حكايات من شارع الصاغة.. آمال معلقة بصعود أو هبوط الذهب
كتبت- رنا الجميعي وشروق غنيم:
تصوير- شروق غنيم
في شارع يمتلئ بمحلات الصاغة بمنطقة الدقي، كانت أقدام المارّة تتردد في الدخول إلى المحلات، كما أسعار الذهب التي أخذت في التصاعد والهبوط خلال الفترة الماضية، إذ سجّلت قبل أيام أعلى تراجع لها منذ عامين.
على عتبة أحد محال الذهب وقفت نعمة، في نيتها الدخول لتبيع وتشتري في المقابل، تُعرف السيدة في المنزل بأنها "تعشق الدهب"، اعتاد زوجها وابنتها الوحيدة على ذلك، يتذكران حين اضطرت في الماضي لبيع شبكة زواجها بسبب ضيق الأحوال الاقتصادية آنذاك، كان أمرًا جللًا بالنسبة لها، وحين فتح الله من رزقه على الأسرة الصغيرة، لم تُفوّت فرصة لاقتناء ما تُحبه.
لكن السيدة الأربعينية تخلّت عن عادتها في السنوات الأخيرة، بعدما ارتفعت أسعار الذهب، بات الأمر مجرد رفاهية، وهناك أولويات أخرى "كنت بتفرج بس"، في الأيام الأخيرة تابعت نعمة انخفاض الأسعار، وجدتها فرصة للعودة مرة أخرى لشراء إسورة "وجيبت معايا حاجة عاوزة أبيعها"، غير أنها لمّا علمت سعر البيع ترددت في البيع "هخسر فيها لو عملت ده دلوقتي"، لذا لم تقم بتلك الخطوة، أجّلتها لحين ارتفاع آخر.
يُذكر أن أسعار الذهب استقرت اليوم عند 601 جنيه لجرام الذهب عيار 21، أما جرام الذهب عيار 18 فسجّل 515 جنيها.
التردد كان سِمة رواد شارع الصاغة، ظلّت ليلى عبد الرحمن تنظر إلى فاترينات محلات الذهب المُجاورة، جاءت برفقة ابنها ترى التشكيلات الموجودة بالسوق، عرفت السيدة الخمسينية أن أسعار الذهب في انخفاض، لذا جاءت بغرض الشراء "كل ما ألاقي وقت بنزل اشتري حتة دهب".
منذ فترة طويلة لم تقتنِ ليلى ذهب من السوق المصري، تتذكر أن آخر مرة اشترت فيها ذهب كانت بالسعودية منذ سنين طويلة "هناك فيه تشكيلات أحلى"، هذه المرة تابعت ليلى أخبار انخفاض الذهب، لتقرر النزول ليس بغرض الاقتناء لكن "جوزي لما بيدخل مشروع بياخد الدهب ويبيعه".
تتردد ليلى في الدخول إلى المحلات، ظلّت تنظر إلى التشكيلات المُتراصة بالخارج فحسب "فيه أماكن الدهب فيها أرخص من هنا، بس أنا من المنطقة وقولت أنزل أبص الأول".
على عتبة الحيرة تقف أيضًا مها نبيل، جاءت بهدف الشراء والبيع "عايزة أشتري سلسلة لبنت أختي في فرنسا"، لم تعتاد مها مُتابعة أخبار أسعار الذهب قبل النزول "بس المرة دي لقيت صحابي بيقولولي إن سعر الجرام عيار 18 هو 519 لـ521 جنيه"، دخلت مها لأكثر من محل "كلهم عايزين يشتروا الجرام بـ510"، لم تيأس بعد مها في الوصول للسعر المُناسب بالنسبة لها "ماهو أنا لازم أوصل للسعر ده عشان أعرف أبيع اللي معايا وأشتري".
مع حالة الانخفاض وعدم استقرار سعر الذهب عند حدّ معين، تظلّ حالة أسواق الذهب في حالة من الرُكود، وانتظار الرزق.
فيديو قد يعجبك: