لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مطبخ الخير.. "الغلابة" يوصلون رسالة ياسمين لوالدتها الراحلة

03:05 م الأحد 20 أكتوبر 2019

مطبخ الخير في البرلس

كتبت- شروق غنيم:

يحل الواحد وعشرين من مارس كل عام، فتئن جروح ياسمين فارس، تتذكر وفاة والدتها يوم احتفال عيد الأم، العام الماضي سأمت الفتاة العشرينية هذا الوضع "حسيت إني لازم أعمل حاجة مختلفة في ذكراها بدل العياط"، كرّت شريط ذكرياتها مع والدتها، فتشت عما كان يسعدها "أبويا كان صياد وأمي بتساعده في بيع السمك، لكن لازم كل يوم تاخد اللي فيه النصيب تشويه أو تقليه وتوزعه على الغلابة"، كان ذلك الفعل بهجة كل يوم بالنسبة للأم الراحلة "فقررت أعمل مطبخ خيري طول السنة في البرلس".

برفقة صديقتها أعدتا 30 وجبة، اختبرت به ياسمين مدى نجاح الفكرة "في ناس كانت شايفة إني أدي فلوس للناس أحسن"، لكنها أرادت السير على خطى والدتها، فيما تتذكر حين كانت في المدرسة الإعدادية واضطرها مرض الأم لترك التعليم لرعايتها "عشان كدة بهتم بالكبار في السن، لإن ممكن يبقى معاهم فلوس بس معندهمش حد يطبخ لهم" تحكي بينما تتذكر إحدى المسنات حين منحتها وجبة طعام ساخنة "قالت لي متنسنيش يابنتي"، تخبرها إحدى المسنات بمركز البرلس التابع لمحافظة كفر الشيخ.

بات مشروع "مطبخ الخير" هو الشاغل الوحيد في حياة ياسمين، بحثت عن مشاريع مشابهة فعثرت على سواعد الإطعام، المشروع المتواجد في أكثر من محافظة، راسلتهم "وبعتولي عدة مطبخ بسيطة، زي بوتجاز وفرن صغير وحلتين"، من هنا كانت انطلاقة ابنة البرلس للفكرة "كتبت في الجروبات الكبيرة للبلد لو حد حابب يتطوع معايا ويطبخ" جاءتها آلاف الردود "ما بين ستات بيوت وطلبة ومدرسات".

تتوزّع المهام داخل المطبخ البسيط، تحمل ياسمين على عاتقها شراء المكونات والتسوق فيما يفاجأها أحيانًا المتطوعات "بلاقي ناس جاية بكيس سكر، أو حبتين بطاطس"، تبتسم لكل المشاركات، فيما تندهش أكثر حينما تتجول بالسوق "البلد صغيرة فالكل عارف عن المطبخ، بلاقي بياعين بيدوني الخضار من غير ما ياخده تمنه، ومرة واحد أداني جمبري من غير ما ياخد مليم".

كل أسبوع تعد المتطوعات وجبات يصل عددها لـ300، تأتي مهمة التوزيع على الصغار "أولاد المتطوعات اللي بيطبخوا بيبقوا نفسهم هما اللي يوزعوا، وكمان بيساعدونا في التكييس ولّف الأكل"، يوّلي مطبخ الخير كبار السن أو أرباب المرض اهتمامًا فيأتوا على أول القائمة للتوزيع "وكمان غير القادرين والأهالي اللي مرافقة قرايبهم العيانين في المستشفيات".

مع مرة وجبة تنتهي ياسمين برفقة فريقها من إعدادها تمر صورة والدتها أمام أعينها، تقرأ لها الفاتحة، تبتسم لأن قطعة من روح والدتها تسكنها، تسعد للدعوات التي تُرفع من أجل الراحلة، فيما تشعر براحة "مكملتش تعليمي ومليش شُغلانة، لكن دي الحاجة الوحيدة اللي بتحسسني إني بني آدمة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان