3 نساء من تراث مصر.. شيرين تبعث الحياة لعروسة المولد في مشروع تخرجها بـ"بيت جميل"
كتبت - رنا الجميعي:
ذات لحظة تذّكرت شيرين خليل البهجة المُنبعثة من عروسة المولد المصنوعة من السُكر، وجدت أنها فكرة جيدة لصُنع عمل فني لعروسة المولد التي أحبّتها صغيرة، هذا العام تخرّجت شيرين من مدرسة بيت جميل، وفي المعرض الخاص بمشروعات التخرج كان العمل الخاص بشيرين مُعلّق بين 17 عمل فني خاص بالدفعة الثامنة لبيت جميل.
صُدفة بحتة جمعت بين شيرين وبيت جميل، وهو مشروع تم إطلاقه عام 2009 تحت اسم بيت جميل للفنون التراثية، ويقع مكانه بمنطقة الفسطاط، وكطقس سنوي تقوم المدرسة بإقامة معرض فني تجمع فيه مشروعات التخرج لطلبة الدبلومة، ويستمر المعرض حتى يوم 4 أكتوبر القادم.
منذ عامين اتجهت شيرين نحو فاعلية بسوق الفسطاط المُجاور لمركز الحرف التقليدية، والذي يستقرّ فيه مدرسة بيت جميل، وهُناك علمت أن ذلك المكان يقوم على تعليم الحرف اليدوية "وأنا عندي ميول فنية وبحب الفن"، تحمّست شيرين، وجدت أنها فُرصة تُعيد لها حُبها للفن الذي تعلّقت به من خلال والدتها الفنانة "سجلت اسمي وروحت الاختبار بشغل عملاه بإيدي من الموزايك واتقبلت".
تحتاج مدرسة بيت جميل إلى تفرغ تام مُدّة ثلاثة أيام "يومين محاضرات، ويوم عملي"، تعمل شيرين بالأساس كطبيبة بالمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، ما أفادها أنها تعمل بدوام جُزئي "بارت تايم"، لذا تمكّنت من تحصيل المادة العلمية ببيت جميل، عبر عامين تعلّمت شيرين الكثير، صحيح أنها صنعت بيديها قبلًا بعض الأعمال "زي الترابيزات الموزايك اللي قدمتها في الانترفيو"، لكنها أشبعت جُزء كبير من شغفها وأمنيتها السابقة بدخول كلية فنون جميلة عبر تلك التجربة "الدراسة كانت فوق توقعاتي، كنا بناخد محاضرات متخصصة جدا بالنسبة للرسم الهندسي والنباتي، وورش متخصصة في الرسم والتلوين".
داخل بيت جميل هناك أربعة أقسام هم؛ الخشب والخزف والجبس والنحاس، في العام الثاني لشيرين تخصصت لحرفة الجبس، كانت الطالبة الوحيدة بالقسم "يمكن عشان الجبس مش موجود زي الأول فمحدش حابب يتعلمه، كمان هي مادة مش بتستحمل أوي"، غير أن شيرين أحبّت صنعتها "ميزة الجبس إنه بشوف نتيجة اللي بعمله في وقتها، مش زي ما اشتغل حاجة خشب".
خلال السنتين انسجمت شيرين مع بقية الدفعة، واكتسبت أصدقاء جدد، كما تمكّنت من استعادة الثقة في نفسها تجاه الفن، خلال عامي الدراسة قامت شيرين بأربعة مشاريع خاصة بها "لازم نشتغل عمل فني في يناير وواحد في مايو"، يقع أهمية العمل الأخير أنه مشروع تخرجها الذي يتم تقييم مستواها خلال السنتين على أساسه، فكّرت شيرين كثيرًا في فكرة مشروع تخرجها حتى قررت القيام بعمل عروسة المولد، والتي طوّرت فكرتها مع الوقت.
لم تصنع شيرين عروسة المولد فقط، امتدّت الفكر لتُعبر عن كل حقبة في تاريخ مصر عبر النساء، ثلاثة نساء صنعتهن شيرين من الجبس، عُلّقوا على جُدران بيت جميل ليراهم الزائر بألوانهم الزاهية، المرأة الأولى من العصر الفرعوني هي حتحور إلهة الحب والخصوبة، الثانية كانت السيدة مريم عليها السلام، والثالثة كانت عروسة المولد.
أحبّت شيرين تمثيل المرأة مع كل حقبة تاريخية، حيث تُمثل عروسة المولد كنموذج للتراث الشعبي المصري، أما المرأتين الأخريين فتمثل "الأسطورة والدين".
في افتتاح المعرض يوم 26 سبتمبر الماضي صارت أعمال الدفعة الثامنة أمامهم واقعًا، بعدما كان حُلمًا بعيدًا، وجسّد المشروع تجربتهم الكاملة داخل بيت جميل، أيقنت شيرين خلال الافتتاح أنها أصبحت واحدة من مُجتمع الفنانين، لا تنس تعليق أحد أساتذتها أن خطوطها الفنية في صنع صورة حتحور "حافظت على روح الفنان المصري القديم".
في المُستقبل لا تطمع شيرين في أحلام كبيرة، لكن تجربة بيت جميل علّمت الطبيبة والفنانة أن بإمكانها التعبير عن نفسها عبر الفن، فتحت التجربة لشيرين بابًا واسعًا "أنا حاسة إني بقى فيه منفس ليا إني أشتغل بإيدي، وممكن أعمل قطع فنية وأبيعها بعد كدا، دا أمل عندي".
فيديو قد يعجبك: