في منتدى إفريقيا 2018.. "اللغة النوبية" همزة وصل بين مصر والقارة

كتبت-إشراق أحمد:

في نوفمبر الماضي، علم مؤمن طالوش بأمر إقامة منتدى في شرم الشيخ يضم العديد من أصحاب المشاريع التجارية المنتمين للقارة الإفريقية. وجدها الشاب العشريني فرصة لاكتساب الخبرات. تقدم ورفاقه بطلب للمشاركة، لينضم طالوش ومشروعه "تطبيق نوبي" إلى مجموعة الشباب ممن حضروا منتدى إفريقيا 2018 الذي أقيم في الثامن من ديسمبر الجاري واستمر ليومين.

خمسة شباب ينتمون إلى "النوبة" بدأوا في 2016 العمل على تطبيق إلكتروني، اسموه "نوبي" للحفاظ على هوية "بلاد الدهب" خاصة اللغة المهددة بالاندثار. وفي 18 فبراير 2017 دخل المشروع حيز التنفيذ، مبتكرين شخصيات لتكون أشبه بصديق لمن يستخدم التطبيق.

منذ ذلك الحين ولا يترك فريق "نوبي" فرصة إلا سعوا في طريقها، لعرض تجربتهم والإطلاع على غيرهم من المشاريع.

على مدار يومين في منتدى إفريقيا 2018، التقى طالوش، مؤسس التطبيق بجمع غفير من الشباب الإفريقي. تواصل الشاب العشريني مع العديد، وطد علاقته برفاق ينتمون لثمان دول في الثارة الإفريقية، وهو ما اعتبره فرصة جيدة للاطلاع على ما يفعله الأخرون "الهدف من اللقاءات دي معرفة إزاي الناس بتبدع عشان تلاقي حلول لمشاكل حواليها" يقول طالوش.

شارك طالوش، في ورشة عن الأفكار في إفريقيا وكيفية تسويقها، أدارها شاب من جنوب أفريقيا، وبين الحاضرين، عرض الشاب تجربة "نوبي" وآخر المستجدات. إعجاب استقبله طالوش بكيفية تسخير التكنولجيا للحفاظ على هوية تراثية، خاصة أنه لم يتواجد ضمن الأفكار المطروحة ما يرتبط بالتعليم.

في المقابل علم طالوش بأمر العديد من الأفكار، منها ما جذب انتباهه. يذكر شاب من تنزانيا يدعى ياسين، يقوم بإعادة تدوير مخلفات قصب السكر وصناعة منتجاب خشبية يمكن الاستفادة منها، فيما تأثر بتجربة مجموعة من شباب "الكونغو" في التسويق لمنتج محلي حتى أصبح يباع في ثلاث بلدان.

وإلى جانب تبادل الخبرات، التفت طالوش لتمسك الحضور بأصولهم "أكتر حاجة بهرتني أن الناس جاية ولابسة الزي التقليدي بتاعها"، مما لمس نفسه، لما في مشروعه ورفاقه من سعي للحفاظ على الهوية.

لم يكن منتدى إفريقيا المشاركة الأولى لتطبيق نوبي بين جمع من الشباب، قبل ست أيام من فاعلية شرم الشيخ، شارك القائمون على المشروع في مؤتمر التراث النوبي الذي أقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن. رد الفعل ذاته تلقاه طالوش في هذا الحدث، فالجميع يثنون على السعي لتعليم النوبية عبر التقنيات الحديثة.

يوقن طالوش أن "النوبة" بإمكانها أن تكون همزة وصل بين مصر ودول أفريقيا "لأن اللغة النوبية موجودة في مصر والسودان وكينيا وتنزانيا وأثيوبيا"، لهذا شعر الشاب بالامتنان لتجربة المنتدى، إذ اشتعل فيه الحماس للعمل أكثر، خاصة بعد العلم أن مصر سترأس الاتحاد الإفريقي عام 2019، وإقامة منتدى إفريقيا القائم في أسوان، مما يعني الكثير لابن النوبة؛ قرر أن يكون تواجده هو ورفاقه مؤثرًا دون الإكتفاء فقط بالحضور.