مشاكلهم لعرضها على المسئولين مباشرةً، دون اعتماد دائم على مؤسسة الرئاسة.
وقال مصدر برئاسة الجمهورية لمصراوي، إن جميع الشكاوى والأسئلة الواردة، يتم بحثها بجدية، مضيفا أن الوسائل المختلفة للتواصل، تهدف لتسهيل حل المشكلات أو الرد على التساؤلات، ونفى المصدر ما يتردد عن عدم اهتمام الرئاسة بالشكاوى الواردة، موضحا "هُناك فريق مُختص لكل وسيلة يقوم بعرضها على المسئولين وصولا إلى الرئيس".
على عكس صبري، لم تُجرب شيماء خميس، توصيل صوتها من خلال البريد الإلكتروني أو التطبيق الجديد أو الصفحة، ففي فبراير الماضي تمت دعوتها ضمن 16 شابا من محافظة البحر الأحمر لحضور مؤتمر الرئاسة بمحافظة أسوان، حيث تم اختيارها بعد حضور أحد الدورات التدريبية عن تنمية المحليات.
قبل يوم واحد فقط من المؤتمر تم إبلاغ ابنة مدينة القصير بالميعاد، لذا لم تصطحب شكاوى المحيطين بها، لكنها اجتمعت مع شباب المحافظة الآخرين قبيل الحدث لعمل ورقة بالمشاكل "اللي كانت متضمنة صحة وتعليم وطرق وغيرها".
خلال فعاليات المؤتمر "كان فيه إتاحية شديدة إننا نتكلم بحريتنا من غير عوائق وقدرنا نتكلم مع كذا وزير"، فيما تذكر الفتاة التي درست الإعلام، أنهم طرحوا أزمات خاصة ببعض المستشفيات "زي الغردقة المركزي، وبعدها بفترة بسيطة تم تعيين مُدير جديد ليها، بالإضافة لافتتاح مُنشاة صحية جديدة في القصير". تعتقد الشابة أن المؤتمرات ربما هي أكثر وسائل التواصل فعالية، فأقصى ما كانت تتمنّاه قبل تلك التجربة، هو مُقابلة محافظ البحر الأحمر.
انتقادات وتثبيط ترامى إلى سمع ابنة القصير بعد مشاركتها "حتى اللي بيحاولوا يبعتوا على الصفحة بيتقال لهم مفيش فايدة"، لكن خميس ترى أن الأهم هو توصيل وجهة النظر للجهات الحاكمة "هنفضل نقول إن فيه أزمة طالما نقدر نعمل دة وهنحاول نساعد المسئول يغير لو عنده رغبة فعلا".
فيديو قد يعجبك: