مسرحية في الشارع.. "ازاي تخلي الناس تتبسط ببلاش" (فيديو وصور)
كتبت- رنا الجميعي:
أمام أحد المطاعم بشارع القصر العيني، تفاجأ المارة، بمطلع شهر نوفمبر، بعدد من الأشخاص مرتدين زي العاملين، جالسين على مائدة الطعام، يقرعون الأطباق بأداء مظبوط يُنتج الموسيقى، ومايسترو يقف أمامهم يُعطي لهم الأوامر بالعزف، عرض لم يمتد لأكثر من دقيقتين وسط دهشة المارة، وانبساطهم.
في يونيو الماضي بدأت محطات للفن المعاصر مشروع جديد تحت اسم "وجهًا لوجه"، هو برنامج لتعليم فن الشارع للفنانين، تقول يمنى أبو عوف، مسئولة التسويق بمحطات، إن الهدف من البرنامج هو تقديم ورش في الصوت والأداء والإدارة الثقافية لإنتاج مجموعة من العروض داخل قاعة أو الشارع، تذكر يمنى أن هناك ثلاثة عروض خاصة بالبرنامج، كان أولها ما قُدم بقصر العيني "وهيكون فيه عرض ختامي يوم 22 ديسمبر في بيت جاير أندرسون في السيدة زينب".
لم تكن تلك أول مرة يُقدّم فيها "محطات" عروض شارع، ففي العديد من محافظات الدلتا مثل بورسعيد والمنصورة ودمياط والبحيرة، قدّم عدد من العروض "زي أوبرا البلكونة، دي فكرتها كانت أوبرا بنقدمها في العمارات القديمة لإحياء الأماكن الأثرية".
جاءت فكرة تقديم عرض فني بعد ستة أشهر من التدريب، كما يقول عادل البهدلي، أحد المشاركين بالعرض، حيث دعاهم أحد المطاعم للاحتفال بمرور 20 سنة على إنشائه.
في الوقت المُحدد للعرض، بدأ المشاركون بالتأهب مُرتدين الزي الأبيض، علت ملامح الاستغراب على المارين بالجوار، أخذ كل واحد من التسعة مشاركين موقعه، وقف البهدلي كالمايسترو بينهم، يُعطيه الأوامر للتنسيق بينهم، يقول فنان الشارع إن أصعب ما في العروض التفاعلية هي الوقوف أمام الناس "هنا الناس مش ملتزمة تقف وحرة إنها تمشي لو معجبهاش العرض، ونوع من المهارة ازاي تتفاعل مع كل الحاجات الموجودة، في وسط دوشة العربيات والناس وهي ماشية".
يحكي البهدلي أن أحد المارة سار بجوارهم دون الالتفات "مشيت جمبه بقلده في نفسه خطوته، الراجل ابتسم ومنزعجش ووقف مع الناس كمل العرض".
أخذ العرض من روح المطعم كما تقول يُمنى "اللعب بأطباق الملامين واستخدامها كآلات موسيقية، ولبسهم نفسه"، صار للعرض جُمهور، بدأت الهواتف المحمولة في الظهور، لالتقاط الصور والفيديوهات، وعلت الابتسامات الوجوه، وصل الأمر أن بعد انتهاء العرض القصير هرول صاحب المطعم المُجاور مُناديًا الفريق "تعالوا اعملوا عندنا عرض احنا كمان".
لم يشعر البهدلي بالقلق من أداء عرض وسط الشارع، يتذّكر في طفولته بمنطقة السيدة زينب الحاوي "كنت بشوف الناس بتتلم حواليه وتديله فلوس"، يؤمن الشاب أن المصريين في جوع لفن الشارع "تذكرة سيرك الدولة بتوصل لسبعين جنيه، إنما عروض الشارع ببلاش، والناس محتاجة تلاقي عروض زي دي، هيتبسطوا، وهتبقى ضحكة من القلب مش مصطنعة".
فيديو قد يعجبك: