من السودان إلى مسجد الحسين.. حكاية أحمد خلف مع المولد النبوي
كتبت - دعاء الفولي:
في ساحة مسجد الحسين بالقاهرة، لم يكن ثمة مكان لقدم، الأصوات تتداخل؛ باعة جائلون، رجال الشرطة ينظمون الحركة، دراجات نارية تمر بصعوبة، أطفال يلهون، وألسنة تلهج بالصلاة على الرسول محمد، يسمعهم السائرون بوضوح، لكن صوت أحمد خلف ورفاقه ظل مميزا، لهجة سودانية واضحة تغنوا بها، أخذوا يرددون قصيدة للشيخ أحمد البدوي صاحب المقام بطنطا، يصفق بعضهم وتزغرد السيدات الواقفات معهم، لم يشعر خلف بالتفاف الناس حوله، صدح صوته جميلا دون ارتعاش، فتلك هي المرة الاولى التي يشهد فيها احتفالات المولد في مصر لذا "انهاردة بالنسبة لي عيد" كما يروي.
منذ 18 عاما يتنقل صاحب الواحد وثلاثين عاما بين مصر والسودان "جدي الكبير أصلا من المنوفية"، نشأ الشاب في أسرة منشدين، شب بين المساجد والمجالس الصوفية، لكنه لم يظن أن صوته جيد، حتى نبهه والده لذلك، ومن وقتها صار المنشد الرئيسي للحضرة التابعة للطريقة الأحمدية في الخرطوم.
الاحتفال بمولد النبي في السودان مختلف. تعود الشاب أن يسافر سنويا ليحتفل به هناك؛ تستمر طقوس الاحتفال أحد عشر يوما متواصلا "من أول شهر ربيع لحد يوم ١١"، تُنصب الخيم في منظقة مخصصة ويتجاوز عددها المائة، تمثل كل منها طريقة بعينها "بيبقى فيها ذكر وصلاة ودروس وإنشاد"، فيما لا يغفل المحتفلون حلوى المولد الشبيهة بمصر "عندنا سمسمية وهريسة وفولية برضو".
ذلك العام، لم تسمح الظروف للشاب بالسفر، أصابه الضيق، لكنه قرر الذهاب إلى لحسين ومشاهدة الاحتفال مع أصدقائه "المولد هنا مختلف كتير، فيه ناس من كل الطبقات جاية مش شيوخ او رجال إنشاد وبس"، بين الازدحام الشديد في المنطقة، قرر خلف وستة من أصدقائه الإنشاد في الساحة.
"مجانين في حب النبي مجانين".. كلمات خرجت من الأصدقاء، اجتمع حولهم المارة، رفع بعضهم هاتفه ليصور، علا تصفيق الإعجاب بعد انتهائهم، فيما قدم أحد المشاهدين ليقول لخلف "أحسنتم".
في الحسين، لم يشعر خلف بالغربة "صحابي دول من محافظات مختلفة في مصر بس مفيش فرق بينا"، بينما يعتقد أن حظه سعيد "هحكي إني قضيت المولد في حضرة سيدنا الحسين".
فيديو قد يعجبك: