"المحبة لا تسقط أبدًا".. الكنيسة الإنجيلية توزع عصائر على الصائمين

كتبت- شروق غنيم:

بحلول السادسة مساءً، تفيض محبّة الكنيسة الإنجيلية بوسط البلد، على الشوارع المحيطة بها. يخرج شبابها مُحملّين بصناديق العصائر المختلفة لتوزيعها على المارين للإفطار بها حين يؤذن المغرب، مُرفقة بابتسامة وإسطوانة فيلم عن حياة السيد المسيح.

"ليه منعملش حاجة في رمضان؟" طرح عدد من الشباب هذه الفكرة خلال اجتماع في الكنيسة، فنُفذت لأول مرة، أمس الأربعاء، من خلال توزيع العصائر. ويحكي القسيس فرانسيس فهيم لمصراوي، أن أمس تم توزيع 600 عبوة.

اعتادت الكنيسة على دعم "المجتمع اللي حوالينا"، فيقول قسيس الكنيسة الإنجيلية، إنها تحتوي على مكتبة تبيع الأدوات المدرسية والكتب بسعر رخيص حتى تخفف من العبإ على الأهالي والطلاب.

أحيانًا لا تكون ردود أفعال المارة بنفس مستوى الفكرة، أحدهم لا يفهمها فيقرر "إنه يسمعّنا كلام مش حلو"، لكن الشباب يتقبلوها دون تذمر، ويستمروا في الانتشار بالشوارع المحيطة بالكنيسة لإتمام مهتمه.

عندما شارك ميلاد، أحد المتطوعين بالكنيسة، في توزيع العصائر أمس، قرر الصيام "قولت إزاي أهنيهم من غير ما أكون صايم". فيما حاول الإتيان بأوراق الأذكار لكن الوقت لم يُسعفه. ويرى الرجل الثلاثيني أهمية منح المارة إسطوانة تحمل فيلمًا للسيد المسيح "عشان لو حد شايفني كافر، يتفرج ويعرف إني مبعملش غير اللي ديني بيقولهولي".

ويقول ميلاد إن أحيانًا ردود الفعل تكون مندهشة من تصرف الكنيسة تجاه الصائمين رغم تكرار حوادث العنف مؤخرًا تجاه الأقباط، ويرى القسيس فرانسيس أن الشعب المسيحي مؤمن بعقيدته وبدينه الذي يعلمه الإحسان للمسيئين.

تغيرت معالم المنطقة منذ أمس، فحينما يتجه المارة صوب محطة مترو الأنفاق، تقابلهم لافتة "الكنيسة الإنجيلية بالإسعاف تهنئ الأخوة المسلمين بشهر رمضان الكريم"، ويبدأ معها توزيع العصائر "لأن المحبة لا تسقُط أبدًا".