في أول يوم دراسة.. كيف استقبل طلاب "القاهرة" تحية العلم؟

كتبت-دعاء الفولي:

تصوير-نادر نبيل:

بعد الواحدة ظهرا بقليل سمعت نورهان حنفي ضجيجا يأتي من قبة جامعة القاهرة، هرعت الفتاة وصديقاتها لمعرفة ما يحدث، فوجئن بوزير التعليم العالي يقف مع الطلاب، فيما تعزف فرقة موسيقية لحن السلام الوطني، والشباب يرددون تحية العلم، ابتهجت الفتيات بالحالة "النهاردة أول يوم دراسة لينا"، رأين مشاهد لم يعتدن عليها "حاسين إنها حاجة مُسلية إننا نحيي العلم".

منذ عدة أيام أعلنت وزارة التعليم العالي عن تأدية تحية العلم في الجامعات مع بداية العام الدراسي الحالي، ورغم سخرية نالتها الفكرة من روّاد موقع فيسبوك، غير أن شباب جامعة القاهرة تفاوتت آرائهم بين مشارك ومتفاعل أو ضد الإجراء.

حين بدأت الفرقة في العزف، تفاعلت نورهان وصديقاتها مع الحدث "لقيت إيدي بتتحرك معاهم وهما بيطبلوا"، ظنت الفتاة التي التحقت بكلية الحقوق حديثا، أن حياة الجامعة أكثر جدية "بس لقيت الناس بتهزر انهاردة وفرحانة.. يمكن عشان أول يوم"، رددت الفتاة وصديقاتها تحية العلم مع الجمع "بس مش هنعمل دة تاني.. متهيئلي لو اتكررت كل يوم هتبقى مملة".

منذ 3 أعوام التحق محمد وحش بكلية الآثار جامعة القاهرة "من ساعتها وانا بشارك في أنشطة الجوّالة وأنشطة تانية". اعتاد الطالب على تحية العلم في الكشافة، لذا تم اختياره ليحييه أمام الوزير ، ويُردد من خلفه الطلاب "مش كل الطلاب استوعبوا فكرة التحية لكن انا شايف إنها كويسة".

يعتقد الشاب أنها بداية جيدة للعام الدراسي، لكنه لا يعلم مدى سهولة استمرارها "مواعيد الناس مش هتبقى واحدة"، قبل أن يضيف "بس على أي حال لو اتطلب مني أؤدي التحية كل يوم قدام القبة هعمل كدة بعدد الطلاب اللي موجودين حتى لو قليل".

"ارتفع العلم رمز العزة والكرامة في سماء مصر العربية عاليا خفاقا..".. كانت تلك الصيغة التي قالها وحش خلال التحية، يقول الطالب "مظنش إن التجربة ينفع تتعمم على كل الجامعات.. خاصة جامعة واسعة جدا زي حلوان"، في نفس الوقت ترى سالي سامح، نائب منسق مبادرة الجيل الثالث، التي تُعنى بتطوير الطلاب في الجامعة، أن خطوة تحية العلم "كويسة لتنمية الروح الوطنية"، لكنها ليست عملية إذا ما تم تطبيقها بقية العام.

من السابعة صباحا تنتظر رضوى مجدي، المتطوعة بمبادرة "الجيل الثالث" حتى حضور وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار "كنا متخيلين إننا هنؤدي التحية بدري.. بس الناس تعبت من الشمس والأعداد قلت مع الوقت"، تقول طالب السنة الثالثة بكلية الإعلام إن فكرة تحية العلم قد تكون "مُبتذلة"، تشرح وجهة نظرها بأن الوطنية لا ترتبط بكلمات يُرددها الطلاب بشكل يومي.

بينما كانت رضوى تُحيي العلم، اتخذ مصطفى أبو نوسة، طالبة الصف الثاني بكلية التجارة، ركنا قصيا ليشاهد الحدث "اللي أول مرة نحضره في الجامعة". السخرية هي حال مصطفى مما رأى "مش عارف حسيت إنه شغل ابتدائي شوية"، لم يستمع للكثير "كان فيه زحمة شديدة مع الوزير وأمن فمعرفتش أتفرج أوي"، لكن رغم ذلك إذا تم عمل التحية مرة أخرى "هتفرج عليها برضو بس مش هشارك طبعا".