مدرسة الضبعة النووية.. حلم طلاب في مشروع قومي بين الأمل والغموض
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت: ايمان رحيم:
شق "عبد الرحمن" ووالده ليل طريقا طويلا، من محافظة الغربية عبر قطار خرج من مدينة طنطا، ليصلا في صباح اليوم التالي إلى محافظة مرسى مطروح، قاصدين اللحاق بركب المستفيدين من مشروع مدرسة الضبعة النووية، بعد أن أتم "عبد الرحمن" شهادته الإعدادية، آملا بمستقبل مضمون.
عبد الرحمن، طالب ضمن 1870 شخصا، تقدموا لاختبارات مدرسة الضبعة النووية، والتي اعلن عنها في يوليو الماضي، وفقا للشروط الواردة من الإدارة العامة للتعليم الصناعي بديوان وزارة التربية والتعليم.
بين الحشود، وقف عبد الرحمن ووالده يملئ ورقة الرغبات، ليكون قسم "قسم الكهرباء" هو اختياره، بين أقسام المدرسة الثلاثة، وهي "الكهرباء والتكنولوجيا والميكانيكا"، ومن ثم توجه إلي شباك تلقي الطلبات لتسليم الأوراق المطلوبة، ليعرف أن النتيجة النهائية للمقبولين سيتم الإعلان عنها نهاية شهر يوليو.
في باحة الفندق المخصصة لاستراحة المتقدمين وذويهم، جلس عبد الرحمن بين الرضا والحيرة. كان دافعه وهو يقطع مئات الكيلو مترات من محافظته، أن يلتحق بمدرسة تأمن له مستقبله بوظيفة حكومية مضمونة، يستطيع من خلالها إعالة أهله.
على رغم من تفوقه الدراسي، ومجموعه الكبير الذي يتيح له الالتحاق بالثانوية العامة، إلا أنه فضل سلك طريق أخرة عن أبناء عمومته، الذين تخرجوا من كليات القمة، وآلت بهم في النهاية إلى البطالة - على حد تعبيره لمصراوي.
وقف "عبد الرحمن" عاجزا أمام سؤاله عما إذا كان يعرف ماذا سيدرس داخل تلك المدرسة، أو أي وظيفة سيمتهنها بعد تخرجه، فقط كل ما يعرفه أنه سيخضع لمقابلة الشخصية بعد قبوله ضمن مستوفي الشروط، ليتم اختيار 75 طالبا منهم فقط.
بالرغم من ذلك الغموض لا يبالي الطالب بطبيعة إقامته في المدرسة التي ستكون داخلية، ليلتقط منه والده رضا مصطفى أطراف الحديث، قائلا لمصراوي: " أنا عاجز وعندي كسر في الحوض، وعندي أمل ابني يتخرج ويشتغل في مكان كويس ويساعد إخوته"، تحمس والد الصبي لإلحاقه في تلك المدرسة بعد أيام من البحث عن مجالات دراسية قليلة التكلفة ذات مستقبل مضمون، ينأى به عن دوامة الثانوي العام، إلا أنه يشكو من الغموض الغالب على طبيعة الدراسة بالمدرسة، والاختبارات المقامة ومعايير الاختيار.
مدرسة الضبعة للتكنولوجيا والطاقة تقع بمدينة الضبعة التابعة لمحافظة مرسى مطروح، بجوار المفاعل النووي، شيدت على مساحة تتراوح بين 5:8 أفدنة، بتكلفة إجمالية 70 مليون جنيه، تتكون من مبنى تعليمي سعة 375 طالبًا و10 معامل، فضلًا عن 3 ورش فنية، ومبنيان سكنيان للطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
كيفية اختيار الطلاب
برر نائب وزير التعليم الفني، الدكتور أحمد الجيوشي، الغموض المخيم على طبيعة الدراسة بالمدرسة، بأنها ضمن المشروع النووي بالضبعة، والتي تعتبر كافة المعلومات عنه أمن قومي، وغير مسموح لأي مسؤول التطرق إليها دون تصريح، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم تقتصر مهمتها فقط على ترشيح الطلاب وفقا للشروط الموضوعة، أما الجهات الأمنية هي التي ستختار الطلبة المقبولين بعد اختبارات ستجرى من 13:15 أغسطس الجاري، واختيار 75 طالبا فقط، بعد التحريات الأمنية.
لم يتم بعد اختيار إدارة المدرسة، وفقا للجيوشي، بينما كانت وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، أعلنت عن إمكانية ندب معلمين من الإدارات المختلفة، للعمل بالمدرسة في 28 مايو الماضي، ولكن بشروط، هي أن يكون المعلم حاصل على بكالوريوس تعليم صناعي، وحاصل على امتياز في تقدير الكفاءة بآخر عامين على الأقل، مع إجادة مهارات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، ونفى الجيوشي أي معلومات حول العاملين بالمدرسة غير ذلك، محذرا من تداول أي معلومات مغلوطة بهذا الشأن.
بينما يشرح وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مرسى مطروح سمير النيلي، نظام الدراسة داخل مدرسة الضبعة النووية، بأن عدد سنوات الدراسة ستكون 5 سنوات، بينهم عامان للتدريب العملي، ومن ثم ستطيع الطالب أن يلتحق بقسم الطاقة النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، بينما سيتم تعيين المتميزين منهم بهيئة التدريس داخل المدرسة.
تحتوي المدرسة وفقا للنيلي على ثلاثة أقسام، لن يزيد عدد الدارسين بكل قسم عن 25 طالب موزعين على ثلاثة سنوات، وسيتم ترشيح المتفوقين منهم إلى استكمال الدراسة بروسيا، أما من سيكتفي بسنوات الدراسة الخمس بالمدرسة، فسيكون مؤهلا للعمل كفني داخل محطة الضبعة للطاقة النووية.
ومن المقرر أن تبدأ الدراسة بمدرسة الضبعة النووية، في موعد بداية الدراسة المعتاد، على الرغم من أن المباني والمنشآت لم تستكمل بعد، ولكن الآن يتم تهيئة 3 مباني بشكل مؤقت لاستقبال الطلاب وهيئة التدريس.
خريجو المدرسة يعملون كفنيين
وعما سيتأهل إليه خريجو مدرسة الضبعة النووية، يتحدث مستشار وزير الكهرباء، وكبير مفتشي الطاقة النووية الأسبق، الدكتور ابراهيم العسيري، لـ "مصراوي" قائلا: "المدرسة لن تخرج مهندسين، بينما ستأهل فنيين للاستعانة بهم بالمحطة، بدلا من الاستعانة بفنيين أجانب".
أما عن المخاوف من خطورة التدريبات داخل المفاعلات النووية أثناء الدراسة، أكد العسيري، أن التدريبات ستتم على أجهزة "أنتومينتور"، ولن تتم على المفاعلات النووية الحقيقية، تحت إشراف أساتذة من قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية خلال العام الرابع والخامس فقط من الدراسة.
"نجاح مشروع مفاعلات الضبعة متوقف على نجاح العملية التعليمية في تلك المدرسة" هكذا اختتم العسيري حديثه، موضحا أن ذلك المشروع سيتمكن من توفير 85% من الغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء.
فيديو قد يعجبك: