بالفيديو- للمغتربين والأسر البسيطة.. ممكن تشتري سرير من الكرتون؟
كتبت-رنا الجميعي:
هل تخيلت يومًا النوم والتقلب على سرير من الكرتون؟ تفتح دولاب ملابسك المصنوع من تلك المادة، تجلس على كرسي من الورق المُقوى، وأمامك مكتب من نفس المادة، مهندس الديكور عاصم كمال فعلها، صمّم غُرفة نوم كاملة من تلك الألياف السميكة، التي تُعتبر حلًا للأسر ذوي الدخول البسيطة، والمغتربين، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة.
تخرّج عاصم كمال من كلية الفنون الجميلة، قسم الديكور، عام 1980، كان ضمن مؤسسي الكلية نفسها بجامعة المنيا، شغل منصب مدرس مساعد بها لفترة قصيرة "لكن بعد كدا أنا سافرت أمريكا"، اشتغل هناك بالعمارة الداخلية وكباحث أيضًا، تأثّر كمال بتجربته بالولايات المتحدة، ومنها استمدّ فكرته بتصميم ديكور من الكرتون "العالم كله يتجه لكل شئ طبيعي"، أو ما يُسمى بالصناعة الخضراء.
مع تردّي الحالة الاقتصادية وجد كمال أن تصميم أثاث من الكرتون سيكون مُوفرًا، قام بُصنع غرفة نوم كاملة من تلك المادة، من سرير ومكتب ودولاب، ما إن سمع عن معرض الديكور المُقام بدار الأوبرا، في الفترة من 13 إلى 17 إبريل، سعى إلى المُشاركة فيه، ليكون أول عرض يُشاهده الجمهور لتصميم كمال.
تفاعل الجمهور مع التصميم "بعض المختصين افتكروه ماكيت لأوضة نوم"، كذلك أثار قلق رواد المعرض فكرة تحملّه للأوزان الثقيلة "كنت بقول للناس تقعد وتجرب"، يقول كمال إن السرير يتحمل من 300 لـ600 كيلو "فيه ست أشخاص قعدوا على السرير"، بالنسبة لمهندس الديكور اعتبر المعرض فرصة جيدة للعرض "مكنتش متوقع إنهم يقبلوا الفكرة، لأن ثقافة الكرتون مش منتشرة في مصر".
يذكر كمال أن أثر المعرض كان جيدًا، توالت عليه الطلبات من البعض، بينهم سيدة رغبت في تصميم سرير يوضع بغرفة الضيوف، لكن مهندس الديكور يُواجه صعوبة في التنفيذ، حيث يقابل بعض المشكلات منها رفض شركات الكرتون منحه كميات قليلة "الشركات دي مش بتدي أقل من طن كرتون، وأنا لسة ببتدي صناعة وبحاول أعمل طلبات صغيرة وأتطور فيها".
يعتبر كمال أن تصميم ديكور من الكرتون مُحفز كحل مؤقت للأسر ذوي الدخول البسيطة، كذلك لإقامة مدارس في المناطق الفقيرة، ويستهدف أيضًا المغتربين و"اللي عايشين في بلد عربي لسنة أو اتنين"، فمن أهم مميزات الكرتون "سهل التجهيز، ولو حد عايش برة سهل إنه يطلبها بالبريد"، كما يذكر مهندس الديكور أنه بسيط التكلفة أيضًا، حيث تتراوح غرفة النوم من 800 إلى ألف جنيه.
ضمن ما واجه كمال أيضًا من صعوبات كانت نوعية الكرتون، تعتبر مصر من الدول المستوردة للكرتون غير المعاد استخدامه "بنسميه فيرجن"، ويتميز هذا النوع بأنه مقاوم للحرارة والرطوبة، أما الكرتون المصنوع داخل مصر فهو معاد استخدامه "وبيكون قوة تحمله أقل بكتير".
ليتمكن كمال من إقامة مشروع كبير لصناعة أثاث من الكرتون، فهو بحاجة إلى مستثمر، كما يتمنى من وزارة الصناعة مساعدته في إقامة مشروعه.
داخل أتيليه كمال يستقر سرير الكرتون ذو صناديق التخزين، كذلك الدولاب والمقعد، ومن الملفت للنظر أن دراسة كمال للفنون الجميلة جعلت منه فنانًا تشكيليًا ومهندس ديكور أيضًا، يُشير إلى ذلك اللوحات الفنية المُعلقة على الحائط، حيث رسمها كمال على إطارات من الكرتون وليس برواز مُدهب كما المعتاد "كنت عايز أقول إن الكرتون ممكن نستخدمه في حاجات كتير بشكل جميل ومش مكلف".
فيديو قد يعجبك: