"العشرة متهونش".. حمارة "رزق" ترحمه من ثمن المواصلات
تقرير-دعاء الفولي:
تصوير-منعم سامي:
منذ 4 سنوات، استيقظ رزق محسن قبل الفجر ليطمئن على الحمارة التي يربيها. ما أن دخل الغرفة، حتى وجدها قد وضعت صغيرتها؛ ابتهج المزارع الستيني، لكن تكلفة تربية حمارتين في المنزل كانت كبيرة، لذا باع الأم بعدما اشتدّ عود الصغيرة التي صارت رفيقة دربه يوميا.
ينما ترتفع أسعار وسائل النقل، يشعر المزارع بعزبة "قلمشاه" في الفيوم، بالارتياح قليلا "الحمارة بترحمني من غلا المواصلات"، يتحرك بها يوميا من وإلى الأرض، لم يعرف وسيلة نقل سواها طوال عشرين عاما "جيراني اللي بيركبوا توك توك بيدفعوا ييجي 10 جنيه في اليوم.. والحمارة بتوفرهم لي"، لكن تلك
الراحة ليست مكتملة، إذ أثرت أسعار الوقود عليه بصورة أخرى.
رغم أن الرضا رفيق صاحب الـ65 عاما دائما "بس الزيادات في الكام سنة اللي فاتت هدت حيلنا". تتأثر أجرته في الأرض بارتفاع الأسعار "صفيحة الجاز كانت بعشرين جنيه بقت بمية، شكارة الكيماوي بقت بـ270 جنيه بعد ما كانت من سنة 220"، اضطر لزرع الذرة بعد منع الأرز "الذرة بتطلع من الفدان عشرة إردب كل 3 شهور، بنبيع الإردب بـ500 جنيه"، بحسبة بسيطة لا يخرج لوالد الثلاثة أبناء إلا مبلغ قليل "ولو المحصول مجابش مباخدش فلوس، لأن صاحب الأرض بيتحمل تكلفة الشكاير والسولار وانا تعبي وشقايا في الزراعة بيروحوا فشوش".
يعمل محسن في الزراعة منذ 45 عاما "من أيام ما كنت بشتغل بأجرة 15 قرش في اليوم"، لم تتحسن معيشته "طول عمرنا ماشيين بالقليلة، نزرع الأرض وناخد أجرة بسيطة، حتى الجلابية اللي عليا بغسلها وأروح بيها الأرض تاني يوم"، فيما لا يبدو الانتقال للقاهرة مطروحا "لا في فلوس ولا مقدرة أعيش هناك، ولو جت فرصة مش هسيب عيالي وأروح".
في جحيم الغلاء، تهون الحمارة على مُحسن جزءً من الأعباء "أكلها وشربها سهل وبترافقني كل يوم 3 كيلو رايح جاي وباخدها مشاويري في العزبة"، ينظر الفلاح بعين العطف لأهل العاصمة "الواحد هنا وبيصوّت ما بالنا اللي بيركب بـ30 جنيه في اليوم"، يتمنّى لها دوام العافية "إيدي ورجلي وانا اللي مربيها، لو جرى لها حاجة هتعب واتشحطط في المواصلات".
فيديو قد يعجبك: