في العيد.. كيف تستقبل التهنئة "المُعلبة"؟
كتبت- شروق غنيم:
حين تأتي مناسبة مهمة، لا تتوانَ عزة محمد عن مهاتفة المقربين منها، تهنئة عبر الهاتف أفضل من رسالة مُصمتة، ورغم ذلك فهي لا تترد في البحث عن وسيلة لتهنئة أصدقائها بها، تُنقّب عن الكوميدي منها مثلما تعتقد، تنقلها دون إضافة أي شيء على محتواها، سواء كانت صورة أو رسالة صوتية، ثم تُرسلها دُفعة واحدة على مَن تحمل رقمه عبر وسيلة التواصل "واتس آب".
في الأغلب لا تتلقى عزة رد، تُزيّل الرسالة بالعلامة الزرقاء "Seen"، لكن ذلك لا يثير الغضب بداخلها "ببقى عاوزة أعيّد على الناس بطريقة مختلفة ولطيفة بس مش الكل بيحب ده أو بيكسل لو هو فويس إنه يسمعه"، تحكي السيدة الأربعينية لمصراوي.
من بين هؤلاء هاجر خلف، حين يظهر لها تسجيل صوتي ضمن محادثة أحد أقاربها لا تفكر في أن تسمعه، لا تُخطأ عينيها الرسائل المُعلبة، تعرفها حين تراها من الخارج "الإيموشنات وطريقة الكلام بتبقى واضحة إن الشخص ده مش هو اللي كاتبها، وده بيحسسني إنها مجرد مجاملة بتتعمل كواجب أو أنا مش المقصودة بالتحديد عشان تتبعتلي".
هذا الشعور هو ما يدفع ندى حاتم أن تكتب رسائل مخصصة لأصدقائها المُقربين، تشعر أنهم سيحبون ذلك أكثر، أن تترك شيئًا من روحها على الكلمات، أن يختلف النّص بحسب درجات الأصدقاء ومعرفة تفاصيلهم، تحتفظ بهذه العادة في كل المناسبات "وده بيفرح صحابي أكتر، إني بعمل ده لأني عاوزة أعيد عليهم فعلًا مش عشان رقمهم متسجل على تليفوني".
غير أن خلال عيد الأضحى الحالي غيّرت من طريقتها قليلًا، أخذت تُسجل بصوتها رسائل مخصصة للمقربين لها "بعت ريكورد لأني بحس الصوت بيلمس القلب أكتر وبيوصل المشاعر"، ذاك تحديدًا ما يجعلها تَبغض الرسائل المسجلة الأخرى وتتجاهل الرد عليها "لأنها بصوت حد معرفهوش أصلًا فمبيوصليش حاجة غير إنها رسالة تقضية واجب".
تُدرك عزة أن الرسائل الجاهزة تجعل البعض يشعر بذلك، أنها مجرد رسالة معلبة وقد تكون أرسلت بالغلط من الأساس، لكنه لا يجعلها تتراجع عن ذلك "معظم اللي عندي هما الناس العزاز على قلبي حتى لو مش صحاب قوي، عشان كدة ببعت للكل، كمان شكل الرسايل الجاهزة بيبقى حلو ومبعرفش أعمله بنفسي".
اعتادت الفتاة العشرينية ندى أن تكتب أيضًا رسائل مُعلبّة لكن بطريقتها "بكتب جملة بصيغة تليق إني ابعتها لناس كتير عندي،ـ بشوفها حاجة حلوة للناس اللي حتى مش من دايرتي يلاقوا رسالة بتتمنالهم أيام حلوة"، لكنها لا تُحب رسائل مثل التي تُرسلها عزة على سبيل المثال "لأن حتى اللي ببعته أنا اللي كتباه بنفسي، لكن التاني ممكن تلاقي أكتر من حد باعتهالك هي هي بنفس الإيموشنات وكل حاجة، فحاجة بتضايق ساعات".
رغم ذلك يحافظ الثلاثة على عادة التهنئة، سواء كتابة أو بالصوت، يُدركن أن المناسبات وُجِدت حتى تجمع الشمل، ليتشاركن فرحتها مع أحبائهن، باختلاف الطرق فإن "التهاني عمر زمانها ما يروح، دي الحاجة الوحيدة الللي بتحسسنا بالعيد أو بأي مناسبة تانية".
فيديو قد يعجبك: