من داخل سوريا وخارجها.. كيف يتابع السوريون مباراة منتخبهم أمام إيران؟
كتبت- شروق غنيم وهدى الشيمي:
مباراة حاسمة تجمع المنتخب السوري ونظيره الإيراني مساء اليوم؛ إذ تعتبر فرصة قوية لتأهل "نسور قاسيون" إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، وبينما يؤدي اللاعبون تمارين الإحماء على ملعب أزدري الإيراني، يستعد سوريون داخل البلاد وخارجها لمشاهدة اللقاء الهام بترتيبات مختلفة.
يتمّلك التوتر من طريف مغامس قبيل المباراة؛ يُجهّز نفسه لمشاهدته، إذ قرر متابعة اللقاء بساحة سعد الجابري في حلب، رغم أن المباراة مُذاعة على قناة غير مُشّفرة، إذ يشتعل حماس الشاب العشريني أكثر وسط الجمع، يعجبه التفافهم حول شاشة عرض كبيرة خلف هتاف موّحد "سوريا.. سوريا".
وتضم المجموعة الأولى بتصفيات قارة آسيا لكأس العالم 6 فرق، تتصدرها إيران بواقع 21 نقطة، وتحل كوريا الجنوبية المركز الثاني بـ14 نقطة، بينما تأتي سوريا بالمركز الثالث بواقع 12 نقطة، يليها أوزبكستان بفارق الأهدف، وتتذيل قطر المجموعة بـ7 نقاط.
طقس دائم اعتاده مغامس خلال مشاهدة مباريات منتخب بلاده؛ اصطحاب علم كبير لسوريا ويلتحف به، وهو ما يعتزم فعله اليوم، على عكس ما حدث في تصفيات كأس العالم لعام 2014 "الحرب وقتها منعتنا نتجمّع خوفًا من القذائف والموت".
فيما يسترجع إبراهيم، الشاب الذي جاء من دمشق إلى مصر منذ 5 أشهر، تفاصيل تصفيات كأس العالم الماضية، إذ كان يجتمع هو وأصدقائه بأحد المقاهي منذ 3 أعوام رغم صعوبة ظروف البلد "وقت المباراة بتحس إنه ما فيه أزمة ولا فيه شيء، رغم أنه أوقات كتير كنّا بنسمع أصوات القذائف والصواريخ".
ولأجل مباراة اليوم طلب إبراهيم إذنًا من محل عمله للانصراف مبكرًا حتى يتابع المباراة منذ بدايتها رفقة أصدقائه على المقهى المصري.
ألقت السياسية بظلالها على الحديث عن مباراة سوريا وإيران، إذ دعمت الأخيرة وجود بشار الأسد على سُدة الحكم إبان الثورة السورية، لكن ما أجج تلك الأقاويل تدوينة كتبها لاعب سوري سابق زياد شعبو بموقع فيسبوك "معقول نستشهد معًا. نروح مجلس الأمن معًا. نسحق داعش معًا. وبالآخر تروحوا ع كأس العالم لحالكن؟".
لكن مغامس لم يلقَ بالًا بذلك "كانت مُجرَد مُزحة وخلص، السياسة بعيدة عن الرياضة وخاصة بهيك خصوصية لتصفيات كاس عالم"، فيما يرى أبو جاسم أن السياسة سيكون لها تأثيرًا كبيرًا على نتيجة المباراة.
يعتقد أبو جاسم، الذي يقيم بمصر منذ 5 أعوام مع عائلته، أن إيران ستُقدم المباراة لسوريا بصدر رحب "وروسيا هاتستقلبنا وهي فاتحها أحضانها. إيران عمرها ما ادتنا أي حاجة، وبقالنا 30 سنة بنديها المباراة".
ولا يقرر مصير تأهل سوريا إلى كأس العالم بمباراتها أمام إيران فقط، بل تلعب مباراة كوريا الجنوبية أمام أوزبكستان دورًا في ذلك، ويأتي السيناريو الأول في حال فوز سوريا وهزيمة كوريا الجنوبية ستضمن التأهل مباشرة لكأس العالم مع وضع فارق الأهداف في الحسبان. أما لو فازت كوريا الجنوبية أو تعادلت فيجب على سوريا ألا تتلقى الخسارة حتى تحصد المركز الثالث بالمجموعة.
ويلعب صاحب المركز الثالث مباراتين فاصلتين مع ثالث المجموعة الأسيوية الثانية، والفائز منهما يلتقي مع خامس تصفيات الكونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) مباراتين أخرتين ليصل الفائز إلى روسيا.
بلهفة ينتظر محمد الدمشقي المباراة، يتوقع أن يتأهل الفريق الوطني السوري لجدارته ولقوة اللاعبين المشاركين فيه، والذين يحترف أغلبهم في أندية عالمية، فيما وجد "الانترنت" أفضل طريقة لمتابعة المباراة "رح كون بالشغل، وما حبيت استأذن عشان اشوف الماتش، ولكن مش هاقدر أفوته".
رغم ما يُقال عن تأثير الحالة السياسية والعلاقات السورية الإيرانية على نتيجة المباراة، يرى الدمشقي أنها طريقة مُثلى لجمع شعب سيطر عليه الانقسام والاختلاف لسنوات، وفرصة جيدة لإلهائهم عما عاشوه من أهوال خلال الفترة الماضية "الشعب السوري دلوقتي حزين عشان اللي بيحصل في البلد، ومحتاج حاجة تكون زي مسكن الآلام تنسيه إللي عاشه".
لكن أهوال الحرب وبُغضها لم تبرح ذهن زكي ناظم، المتواجد في تركيا الآن، خلال متابعة أخبار مباراة اليوم، يعتبر تشجيع فريق ينتمي إلى نظام بشار الأسد "نوع من الخيانة للثورة ولمآسي الشعب هناك" فيما " لا يُمثل هذا الفريق سوريا أو الشعب السوري لا من قريب أو لا من بعيد".
كان عام 2009 آخر عهد مغامس بمشاهدة مباريات المنتخب في الستاد، إذ كانت ملاعب العاصمة دمشق تستضيف وقتها تصفيات كأس العالم "بس اتسكّر بعد الحرب". وحاليًا لا يلعب المنتخب السوري على أرضه، بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ذلك بسبب الحرب، ليتجه للعب على الأرض الماليزية.
يغمر الأمل الشاب الثلاثيني تجاه المباراة الحاسمة، يعزز من ذلك في قلبه مهارة اللاعبين خلال المباريات السابقة بالبطولة نفسها "بالرغم من ضعف الإمكانيات وعدم وجود معسكرات أو اللعب على أرضنا"، يتمنى أن يفوز "نسور قاسيون" حتى يضمن التأهل لكأس العالم "نحنا تعبنا من الحرب ومفتقدين للفرحة، وإن شاء الله المنتخب يعطينا ياها اليوم".
فيديو قد يعجبك: