إعلان

بعد غرقه في الأمطار.. لماذا تحول الطريق الدائري من حل إلى أزمة؟ (تقرير)

05:25 م الخميس 26 أبريل 2018

كتبت– نانيس البيلي:

على الطريق الدائري الذي يربط محافظات القاهرة الكبرى، قضى المصريون ساعات طويلة بسبب تجمع مياه الأمطار التي اجتاحت طرق وشوارع ومدن مصر خلال اليومين الماضيين، ووسط برك المياه تعطلت مصالح المواطنين، كما تعطلت المركبات على الطريق الذي أنشأ بالأساس قبل نحو 40 عاماً بهدف تخفيف زحمة سير السيارات داخل القاهرة.

صرخات واستغاثات أرسلها عدد من المواطنين من خلال صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت التكدس المروري الكبير على الطريق وطوابير المصطفين أعلاه بسبب تجمعات مياه الأمطار منها مناطق برج سما ونفق التسعين ومطلع الأوتوستراد والبحر الأعظم.

لماذا تحول الطريق الدائري من حل للمرور إلى أزمة؟

يرى الدكتور عماد عبدالعظيم استشاري المنشآت الخرسانية والطرق، أن سوء تنفيذ الطريق الدائري يعد السبب الأول في تحوله إلى أزمة، موضحاً أنه "لم يتم ضبط المناسيب بدقة باستخدام الأقمار الصناعية والأجهزة الفنية الحديثة على الطريق، لدراسة أماكن تجمعات مياه الأمطار وتصريفها تلقائيًا بأعمال صناعية هندسية".

ويؤكد "عبدالعظيم" ضرورة علاج تلك المشكلة بتطوير الطريق وإنشاء ميول لمواسير وأنفاق تصرف خارج الطريق سواء إلى بيارات الصرف الصحي أو إلى أقرب مناطق لتصريفها.

ويتكون الطريق الدائري من 11 محوراً مرورياً، تربط القاهرة الكبرى وضواحيها، منها محور المريوطية، ومحور صفط اللبن، ومحور 26 يوليو، ومحور المشير أحمد إسماعيل "محور روض الفرج"، ومحور أحمد عرابي، ومحور علي بن أبي طالب، ومحور صحارى الأهرام، ومحور كرداسة، ومحور المنصورية، ومحور سعد الدين الشاذلي.

عدم مراعاة وضع مصافٍ للأمطار على جانب الرصيف لتصريف المياه، سبب آخر للأزمة بحسب "عبد العظيم"، الذي أوضح أن ذلك يضطر السائقين للسير بسرعات بطيئة جداً، ويهدد بعض السيارات غير الحديثة بالتعرض للتلف والأعطال إذا وصلت المياه إلى موتور المركبة أو الوصلات الكهربائية بها.

ويعد طريق محور المريوطية هو أكثر نقاط الدائري إهمالاً وحصداً للأرواح يوميًا، وفقا لإحصائيات الإدارة العامة للمرور القاهرة، التي أشارت إلى أن وصلة محور المريوطية بالطريق الدائري، وقع بها 1400 حادث على مدار السنوات الماضية، فضلاً عن 10 حوادث سقوط سيارات من أعلى الكوبري، وتصادم سيارات النقل بالسيارات الملاكي، ونفس الأرقام تقريبًا في باقي المحاور الدائرية.

وفي أغسطس عام 2015 تم تطوير الطريق، وقدم رئيس هيئة الطرق والكباري والنقل البري، عرضًا عن أعمال الصيانة التي تتم بالطريق الدائري، وقال إنه نظراً لزيادة الكثافة المرورية وزيادة حمولات النقل، اتخذت الهيئة مجموعة من التدابير، ومنها زيادة عرض الطريق من 3 حارات الى 4 حارات في كل اتجاه، وإنشاء طريق داعم بطول 30 كم من طريق الأتوستراد إلى طريق السويس.

الطريق الدائري copy

ومن بين أسباب تحول الدائري إلى أزمة، الكتل السكنية التي تحاصر الطريق من الجهتين خاصة المناطق العشوائية حول الاتجاه الغربي من الطريق الدائري، وفقاً لاستشاري الطرق، عماد عبد العظيم، حيث تسبب هذه البنايات العشوائية في إنشاء سلالم للصعود إلى الطريق الدائري وتزايد محطات الركاب عشوائية.

ويشدد استشاري الطرق على ضرورة استبدال تلك السلالم العشوائية بطرق أسفل الطريق الدائري مثل نزلة إسكندرية الزراعي المتجه إلى 6 أكتوبر ومحور 26 يوليو.

ويرى عبد العظيم أن "من بين أكثر المناطق خطورة على الطريق الدائري، نزلة الطالبية وهي نزلة ترابية أعدها الأهالي بدون تخطيط، وتعاني الكثير من المشاكل، نظراً لسوء التخطيط في هذه المنطقة، وتخصيص مطلع للدائرى بدون نزلة فى نفس الاتجاه.

الأكمنة الثابتة على الطريق الدائري أدت كذلك إلى تعطل حركة المرور فوقه، بحسب "عبد العظيم"، ويضيف أن المكان المناسب لوضعها هو في المنازل والمطالع.

ويشير استشاري الطرق إلى سبب آخر للأزمة وهو البناء بالقرب من الطريق الدائري وعمل منشآت تشكل خطورة داهمة والتي قضت على أي توسعات مستقبلية، مشيرا إلى "أن قانون إنشاء الطريق ينص على وجود 50 مترا حرم حوله من الجهتين وحظر البناء عليها".

يوافقه الرأي المهندس عادل الكاشف رئيس جمعية الطرق، ويقول إن سبب تحول الطريق الدائري إلى أزمة هو عدم وجود إشراف جيد على التنفيذ وعدم وجود شبكة مصارف للأمطار، بجانب عدم مراعاة المناسيب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان