4 مشاهد على هامش مؤتمر "الوزير" بجزيرة الوراق
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت - دعاء الفولي:
تصوير - أحمد طرانة:
التاسعة صباح اليوم. ممر ترابي طويل ينتهي بسرادق اختلطت ألوانه، سار عبره عدد من أهالي جزيرة الوراق، لا هم لهم سوى الاستماع إلى اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بعد أن زارهم لعقد مؤتمر جماهيري، يطرح فيه حلول الأزمة التي بدأت منتصف يوليو الماضي بين الدولة والسكان.
1
فيما يزداد عدد الأهالي في المحيط، كان ثمة شروط لدخول السرادق "الأولوية للناس الكبار يا جماعة.. الشباب يقفوا بره".. قالها الرجل الذي يحمل الميكروفون. لم يخلُ المكان من سيدات كثيرات، جئن من بقع مختلفة في الجزيرة. حملت بعضهن أوراق ملكيتها للمنزل، ظنًا أنها ستقدمها لـ"المسئولين"، إذ شيّدته منذ سبع سنوات "وطفحنا فيه الدم"، كي تضمن للأبناء والأحفاد مكان يؤويهم بعد وفاتها.
عقب العاشرة والنصف بقليل، نادى صاحب الميكروفون "اللواء كامل داخل علينا يا جماعة ياريت ننظم نفسنا". في تلك الأثناء امتلأ الصوان، بينما الواقفين خارجه يُقارب عددهم الجالسين فيه. لحظات صمت قليلة، انتهت بوصول حشد ضخم من البشر، داخلهم دائرة أضيق من الحُرّاس، بينهم اللواء كامل الوزير.
2
ما أن جلس رئيس الهيئة الهندسية على مقعده، حتى رفع المواطنون هواتفهم النقّالة لالتقاط الصور، غير أن عناصر من تأمين الوزير توجهوا إلى من طالته أيديهم، محذرين إياهم من التصوير. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من تحدث عنه الضيف "أنا جاي بتأكيد منه.. بيأكد لكم إنه حريص على مصلحة كل المصريين وخاصة أهالي جزيرة الوراق.. وكل من له حق هياخده". لم يكد يُكمل جملته، حتى هلل الناس، ارتفعت صافرات الاحتفاء، غير أن الحال لم يستمر كذلك طويلا.
خلال ساعة هي مُدة المؤتمر، تتابعت ردود الفعل سريعا؛ بين هتافات غاضبة عنوانها: "مش هنمشي"، أخرى تقول "إيد واحدة"، ثالثة لا حيلة لها سوى تمنّي الأفضل، يطلب أصحابها ممن حولهم الهدوء، ورابعة تتمتم بأسئلة دون إجابات عن المطالب الستة التي رفعها الأهالي؛ والمُختصرة في "عدم الخروج من الجزيرة، الإفراج عن الشباب المحبوس من الجزيرة، محاسبة الضابط الذي قتل المواطن سيد الطفشان، وصرف معاش لوالدة الشاب وزوجته".
3
على هوامش الحدث؛ لم تتوقف حكايات الأهالي، كان صوت الوزير ظاهرًا في خلفيتها. التفوا حول بعضهم، باح كل منهم بما يدور في عقله "بقالنا أسابيع أهو بنجري ورا إخواتنا في الأقسام وبيتجدد لهم"، تدخّل بها وليد محمد في حلقة الانطباعات؛ شكا حبس أخيه وابن عمه أثناء الاشتباكات، تشتت عقله بحثًا عن حل، قطع كلامه سيدة أخرى وقفت على مقربة، قالت بصوت جهور: "شكلهم هيمشونا من هنا.. واللي حاصل دة كلام في كلام".
لم ينتهِ المؤتمر سوى بقرار واحد؛ اجتماع رئيس الهيئة الهندسية مع عشرين من مواطني الجزيرة، وتشكيل لجنة اعتبارًا من غد الاثنين، من جميع الجهات المعنية لتسعير أراضي الجزيرة، وتقدير التكلفة المالية العادلة للأهالي والدولة. فجأة أدرك الواقفون أن ما جاءوا من أجله انتهى.
تلجلجت خطواتهم. انصرف بعضهم مطأطأ الرأس، فيما اختار آخرون طريقًا مختلفًا.
4
كان عدد السائرين ليس كبيرًا. ما إن انتهى الحدث، حتى انطلقوا في الجزيرة، هاتفين، رافعين لافتة تقول: "مش ماشيين مش ماشيين.. إحنا عليها ليوم الدين". بعد دقائق وفي في الشارع الموازي للسرادق الخالي، انضم لهم آخرون. دفن الثائرون خيبة أملهم مما قيل في المؤتمر، استبدلوها بصوتهم المرتفع. رددوا أمنياتهم ثانية؛ أن البقاء في بيوتهم، أقصى ما يريدون، ولو بشروط تضعها الدولة.
اقرأ أيضا:
من شُرفة مُطلة على مؤتمر الوراق.. الأهالي في انتظار الفرج (صور)
فيديو قد يعجبك: