لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أهالي كنيستي طنطا والإسكندرية في الأربعين.. "لسة الجرح مفتوح"

11:05 ص الأحد 21 مايو 2017

كتبت-رنا الجميعي:
مرّ أربعون يومًا على تفجير كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، مازالت الآلام شاهدة على المصاب الكبير، بين فراغ خلّفه إبراهيم جرجس في منزله بحي محرم بك، وشظايا مفتتة في ظهر زوجته جيهان، وثُقب مازال يؤلم أذن خليفة عطا، تمنعه من العمل بشكل عاديّ.

اليوم كانت المرة الأولى لجيهان تزور فيها قبر جرجس بدير مارمينا، لم تستوعب بعد رحيله "تعبت وأغمى عليا"، ضمن أهالي الشهداء جاءتها الدعوة من الكنيسة لحضور قداس الأربعين، تحكي عن تفاصيل اليوم الذي بدأ في التاسعة صباحًا بصلاة للشهداء، ثم زفّة حملت صورهم تلف بها الدير ثلاث مرات، فيما تقدمتهم صورة السيد المسيح، بعدها جمع إفطار الأهالي.

مازال أثر الحادث شاق على نفس جيهان، لم تعلم برحيل زوجها سوى بعد الانفجار بثلاثة أيام، حيث ظلت نزيلة مستشفى الأنبا تكلا لخمسة أيام بسبب اصابتها بشظايا، نتج عنها 8 مسامير وشريحة بالذراع اليمنى "عملت عملية للشظية اللي في خدي"، ذلك بالإضافة إلى شظية مفتتة مستقرة في الظهر.

خلّف رحيل إبراهيم تركة ثقيلة، توأمين في عُمر السابعة "فادي وبيشوي"، وشابان في طور النضج "كيرلس ومينا".

مازالت جيهان تتابع مع طبيبها، تُحرك يدها بطيئًا بشكل محدد، لا يُمكن أن ترفعه لأعلى، لا تعلم الزوجة هل هناك تعويضات من قبل وزارة التضامن أم لا، "اخواتي هما اللي بيشوفوا المواضيع دي"، لكنها لا تهتم بسؤالهم عن تحركاتهم فيها، بقدر وجع جسدها، تؤلمها أركان البيت الفارغة من إبراهيم "هو اللي بيجيب كل حاجة"، ولا تبالي بأي شيء الآن سوى "المسئولية اللي على كتافي".

كانت إصابة خليفة عطا في حادث كنيسة "المرقسية" بطنطا، هي ثقب في الأذن اليُمنى، اصطحب بناته الثلاثة إلى القداس، ترك صغاره في كنيسة "أبانوب" الصغيرة المخصصة للأطفال، وبعد ربع ساعة من دخوله وقع الانفجار "فجأة الدنيا ضلمت ومدرتش إيه اللي حصل".

بعد إفاقته هرول ناحية بناته في الكنيسة الصغيرة، ما إن وجدهم حتى احتضنهم، ومُغيّبا عما يحدث مشى برفقتهم، أوصلهم إلى والدته القادمة من خارج الكنيسة مسرعة، التقوا في منتصف الطريق بينما لا يتفوه عطا بشئ سوى "أنا مش سامعكوا".

كان عطا ضمن مصابي طنطا بمعهد ناصر، لم يجدوا علاجًا يُسعفه بالمدينة، فغادر في سيارة الإسعاف إلى القاهرة، تلقى علاجه ليومين، ثم عاد، غير أن أذنه مازالت تحمل ألمًا "لسة لو سمعت صوت أو ضغط عالي ناحيتها ببقى مش طايق الصوت".

ما إن أعلنت وزارة التضامن عن التعويض حتى ذهب عطا ليأخذ حقه، 40 ألف جنيه هي القيمة التي استحقها "أخدناها بعد الحادثة بأسبوع"، بسبب الإصابة لا يعمل الرجل الأربعيني بالشكل المعتاد، ألزمه الطبيب ألا يعرض أذنه نهائيًا للمياه "عشان كدا مش بشيل أي حاجة تقيلة زي الرملة"، في عمله ينتظر عطا "أي شيلة خشب وخلاص"، ويقبض شهريًا 400 جنيه.

مازال عطا يُداوم على المناسبات الدينية، يتجه مع أسرته إلى المنيا لزيارة جبل الطير بمركز سمالوط، ضمن طقوس مولد السيدة العذراء، وبسبب المولد يؤجل عمل التحاليل المطلوبة منه "عشان دي هتحدد المفروض أعمل عملية ترقيع لودني ولا لا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان