لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الصعيد للقاهرة.. يونس يتتبع هوايته في أسواق المستعمل

05:39 م الإثنين 11 يونيو 2018

كتبت-دعاء الفولي:

خلال الثلاثين عاما الماضية، لم يتوقف النقاش المحتدم بين يونس علي وزوجته؛ طالما عانت بسبب حُبه لكل قديم، لا يفوّت صاحب الـ63 عاما فرصة للشراء إلا ونالها، يطوف بين الأسواق الموزعة على أيام الأسبوع؛ الجمعة في سوق الإمام الشافعي، الأحد في المؤسسة، الثلاثاء في المنيب وغيرها.. لا يفكر طوال الوقت في استخدام ما يشتريه، طالما "حاجة شكلها حلو.. ليه أسيبها تروح من إيدي؟".

منذ كان شابا، ظلت حياة علي مقسمة بين القاهرة ومركز أبو تيج بأسيوط حيث يعيش، يأتي الرجل للعاصمة بشكل متقطع، أحيانا يزور ابنته في منطقة العاشر من رمضان، لكنه لا ينفك يتتبع هوايته في التنقيب داخل الأسواق.

لا يتذكر العامل متى وقع في غرام الأشياء القديمة "أي حاجة من البيوت بتبسطني.. صواني.. كوبايات وعفش". بدأ الأمر من سوق الإمام الشافعي بالسيدة عائشة "كنت بلف السوق كل جمعة ومش بخلصه كله"، حتى أنه حينما قرر استئجار غرفة في القاهرة "أخدتها جنب السوق عشان أبقى قريب منه".

حقيبة جلدية صفراء اللون كُتب عليها "مصر للطيران"، يحملها علي في كل مكان "ببقى رايح السوق إن مشترتش بعتبر نفسي اتفسحت"، يضحك الأب الستيني قائلا "وساعات كنت أروّح أسيوط معايا غنايم".

قبل عامين اُعجب علي بغرفة نوم في سوق المنيب "شكلها جميل وخشبها حلو رغم إنها عتيقة"، لم يستطع مقاومتها، تفاوض مع البائع على السعر "كانت بـ1600 أخدتها بـ1200 جنيه"، لم يعرف حتى أين سيضعها، لكنه أتمّ الصفقة، وقبل انتهاء اليوم ذهب إلى ميدان العتبة، ومن هناك أجّر سيارة لنقلها إلى الصعيد.

حين وصل الأب إلى منزله مع الغرفة "مراتي سألتني هنوديها فين، فقلت لها هنكسّر الأوضة القديمة ونعملها عشة للفراخ"، لم يُكذب علي خبرا، فكك غرفته واستبدلها بالأخرى "مراتي حبتها، تقريبا دي كانت أكتر حاجة تبسطها من الحاجات اللي بشتريها".

رغم ولعه بالشراء، لكن والد الثلاثة أبناء لا يشتري شيئا بلا هدف، ما أن يعود لمنزله، حتى يفتح الحقيبة ويعرض محتوياتها لآل المنزل؛ كتاب قديم للخط العربي، أكواب من الفخار، ونظارات قديمة من أحد البيوت التي تركها أصحابها.

مع الوقت ظهر الضيق على ملامح زوجته "بقت تخبّي الحاجات اللي بجيبها أو تحطها فوق السطوح"، تكررت شكواها أن البيت لم يعد يتحمل المزيد من الأشياء "بس كل حاجة بجيبها حتى لو عاملة زحمة، بييجي وقت ونحتاجها"، كتلك المنضدة التي تعلوها مرآة مُزينة بشكل جميل رغم أن خشبها قديم. وفيما تظل حالة الأخذ والرد مستمرة بين يونس وزوجته، يعدها أحيانا بالتوبة عن الشراء "بس برجع في كلامي، الظاهر كدا القديم في دمي".

تابع باقي موضوعات الملف:

20 عاماً من سوق التونسي.. خردة وأنتيكات و"أثاث استعمال خفيف"

1

المضطر يشتغل في "الهدد".. حكاية بائعين في سوق المنيب

2

30 عامًا من "اللّف" في الأسواق.. أحمد خليل "غاوي شرا القديم"

3

أحلامهم أوامر رغم الفقر.. رحلات كريمة في سوق الهدد "لاجل العيال"

5

"كل ما هو مستعمل".. سوق منطي "عتبة" الغلابة

6

"عفش قديم للبيع".. 7 معلومات عن أسواق الهدد (فيديوجراف)

7

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان