لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مش مضطرين لدفع الوديعة".. مصراوي يرصد آراء اللاجئين حول قانون التجنيس الجديد

05:32 م الأحد 22 يوليه 2018

كتب- عبدالرحمن السيد :

فرحة كبيرة اجتاحت رجل الأعمال السوري "محمد شادي" حين علم بقانون التجنيس، الذي أقرّه مجلس النواب مؤخرًا، معاناته كل ستة أشهر من أجل تجديد إقامته وزوجته بمصر، دفعته إلى التفكير مليًّا في التجنيس، يرى أن ذلك سيخلصه من "الروتين والبيروقراطية"، غير أن فرحته سرعان ما انتهت عندما علم بالمقابل الذي سيدفعه للحصول على الجنسية المصرية.

في منتصف شهر يوليو الجاري، أقر مجلس النواب تعديلات على قانون دخول وإقامة الأجانب في مصر، سمحت للأجانب بالحصول على الجنسية والإقامة مقابل وديعة.

"الجنسية المصرية شرف لي ولأسرتي"، يقولها "محمد"، الذي يملك أحد مصانع الملابس الجاهزة في مصر، لمصراوي، قبل أن يضيف: "المقابل كبير ومبالغ فيه جدًا جدًا.. وأنا كمستثمر سوري غير مضطر إلى تجميد مبلغ 7 ملايين جنيه، لمدة 5 سنوات مقابل الحصول على الجنسية المصرية، فأنا أحصل هنا على حقوقي كاملة من خلال الإقامة".

"لسنا بحاجة للجنسية المصرية، نتعامل كالمصريين تمامًا"، قالها الرجل، مشيرا إلى أنه لا يتحمل عبئًا ماديًا عند تجديد إقامته وزوجته، يدفع ما بين 300 لـ400 جنيه، وعند التأخر في دفع المبلغ توقع عليهم غرامة قيمتها 1500 جنيه، وهو ما يراه مقابلا زهيدا جدًا إذا ما قورن بمبلغ الحصول على الجنسية، غير أن البيروقراطية وبطء الإجراءات، تدفعه من حين إلى آخر إلى التفكير في التجنيس.

يتفق "هادي شنن"، أحد ملاك شركة للخدمات السياحية والفندقية بمصر وسوريا، مع محمد، "الأوْلى بالنسبة لي أن أستثمر المبلغ المقرر إيداعه للتجنيس، في سوق العمل حتى يتضاعف ويزيد نشاطي التجاري، لا أن أجمده كوديعة بالبنك.. كنت أتمنى يكون المبلغ أقل، لكن لو معي المبلغ لن أرغب بتجميده نهائياً".

وشملت تعديلات القانون مادة تنص على أن الأجانب ذوي الإقامة بوديعة هم الذين يقومون بإيداع وديعة نقدية يحدد مدتها ونوع عملتها وينظمها قرار من وزير الداخلية، على ألا تقل قيمتها عن 7 ملايين جنيه مصري أو ما يعادلها من العملة الأجنبية.... ويجوز بقرار من وزير الداخلية، منح الجنسية المصرية لكل أجنبي أقام في مصر إقامة بوديعة مدة خمس سنوات متتالية على الأقل، سابقة على تقديم طلب التجنس.

في مطعم شهير بمدينة السادس من أكتوبر، وقف "فياض مارديني" يتحدث مع زملائه بالعمل والضحك يزين وجوههم، قبل أن نقطع حديثه ونسأله عن رأيه بقانون التجنيس وهل علم به أم لا؟ أجاب الشاب السوري والابتسامة تلمع بعينيه الزرقاء "علمت بهيدا القانون من السوشيال ميديا، بعتقد المستفيد منه كبار التجار والمستثمرين، لكن إحنا ما بنقدر على شروطه".

تمنّى صاحب الـ33 عامًا لو كان يملك 7 ملايين جنيه للحصول على الجنسية المصرية "شرف لأي عربي أن ينتمي لهذا البلد، مين فينا ما بيحلم إنه يكون فرعوني"، مؤكدا أن قيمة الوديعة المشروطة غير مبالغ فيها "الجنسية المصرية لا تقدّر بثمن وتسوي أكتر من هيك".

قبل 6 سنوات، جاء فياض من سوريا قاصدًا مصر ليس لأنها كانت خياره الوحيد فأصوله التركية تجعل الفرصة سانحة أمامه لأن يهاجر لأنقرة، وكذلك أقاربه وأصدقاؤه بالمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة كانوا على استعداد لاستضافته، لكنه فضل مصر دونًا عن غيرها "أنا بدور على الناس اللي شبهي، احترامي لكل الشعوب لكن أقرب ناس لينا المصريين".

مثل "فياض"، يرى الأردني فارس خليل أنه ليس في حاجة للحصول على الجنسية، حياته في مصر تسير على ما يرام "اللي جواز سفره قوي لا يحتاج لجنسية، وأنا هنا عايش زي المصري"، يقولها الرجل الأربعيني الذي وقف مع زوجته داخل مطبخ مطعمه الشهير بمدينة السادس من أكتوبر، يعدان المأكولات الأردنية لرواد المطعم.

يرى الرجل أن القرار مفيد لكبار التجار ممن لديهم القدرة على دفع المبلغ الكبير، "الموضوع للمستثمرين الكبار، وأصحاب المصانع من السوريين وغيرهم أو أصحاب المطاعم الكبيرة". رغم أنه لا يفكر في الأمر إلا أن خليل يود كثيرًا أن تكون له فرصة الحصول على الجنسية المصرية، "لو معي قدرة على 7 ملايين، يا سلام، الجنسية المصرية تعني الكثير لكل مواطن عربي".

يحكى خليل عن مدى تعلق أبنائه بمصر "بقول لأولادي عايزين نروح الأردن خلاص، قالولي روح لوحدك".

في أحد شوارع مدينة السادس من أكتوبر، يقف السوري "عمار ياسر" أمام فرشته يبيع الخبز والعصائر للمارة، يجذبك صوته بلهجته السورية، يقول صاحب الـ30 عامًا إنه يفكر جديًا في السفر إذا ما أتيحت له الفرصة، "اللي معاه 7 ملايين هيسافر يشتغل برا، مش هياخد بيهم الجنسية المصرية"، وفق قوله.

يشرح أكثر أنه لا يحتاج للجنسية، فخلال 7 أعوام قضاها في مصر "بتعامل مثلى مثل المصريين تماما وأحصل على حقوقي كاملة".

يحكي ياسر عن تجربته بالعمل في ليبيا بعد أن اضطر لترك موطنه سوريا "اشتغلت بليبيا عاما واحدا يعادل الـ7 أعوام اللي قضيتهم بمصر ماديًا، لكن كأمان ما في أمان"، قبل أن يستشهد بالآية القرآنية "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)"، (سورة يوسف)، فيما يتبنى مبدأ أسمى وهو توحيد جنسية العرب، بحسب ما يقول لا يعنيه أن يكون الشخص سوريًا أو مصريًا أو سودانيًا أو أردنيًا، أو غير ذلك، إنما يكفيه فقط قول أنا عربي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان