حكايات الناجين من قوائم الانتظار.. العلاج في "غمضة عين"
كتبت- رنا الجميعي وفتحي سليمان:
أمام غرفة العمليات تنتظر إيمان سعيد، تدعو قيام والدتها بالسلامة بعدما تُجري عملية تركيب دعامة للقلب، لا تُصدّق إيمان أن والدتها ستتعالج في غمضة عين بعد انتظار شهور طوال، وذلك بعد توجيه رئيس الجمهورية بالانتهاء من قوائم انتظار مرضى الحالات الحرجة خلال ستة أشهر.
يوم الخميس الماضي تلّقت إيمان اتصالًا من أقاربها برؤيتهم للخط الساخن رقم 15300 على شاشة التليفزيون، بالفعل اتصلت إيمان وأدخلت بيانات والدتها راوية رمزي، المُصابة بمرض القلب منذ عام ونصف، وانتظرت ثماني شهور للقيام بعملية قسطرة "ودي المفروض عملية بسيطة"، ذاقت إيمان مرارة الانتظار دون جدوى، لكن المبادرة التي تشارك فيها كافة مؤسسات الدولة جاءت لتضع حدّ لهذا الانتظار "لقيت ناس بيتصلوا من مستشفى الشرطة بيقولولنا تعالوا السبت".
يوم السبت قامت راوية بالفحوصات والكشف اللازم، اتضح أيضًا أن عينيها مصابة "مكناش مهتمين بعينيها، مركزين مع موضوع القلب"، لم تتوقع إيمان أن تجد الرعاية الجيدة "النهاردة عملولها كشف على عينيها"، فيما تتجه بعدها السيدة ذي الستين عام لغرفة العمليات "محتاجة دعامتين للقلب"، ويلزم تكلفة الدعامة الواحد ثلاثين ألف، غير أن السيدة لن تدفع شيئًا، حيث تُعالج على نفقة الدولة.
ووجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، قطاع الخدمات الطبية بالوزارة بالتنسيق مع وزارة الصحة فيما يخص حالات المرضى، لإنهاء قوائم الانتظار لمرضى العمليات الجراحية الحرجة وفق برنامج زمني محدد.
واستقبلت، السبت الماضي، مستشفى الشرطة بالإسكندرية 5 حالات ( علي حسين عطية، ورأفت محمد محروس، وراوية رمزي، وفايزة محمد، وسناء حسن)، من القائمة المحددة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة، كبداية لتنفيذ توجيه رئيس الجمهورية، وتم إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة لهم تمهيدًا لإجراء عملية قسطرة قلبية وتركيب دعامة.
يُرافق إسلام محروس والده رأفت منذ بداية مرضه بالقلب، استمر نحو عام، حيث قام بتركيب دعامة في أغسطس الماضي، لكنه ظلّ على قائمة الانتظار لتركيب دعامة ثانية، سأم إسلام الانتظار حيث تردد كثيرًا على المستشفى "كل شوية يقولولنا لازم يظبط حاجة زي نسبة الدهون قبل العملية لحد ما فوجئنا إن الدعامة مش موجودة"، واستمر الانتظار حتى سمع اسلام عن المبادرة "بابا كان بتجيله أزمة وبيروح العناية من وقت للتاني، كنا تعبنا".
بصوت يمتلأ بالفرح يحكي إسلام مدى سعادته "ذهلنا مكناش عارفين إن الموضوع هيحصل بسرعة"، حيث تواصلت معهم مستشفى الشرطة للمجئ يوم السبت الماضي "بابا وشه نوّر من الفرحة"، لم يُصدّق إسلام أن الإجراءات ستتم بهذه السرعة، وأن بإمكان والده الستيني الآن القيام بعملية تركيب دعامة ثانية "اتصلت تاني عشان أتأكد".
لم يقتصر الأمر على سرعة الإجراءات فقط "بابا كان استقباله كأنه مسئول"، حيث تعاملت إدارة المستشفى بشكل راقي، ومع الكشف علم اسلام أن والده يحتاج إلى عملية أخرى بالكلى "عنده كلية سليمة وكلية بايظة".
فيديو قد يعجبك: