لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رثاء "صوت المقاومة".. "مصر الجديدة" تودع ريم بنا

02:19 م الأحد 13 مايو 2018

كتبت- شروق غنيم:

كل شئ يحكي "ريم بنا"، جدارية تحمل صورها، شموع تُلقي بأضوائها على وجهها، فرقة "الفالوجا" تبعث لها السلام بـ"الدبكة"، بينما يملأ صوتها المكان من خلال شاشة عرض.كان هذا هو الحال داخل مركز بدايات الثقافي بمنطقة مصر الجديدة، إذ أقام الخميس الماضي، أُمسية وداع للفنانة الفلسطينية الراحلة.

حين رحلت الفنانة الفلسطينية، فكّر وليد عرفات، أحد أعضاء مجلس إدارة "بدايات" في تنظيم أمسية للراحلة، أن يجتمع مُحبيها في صُحبة أغنياتها وصورها، تواصل مع عُمر وجدي صديقها المُقرّب، ناقشوا التفاصيل، وقرروا أن يدشنوها في ذكرى الأربعين، بشكل مجاني.

1

يتلعثم عمر وجدي، مؤسس صفحة أصدقاء ريم بنا على فيسيوك، وهو يُرثي صديقته "مكنتش متخيل إني هقف في يوم أتكلم عنها وهي مش موجودة بيننا". يحكي عن بدايات معرفته بـ"غزالة فلسطين"، الروابط التي جمعتهم، وكيّف غيّرت دّفة حُبه للموسيقى، لذا حمل على عاتقه تنظيم برنامج يليق بتوديعها، أنهى جملته وبدأ الحفل.

تشكّل البرنامج بشكل رئيس من مقاطع غنائية لريم بنا، حوارات، عرض من فرقة الفالوجا الفلسطينية ومقاطع فيديو من أصدقائها ومُحبيها، من بينهم فِراس بنا، أحمد قعبور، ومارسيل خليفة، سجلو كلمات يرثو بها رفيقتهم لأجل الفعالية. خلف تلك التفاصيل كان لوجدي دورًا، إذ تواصل مع شقيق الراحلة، فأمّده بحوارات لم تُنشر من قبل، كذلك الأغنيات.

2

على شاشة العرض، يظهر فِراس بنا، لا يُفضل الحديث عن شقيقته بصيغة الماضي، كيف ترحل ريم وهو يراها في تطريزة فلسطينية، منقوشة زعتر، أو نِضال الشباب ضد العدو الإسرائيلي. يحكي عنها بينما كانت لاتزال صغيرة وشاركت في مسرحية ميس الريم داخل مدرستها "قامت بدور فيروز، وقتها كان إلها ميل للغناء، طوّرت من نفسها لحتى حملت في صوتها فلسطين وقضيتها".

عام 2012، وبينما يتصفّح وجدي موقع الفيسبوك، استمع بالصدفة لأغنية "رأس الجبل"، أسره الصوت، لم يكن يعلم عن مغنية بهذا الاسم من قبل "مين ريم بنا دي؟"، نقّب عنها على محركات البحث، فوجد كنز، دّفة حياته الموسيقية تغيرت بعد ذلك اليوم.

3

أسس وجدي صفحة "أصدقاء ريم بنّا في مصر"، يتعجّب بينما عمله لا يخُص الموسيقى، أو حتى اللون الغنائي لريم لم يكن ذوقه من قبل، لكنه منذ اللحظة الأولى التي سمع فيها صوتها أراد أن يطوف الصوت الملائكي على كل من يعرفهم.

لم يكن صوت ريم فقط المُبهر بالنسبة لمؤسس الصفحة "كانت دايمًا على طبيعتها، وغيرت وجهة نظري عن النجوم، لإنها كانت دايمًا تتواصل مع معجبيها"، كان هذا هو الخيط الذي غزل علاقته بريم حتى تعدّت كونه مُعجب بصوتها، إلى أن صار صديقًا لها.

4

لا يغيب عن باله حين أتت مصر في أول حفلة لها عام 2012 "اشتريت التذكرة بسرعة وصورتها وكنت مبسوط بيها"، لكن زالت سعادته حين ضاعت منه "كلمت ريم وقولتلها أسف مش هقدر أحضر، بس هاجي أشوفك"، لكّن ريم كان لها رأيًا آخر، قابلت وجدي على باب المكان، أصّرت على حضوره رغم اعتراض أفراد الأمن "قالت لهم لو مدخلش معايا مش هغني النهاردة"، انضم وجدي من حينها إلى عالم ريم بّنا.

قبل وفاتها بيوم، أرسل وجدي بشكل عفوي لها رسالة على فيسبوك يطمأن على حالها، ويسأل عن آخر ترتيباتها لزيارة مصر بعد إنهاء ألبومها "صوت المقاومة"، انتظر الرد لكن ما استقبله كان مُختلفًا "صحيت لقيت رسايل كتير ناس بتقولي شد حيلك يا عُمر متزعلش.. ريم مشيت".

5

كما حاربت الاحتلال، قاومت ريم مرض السرطان حين هاجمها، يُجمِع أصدقائها في مقاطع الفيديو المعروضة بالفعالية على ذلك، فيما يُنهي المغني أحمد قعبور كلمته "مثل ما قال محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة، تحت هذه الأرض ما يستحق الحياة، لإن هُناك ريم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان