لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متحدث "الصليب الأحمر" في فلسطين: نُتابع مدى احترام "إسرائيل" لرغبة المُضِرب ولا نثنيه عن قراره (حوار)

02:53 م السبت 06 مايو 2017

الصليب الأحمر

حوار- دعاء الفولي ومحمد زكريا:

في السابع عشر من إبريل الماضي، دخل قرابة ١٥٠٠ أسير فلسطيني في إضراب مفتوح عن الطعام، اعتراضًا على سياسات التعنت التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضدهم.

وبالتوازي مع إعلان الإضراب، كثف أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين، جهودهم لمتابعة الحالة الصحية للأسرى المشاركين، فيما استمرت زياراتهم لأماكن الاحتجاز، وتوصيل الرسائل من المعتقلين لذويهم، إذ أن "الصليب الأحمر" هو الجهة الدولية الوحيدة التي تتابع شئون الأسرى في الداخل الفلسطيني منذ عام ١٩٦٨.

مصراوي حاور نادية دبسي، المتحدثة باسم "الصليب الأحمر" في فلسطين، عن دورهم خلال الفترة الحالية، وكيف يشكلون حلقة وصل بين المعتقل والأهل،وإلى أي مدى تتجاوب السلطات الإسرائيلية مع توصياتهم فيما يتعلق بالمحتجزين.

-ما طبيعة عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين بشكل عام؟

دورنا إنساني بالدرجة الأولى. نعمل على زيارة المحتجزين في السجون الإسرائيلية والمضربين عن الطعام، نتواصل معهم، ننقل رسائلهم لذويهم، نتأكد من آدمية أماكن احتجازهم، وظروفهم الصحية.

-وما دوركم تجاه المُضربين عن الطعام؟

عملنا قائم على النُصح. إذ نوجه المُضرب لنتائج ما يقوم به على حالته الصحية، نكشف له خلال كل مرحلة في الإضراب عما ستؤول إليه الأمور من خلال أطبائنا، لا سيما إذا كان مريضًا في الأصل، نرد على استفساراته، نُتابع مدى احترام السلطات الإسرائيلية لرغبته كمُضرب عن الطعام، فالقرار له في النهاية.

-هل ثمة نصائح عامة توجهونها للمُضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية؟

نتعامل مع كل حالة على حدة، وذلك وفقا للتقارير الطبية، فحتى الأصحاء حينما يبدأون الإضراب تتفاوت درجات تأثرهم وتفاعلهم مع نقص الغذاء في أجسادهم.

-وهل يُسمح لكم بمقابلة المُضربين أو المحتجزين عمومًا دون معوقات؟

يخضع تعاملنا مع سلطات الاحتجاز الإسرائيلية لاتفاقية ثنائية، وكذلك اتفاقية جنيف الرابعة، التي تم تدشينها عام 1949 لحماية المدنيين خلال الحرب. كما أننا الجهة الدولية الوحيدة المُخوّل لها زيارة المعتقلين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية، بواقع حوالي 400 زيارة سنويًا.

-وماذا عن ردود فعلكم حيال رصد التجاوزات تجاه المُحتجزين؟

يقوم مندوبنا بتسجيل ملاحظاته أو مخاوفه أو ما عُرض عليه من شكوى من قبل المُعتقل، ثم تُرفع تلك التوصيات إلى الجهة الإسرائيلية المُختصة، ولكن ذلك لايكون علنيًا، فتلك هي طريقة عمل الصليب الأحمر في 80 دولة نُتابع أوضاع الاحتجاز داخلها، إذ أن هدفنا هو النقاش مع السلطات لتحقيق أقصى مصلحة للسجين والتخفيف من المعاناة، ولكن ثمة أوقات نضطر فيها للإعراب عن قلقنا بشكل علني، كوسيلة للضغط على سلطات الاحتجاز.

-ما هي تلك الأوقات؟

حينما تصل الحالة الصحية للمُضرب عن الطعام تحديدًا لوضع خطر، وذلك تكرر مع عدة مُعتقلين بشكل فردي، مثل الصحفي محمد القيق، الذي دخل في إضراب عن الطعام لمدة 94 يومًا عام 2016 داخل سجن عوفر، ولم يكن يتناول سوى الماء، ما جعله على شفا الوفاة.

-وهل يتوقف عمل اللجنة عند الإعلان ومخاطبة السلطات؟

بالتأكيد لا. بعد مخاطبة السلطات الإسرائيلية، تقوم اللجنة بمتابعة مسار تلك التوصيات، وفي أوقات كثيرة يحتاج الصليب الأحمر إلى متابعة مستمرة حتى يتأكد من آخذ السلطات لتوصياته على محمل الجد.

-حدثينا عن دوركم كحلقة وصل بين الأسرى وذويهم.

لدينا في الصليب الأحمر، لجنة مُختصة بالتواصل مع الأسرى، سواء لنقل حالتهم الصحية للأهل أو ما يريدون قوله. يُملي المعتقل رسالته على مندوبنا بشكل شفهي، ما نُسميه في فلسطين "سلامات"، ليقوم الأخير بكتابتها، ثم يتم توزيع الرسائل على مكاتبنا المختلفة داخل الأراضي الفلسطينية، ونتصل بالأهل لنبلغهم إياها.

-إذا كيف تبنون الثقة بينكم وبين المُحتجزين أو الأهل ليأتمنوكم على رسائلهم الشخصية؟

نعمل في ذلك المجال منذ 50 عامًا، ونحن بشر في النهاية، نتفهم ما يقوله الناس، نتفاعل معه وننقله بدقة، ويلمس الأهل ذلك.

وفي بعض مكاتبنا يتعرف الأهل على أسماء مندوبينا، وما يزيد ثقتهم فينا هو صراحتنا المُطلقة في اطلاعهم على دورنا، فالبعض يظن أننا نستطيع الضغط على إسرائيل أو التحدث باسم المعتقلين أو تقديم الرعاية الطبية، وكل ذلك ليس صحيحًا. نحن شاهد عيان على ما يحدث داخل السجون، نعمل كوسيط بين السلطات والأهل والمحتجز، لنضمن حياة أكرم للأخير.

-وما هي أبرز الرسائل التي يتبادلها المضربين وذويهم؟

لا أحد يعرف فحوى تلك الرسائل، فهي تحظى بقدر كبير من الخصوصية والسرية التي تجمع علاقة مندوب الصليب الأحمر والسجين المضرب.

-كم عدد مندوبي الصليب الأحمر في السجون الإسرائيلية؟

لا يوجد إحصائية بذلك، لكن ما أستطيع التأكيد عليه أننا نملك العدد المطلوب لخدمة المضربين، ومع تزايد أعدادهم تتأقلم اللجنة.

-هل يتم تخصيص مندوب لكل مضرب؟

لا يوجد إمكانية لذلك، خصوصًا مع حالات الإضراب الجماعي.

-هل تختلف الاستعدادات في حالات الإضراب الجماعي عن الفردي؟

الَإضرابات الجماعية نستعد لها بكل قوة، ونتأهب داخليًا بتحضير الكوادر البشرية، لمتابعة تطور الحالات داخل السجن لحظة بلحظة، ونقوم بتقديم النصائح الطبية والحقوقية للمضربين.

-ما أبرز الشكاوى التي يتلقاها الصليب الأحمر من أهالي المحتجزين؟

أبرز الشكاوى تتركز حول الزيارات. كان هناك تعليق ممنهج للزيارات ووقف التصاريح، لذلك طالبنا بكل وضوح تسهيل التواصل بين المعتقلين وأهاليهم،وقبل أيام قمنا بإصدار بيان نخاطب فيه السلطات الإسرائيلية بصفتها القوة المحتجزة بتسهيل تلك الزيارات وليس تقييدها وخاصة في فترة الإضراب.

-هل تشمل زيارات الصليب الأحمر أماكن العزل الإنفرادي؟

يزور مندوبونا كل المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، بمن فيهم المعزولين داخل الحبس الانفرادي، بموجب اتفاقية جنيف.

-هل يتسم لقاء اللجنة مع السجين بقدر كافٍ من السرية؟

اللقاء بين اللجنة والمحتجز يسمى بـ"التواصل دون رقيب"، لأنه يضمن عدم وجود أحد من سلطات السجن أثناء جلوس مندوب الصليب الأحمر مع السجين.

-هل يتوقف دور اللجنة على زيارة المعتقلين؟

نحن لا نتحدث عن زيارة واحدة بل زيارات متكررة، ودور اللجنة يدور حول متابعة المحروم من حريته من لحظة احتجازه حتى إطلاق سراحه، علاوة على توثيق شهادات الاعتقال بالفترة التي شهدت الاحتجاز.

-هل تُقيد مدة زيارات الصليب الأحمر في السجون الإسرائيلية؟

لا يوجد قيود على مدة عملنا داخل السجون، الأمر يتوقف على حسب ظروف العمل في السجن وعدد المحتجزين داخله، على العكس من زيارات الأهالي لذويهم والتي تصل لحوالي 30 دقيقة.

ما هو موقف الصليب الأحمر من إطعام المحتجزين قسريًا ؟

تعارض اللجنة الدولية الإطعام القسري أو العلاج القسري، ويتفق موقف اللجنة الدولية من هذه المسألة بشكل وثيق مع موقف الجمعية الطبية العالمية والمعلن عنه في إعلانى مالطا وطوكيو المنقحين في سنة 2006، والذي ينص على أنه "لا ينبغي اللجوء إلى التغذية الصناعية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان