لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 3 أشهر.. سيرة "بيشوي" ضحية تفجير كنيسة طنطا "حيّة" بمتحف الحضارة

12:42 ص الثلاثاء 01 أغسطس 2017

بيشوي نادي

كتبت - شروق غنيم:
على مدار ثلاثة أشهر؛ كان النشاط يدّب داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، إذ يحاول أصدقاء بيشوي نادي، أحد ضحايا تفجير كنيسة طنطا بإبريل المنصرم، إزاحة تفاصيل اليوم الدمّوي التي لم تبرح المكان منذ رحيل صديقهم، واستبداله بإقامة حفل تكريم لأسرته لتخليد سيرته الطيبة للأبد.

شعرت والدة بيشوي بالفرحة حينما تلقت دعوة أصدقاء بيشوي لتكريمها داخل مكان عمله، والمقررة صباح غدًا الثلاثاء. تقول لمصراوي إنه كان يعتبرهم بمثابة أسرته الثانية في القاهرة، فيما تُعِد خطوة زملائه بأنها إتمام للتكريم الذي حصل عليه ابنها في السماء.

كان بيشوي يحُب عمله ككيميائي داخل متحف الحضارة، لذا فكّر أصدقائه بأن يكون التكريم بداخله حتى يلتئم شمل كل أحبابه في المكان الذي قضى فيه 4 سنوات من عمره. تحكي نانسي عمار، زميلته بالمتحف بأن الفكرة طرأت أذهانهم منذ يوم الحادث، وعملوا على تنفيذها خلال تلك الأشهر "عشان نبقى كرمناه في مكانه".

ومن المفترض أن يُكرِم المهندس محروس سعيد، مدير المتحف القومي للحضارة المصرية، غدًا الثلاثاء، والدة بيشوي وأسرته، بإهدائها شهادة تقدير ودرع يحتضن صورة الراحل، فيما تعزف فرقة كشافة من الكنيسة ألحان خلال الحفل، ثم تُقدم إحدى أصدقاء بيشوي مقطع فيديو من إعدادها يوثق ذكرياته في المتحف معهم.

تقول نانسي إن هناك خطة أخرى تم إعدادها من أجل أسرته، من خلال إعداد جولة لهم في معبد الأديان "نتفسح معاهم زي ما كنا بنعمل مع بيشوي".

مرة واحدة ذهب مينا نادي، شقيق بيشوي الأصغر، إلى متحف الحضارة "وقتها كنت رايح بدعوات لحضور أربعين بيشوي"، لكن قدمه لم تطاوعه لدخول المكان "مقدرتش أكون جوّه وملقهوش" لكن هذه المرة سيصُبر نفسه كونه سيحضر حفل لتخليد ذكرى شقيقه.

يتذكر آخر يوم قبيل الحادث "كان بيوريني هدوم العيد وفرحان"ـ وفي صباح التاسع من إبريل الماضي، استيقظ مينا لصلاة أحد الشعانين لكن بيشوي كان قد سبقه إلى كنيسة مارجرجس، وما أن بدأ يتحضر للنزول سمع عن التفجير الذي أصاب المكان، في نفس الوقت كانت والدته تُصلي في كنيسة أخرى "لسه بنسمع الألحان لقيت الدنيا دوشة بره وقالوا ده تفجير في مارجرجس، روحت مصوّتة وناديت ولدي".

شقت الأم طريقها إلى الكنيسة المُصابة، ظلت تبحث عن ابنها حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا، وما أن وصلت المستشفى "كان سافر للسما" مع 29 آخرين ضحايا الحادث. كان بيشوي الأقرب إلى قلب الأم بين أشقائه الأربعة، طيلة حكايتها عنه تذكره بـ"الغالي".

كان يمكث صاحب الـ28 عامًا مع شقيقته القاطنة بالقاهرة بسبب العمل، ويوم الخميس كان يسافر إلى طنطا "أول حاجة يكان بيعملها إنه يقعد مع والدتي" يقول مينا، فيما يوزع باقي وقته بين الخروج مع ابناء أخته الأخرى وأصدقائه.

يذكر مينا أن بيشوي راودته أكثر من مرة فكرة الرهبنة "كان يروح دير وادي النطرون يقضي خِلوة فيه 3 أيام ويرجع". بعد رحيل شقيقه هاتفهم أحد من الدير أبلغهم بأن بيشوي قرر قبل الوفاة الرهبنة في نهاية العام الحالي وهو القرار الذي لم تكن تعلم الأسرة عنه شيئًا. وقتها اختلطت مشاعر مينا، فهو رغم أنه كان يحاول إثناء شقيقه عن هذه الخطوة حتى لا يبعد عنهم "لكن دلوقتي موافق، على الأقل كنت هقدر أسمع صوته حتى لو بعد وقت كبير".


إقرأ أيضًا:
روحه لم تُغادر متحف الحضارة.. قصة بيشوي نادي ضحية كنيسة طنطا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان